كربلاء.. دروس وعبر
يحيى صلاح الدين
كربلاء لها من اسمها نصيب فهي مثَّلت كرباً وبلاء على الأمة.. لماذا حدثت هذه الجريمة بحق الحسين واهل بيت رسول الله وثلة مؤمنة كانت مع الحسين، سلام الله عليهم أجمعين؟
ماذا كان يريد يزيد لعنه الله أن يأخذ من الحسين ولم يتمكن من أخذه حتى قرر قتل الحسين ومن معه؟، لقد أراد يزيد البيعة وان يقر له الحسين بشرعيته في الحكم .
ولكن الحسين -عليه السلام- قدَّم درسا للأمة في الثبات ورفض أن يلي امر الأمة فاجر فاسق مثل يزيد وأسس مبدأ الثورة على الطغاة، لأن الولاية امر مهم في حفظ الأمة لدينها وعزتها وكرامتها، إذ لو بايع الحسين يزيد الملعون لخالف كلام الله ونهج الرسول صلى الله عليه وآله وعلي -عليه السلام في من يحق له ان يتولى امر الأمة- قال الله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، ولأحدث بدعة سيتبعها المسلمون عبر التاريخ ويجيز ان يحكم المسلمين فاسق فاجر، ولكنه فضَّل الاستبسال والتضحية والقتل قائلا صرخته المشهورة هيهات منا الذلة” إن كربلاء أو واقعة الطف تختلف عن جميع الوقائع والمعارك والثورات السابقة واللاحقة عليها، فهي شدَّت القلوب والضمائر بمعانيها السامية الرافضة للظلم، وهي رمز للشهادة والتضحية وهدف للإصلاح والتغيير وشعار ضد الكفر والطاغوت ومثال للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقدوة للصبر والمظلومية ونهج للجهاد والتحدي، فهي متجددة في القلوب والعقول في كل عصر حتى قيام الساعة.
ونحن في زمننا هذا سنقتدي بالحسين -عليه السلام- وسنصرخ في وجه يزيد العصر ونقول:
“الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”.