التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي يكشف ما تحت الستار!
إبراهيم عطف الله
من يوالي أمريكا سيقبل بإسرائيل، جملة قالها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أحد خطاباته في محافظة صعدة منذ سنوات، قبل أن تتحقق فعلياً على أرض الواقع مع شد أعراب النفاق رحالهم إلى كيان العدو الإسرائيلي.
بعد علاقة وطيدة مع أمريكا، وما كان بالخفاء والسرية منذ عقود من الزمن، بمعية الإدارات الأمريكية السابقة حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخرج اليوم علناً للملأ، بل ويتفاخر صهاينة العرب بالجهر بالسوء معلنين التطبيع مع كيان العدو، بعد إعلان ولي الأمر الأمريكي ”دونالد ترامب” الاتفاق التاريخي -حد وصفه- بين دويلة الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي مدشناً التطبيع الكامل للعلاقات فيما بينهما.
على خطى تصفية القضية الفلسطينية
يأتي اتفاق “الإمارات الإسرائيلية المتحدة” ضمن خطوات متسارعة لتصفية القضية الفلسطينية، منذ مبادرة السلام العربية عام 1981م التي أطلقها الملك السعودي فهد بن سعود في قمة فاس بدولة المغرب، قبل أن يتم إقرارها في قمة بيروت 2002م، وتقضي هذه المبادرة بانسحاب الكيان الإسرائيلي إلى ما قبل حدود 1967م، والاعتراف بحل الدولتين، وهذا يعني ضمنياً تصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال على أكثر من نصف أراضي الشعب الفلسطيني.
الاتفاق الإماراتي لتطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب، يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية المشتد خلال السنوات الأخيرة عبر صفقة القرن والتماهي الكبير مع سياسات العدو الصهيوني في المنطقة، والمضحك أن يأتي على شكل حرص إماراتي لوقف خطة الضم الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية وحمايتها من الاستيطان والاحتلال، لكنها في الباطن أشد وأفتك بالقضية الفلسطينية وأكثر خطراً على الأراضي الفلسطينية والمناطق المقاومة، والتي تنتهي بتصفية فلسطين وإزالتها من الوجود جغرافيا واسماً وشعباً.
تبرير إماراتي لا محل له من الإعراب
التبرير الإماراتي المترافق للخيانة يأتي في الحقيقة لمكافأة إماراتية مجانية لأمريكا التي نقلت سفارتها إلى القدس وهدية مجانية للكيان الإسرائيلي الذي واصل ضم الأراضي الفلسطينية على الأقل بعيداً كل البعد عن الحل الأممي والعربي -رغم كونه حلاً غير عادل ومشرعناً للاحتلال- وهذا يوضح لنا ولكل المتابعين أن الاتفاق الإماراتي لم يكن أكثر من دعاية انتخابية لترامب ونتنياهو المأزومين داخلياً.
وما يؤسف حقاً أن ينتهي التبرير الإماراتي بتصريح صهيوني على لسان رئيس حكومة الكيان “بنيامين نتنياهو” الذي نفى التزامه بضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة، مشدداً على أنه لن يتنازل عن العملية، قبيل أن يتم الحديث إعلامياً لحفظ ماء بن زايد بفقاعات “تعليق” الضم.
من السر إلى العلن، يأتي الاتفاق صادماً يقدر ما كان ليس مستبعداً، كاشفاً عن علاقات وطيدة تربط أبوظبي وتل أبيب منذ عقود طويلة، وأثبتت للعالم حقيقة انتماء حكام الإمارات لمعسكر أعداء المسلمين والعرب منذ عقود، لكنه أظهر في المقابل الحلف المتمسك بالقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً من دول وحركات محور المقاومة إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن.
الكثير من المواقف المزيفة من علماء وأنظمة عالمية وعربية تجلى معدنها الحقيقي اليوم بصمت مريب أو تأييد قبيح للاتفاق الإماراتي الصهيوني، وهو ما أشار له ناطق أنصار الله “عبدالسلام” بالقول إننا “سنسمع يوماً ما من ّ يبرر هذا الاتفاق ويفتي بأن هذا الموقف هو الصحيح للأمة والخطوة الإيجابية للسلم والسلام فالمنطقة كاملاً وفلسطين على وجه الخصوص”.
