معركة البحار
محمد صالح حاتم
في الندوة التي نظمتها الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان ومركز هدى القرآن للدراسات الاستراتيجية بعنوان “البحار ..مسؤوليتنا” ،والتي قدمت فيها ثلاث أوراق من قبل الأستاذ إدريس الشرجبي، والدكتور أنيس الأصبحي، والأستاذ عبدالحميد الغرباني ،تناولوا فيها الأهمية الاستراتيجية لموقع اليمن الجغرافي، والأطماع الأجنبية للسيطرة على السواحل والجزر اليمنية قديما ً،وما يحدث لليمن الآن من الحرب والعدوان منذ خمسة أعوام ونصف.
فالتاريخ يعيد نفسه وإن تغيرت الأساليب وتنوعت الحجج والأكاذيب، فعدن احتلتها شركة الهند الشرقية بدعوى الاعتداء على السفينة البريطانية، داريا دولت ،واليوم يشن ّعدوان عالمي على اليمن وتحتل بعض سواحله ومعظم جزره بدعوى إعادة الشرعية، فبالأمس كانت شركة الهند الشرقية هي من تحتل عدن، وبقت فيها 128عاما ً، واليوم شركة دبي هي من تحتل عدن وميون وسقطرى غيرها، وهذه الشركة وكما نعلم أنها شركة بريطانية صهيونية تهدف للسيطرة على البحار ،والفارق أن عدو الأمس كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا، واليوم هي الدويلة التي لا تجد الشمس أين تضع أشعتها، دويلة الأمارات التي لا تاريخ لها ولإحضارة، هي من تحتل أرض التاريخ والحضارة اليمن، وكل هذا يجعلنا أن نفكر وان نكون على وعي وادراك، أن هذا العدوان على اليمن ما كان ليحدث لولا أن من يقوده هي أمريكا والكيان الصهيوني الذي يسعى للسيطرة على سواحل اليمن منذ عقود من الزمن، وان المحاولات المتكررة التي قامت بها قوات تحالف العدوان للسيطرة على الحديدة ومينائها، ليكتمل لهم السيطرة على جميع السواحل والجزر اليمنية، وهذه المحاولات المتكررة والتي شاركت فيها قوات صهيونية وأمريكية وفرنسية تندرج ضمن الصراع الدولي للسيطرة على البحر الأحمر نظراً لأهميته وهو ما دعا الصين لتقوم بإنشاء أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها، والتي أنشأتها في جيبوتي، وذلك بهدف تأمين مصالحها ،ومنها تأمين طريق تجارة الحرير.
فالمعركة التي يخوضها شعبنا اليمني ضد تحالف العدوان منذ ست سنوات هي معركة وجود.. معركة ضد الأطماع الصهيونية في المنطقة، فبقاء اليمن خارج السيطرة الصهيونية يعني فشل مشروعها في السيطرة على الشرق الأوسط، وسقوط حلمها في إقامة الدولة اليهودية الكبرى، من الفرات إلى النيل، وأن أدواتها وأذنابها مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد هم من يسعون لتحقيق هذا الحلم .