المطبعون
أتى اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني ليكشف الغطاء الوهمي الذي ظل يتستر خلفه عشرات الدول والمؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية، في إطار التأييد للتطبيع ثمن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتفاق التطبيع واصفاً إياه “باتفاقية السلام الجديد” وذلك بعد دقائق فقط من إعلان ترامب للاتفاق.
وكذلك سلطنة عمان والبحرين هرولة سريعة لإعلان تأييدهما الكامل والمطلق لقرار التطبيع، والتي وصفت الاتفاق “بالإعلان التاريخي” الثلاثي المشترك إماراتياً أمريكياً إسرائيلي.
أدوات العدوان في الداخل تؤيد الاتفاق المخزي
طالما ارتبط العدوان على اليمن بالتدخل الأمريكي الإسرائيلي، قبل أن يأتي اتفاق التطبيع الإماراتي ليؤكد فعلياً علاقة أدوات العدوان في الداخل اليمني مع كيان العدو الإسرائيلي، ففي حين ترفض هذه المكونات وتعرقل أي اتفاق وتوافق يمني يمني مع أبناء جلدتهم “أنصار الله” يسارعون للاتفاق مع أعداء الله من ذكرهم الله في كتابه الكريم، وطالما حذر السيد القائد يحفظه الله من موالاة أمريكا التي ستنتهي إلى موالاة العدو الصهيوني حتماً.
بعد صدمة اليمنيين بمؤتمر “أوسلو” وظهور وزير خارجية المرتزقة “خالد اليماني” إلى جانب رئيس حكومة الكيان “بنيامين نتنياهو”، يخرج المرتزق “هاني بن بريك” ليهنئ رئيس حكومة الكيان وحاكم أبو ظبي بالاتفاق المخزي، كان صادماً لليمنين بالفعل مجدداً،
نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، “هاني بن بريك” كان أكثر حفاوة وترحيباً بالعلاقة مع كيان العدو، معبَّراً في تغريدة له عن شكره ودعمه وتأييده لاتفاق التطبيع المشترك، ومن شدة سعادته لتوقيع الاتفاق، طالت به السخرية وقال أنه سيقوم بزيارة اليهود الجنوبيين إلى بيوتهم بـ فلسطين المحتلة وأنهُ سيذهب إلى القدس وسيصلي بجانبهم في المسجد الأقصى، وكذلك نجل الفار هادي “جلال” الذي وصف أتفاق التطبيع “بالإنجاز الدبلوماسي والتاريخي”.
باختصار.. ما أقدمت عليه الإمارات من تطبيع علني “خيانة عظمى للقضية الفلسطينية” وتماهيا مع الصهاينة والأمريكان في مشروع تدمير المنطقة كل المنطقة، وإن انكشاف العلاقات الإماراتية الإسرائيلية على هذا النحو يسقط كل تلك الشعارات العربية والإسلامية التي رفعها تحالف العدوان على اليمن وإن الإمارات كما السعودية مجرد مخالب إسرائيلية أمريكية تنهش في جسد الأمة العربية والإسلامية.
لذلك نحن كيمنيين وكما كان عهد القبائل اليمنية عبر التاريخ لن نسكت عن حقنا في نصرة قضيتنا الأساسية وهي القدس، ولن نخنع ونتماهى مع قراراتهم المشرعنة للاحتلال الغاصب، وبتوكلنا على الله واعتمادنا عليه سوف نواجه كل مؤامرات الغرب، وبعون الله سنفشل مخططاتهم الصهيونية اللوبية الرامية لانتزاع الكرامة واحتلال الشعوب المقاومة، ونؤكد تحركنا بجدية وبمسؤولية شاملة واستعداد كامل للتضحية فداء لقضيتنا الأساسية ونصرةً لديننا ومقدساتنا الإسلامية، والثقة الكاملة بمشروع التحرر الذي يمثلهُ محور المقاومة، هذا موقفي شخصياً كيمني مقاوم مناهض للمؤامرات الغربية والعربية المستعربة على محورنا المقاوم، وإنما موقف كل حر عزيز ينتمي إلى محور المقاومة.