مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة لـ”الثورة “: نمضي قُدماً لتأمين الاكتفاء الذاتي من بذار الحبوب عالية الجودة
عملية الإبذار لمحصول القمح هذا العام بمساحة 64 هكتاراً
للتوسع في الزراعة الرأسية من بذور الحبوب الغذائية المحسنة
انطلاقاً من الوعي الجيد بنقاوة البذرة وأثرها الإيجابي على مستوى الإنتاج وجودته تقوم المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بتأمين بذار محسن من مزارعها لأصنافٍ عالية الجودة من الحبوب خاصة القمح، وتوسيع نطاق الإنتاج بالتعاقد مع المزارعين لتحقيق مستوى ملائم من احتياجاتهم السنوية، وذلك للإسهام في تقليص الفجوة الغذائية وخفض فواتير الاستيراد من الحبوب الغذائية في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين.
الثورة /
ماجد السياغي
تتصدر الحبوب الغذائية قائمة الاستهلاك في اليمن ، وتسيطر زراعة الحبوب على معظم المساحات المزروعة لغرض توفير الغذاء وتشكل الجزء الأكبر من المساحة المزروعة بنسبة 56% في المتوسط من إجمالي المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية .
عوامل
إلا أن هذه المحاصيل الاستراتيجية تواجه رزمة من الصعوبات والتحديات المختلفة منها عوامل طبيعية تتمثل في تدني الإنتاجية للهكتار الواحد والتصحر والانجراف والآفات الزراعية ،إضافة إلى شحة المياه الجوفية وتدني مستوى هطول الأمطار التي تعتمد عليها هذه المحاصيل وهناك عوامل اقتصادية وفنية كالمدخلات الزراعية ووسائل الري الحديثة والتوسع العمراني وتلاشي العديد من الخبرات الزراعية بفعل التنمية الحضرية .
استهلاك
كل ذلك ساعد على تدني مستوى الإنتاج وقاد إلى تزايد الاعتماد على الاستيراد في ظل النمو السكاني المرتفع ، و يستهلك اليمنيون نحو أربعة ملايين طن من الحبوب الغذائية منها 3 ملايين طن من القمح بشكل سنوي، وتقدر تكلفة الاستيراد للحبوب الغذائية بمليار و800 مليون دولار سنوياً.
المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة
واحدة من المؤسسات الزراعية التي تعمل على تقديم الخدمات الزراعية وتلبية احتياجات الأمن الغذائي . ولمعرفة تفاصيل أكثر التقت “الثورة” بالمهندس عبدالله عبدالكريم الوادعي مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة، حيث تحدث قائلاً : تعمل المؤسسة على توفير أصناف عالية الجودة من البذار المحسّن والحفاظ على أصناف البذار المحلية عن طريق إكثارها ومنع انقراضها وتدهورها، وتلبية احتياجات المزارعين وتعريفهم بأهمية خصائص البذور المحسنة وتوسيع نطاق إنتاجها بالتعاقد معهم لتحقيق مستوى ملائم من الاحتياجات السنوية من البذار المحسن على طريق الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والإسهام في دعم الاقتصاد الوطني من خلال خفض فواتير الاستيراد للحبوب الغذائية.
تحويل التحديات إلى فرص
وتابع قائلاً : تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقيادة المجلس السياسي الأعلى ممثلاً برئيس المجلس فخامة المشير الركن مهدي المشاط الرامية إلى الاهتمام بالقطاع الزراعي وتحويل التحديات إلى فرص في ظل استمرار العدوان والحصار لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي. وانطلاقاً من توجهات حكومة الإنقاذ الوطني ممثلة بوزارة الزراعة والري لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة (مرحلة الصمود والتعافي) تسعى المؤسسة إلى التوسع في رقعة المساحات الزراعية وزراعتها بأصناف متنوعة من بذور محاصيل الحبوب الغذائية خاصة القمح وتعزيز التنسيق والشراكة مع المؤسسات الزراعية المعنية بما يخدم النشاط الزراعي بكفاءة وفعالية.
إنتاج
اعتبر المهندس الوادعي أن نقاوة البذرة العنصر الأساسي في الإنتاج وجودته وقال أن إنتاج كل كيس من البذور المحسنة سيعمل على توفير ما لا يقل عن طن واحد استيراد وكل طن بذور محسنة سينتج حوالي 30 طن حبوب، وهذا بدوره سيعمل على خفض فاتورة الاستيراد ويقلص الفجوة الغذائية.
وتابع : نحرص على تنفيذ رؤية المؤسسة وأهدافها الرامية إلى التوسع في إنتاج بذور محاصيل الحبوب المروية والمطرية وإنتاج كميات مناسبة من بذور محاصيل البقوليات إلى جانب إنشاء بنك نواة للبذور وتوسيع التعاقد مع المزارعين في العديد من المحافظات.
فالعام الماضي قمنا بتدشين زراعة القمح في حوالي 200 هكتار بمزرعة شرعه التابعة للمؤسسة ومزارع المتعاقدين، هذا العام كان التدشين في مساحة لا تقل عن 300 هكتار، كما قامت المؤسسة خلال الموسم الزراعي الماضي بإدخال محصول القطن وبلغت نسبة الإنتاج 15 طنا وهذا العام نحن في مرحلة إكثار بذور البقوليات.
وأردف قائلاً : قامت المؤسسة باتخاذ العديد من الإجراءات لتسهيل حصول المزارعين على بذور محسنة عالية الجودة والإنتاجية حيث قمنا بمخاطبة كل مكاتب الزراعة والري بالمحافظات بمذكرات مضمونها إبلاغ كل المزارعين أن مكاتب الزراعة ستعمل على توفير بذور القمح المحسنة عبر المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة التي ستعمل على تحمل تكاليف النقل وإيصال البذور إلى كل محافظة.
وفي إطار تعزيز الجهود الزراعية وتكاملها بين الجهات والمؤسسات الزراعية بما يحقق الأهداف المنشودة تشارك المؤسسة في برنامج صيانة وتجديد بذور الحبوب والبقوليات المحلية الذي بدأ العمل فيه بمزرعة رباط القلعة بين ثلاث مؤسسات زراعية المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة والشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي.
مزرعة شرعة
وعن الموسم الزراعي لهذا العام تحدث المهندس الوادعي بالقول : دشنت المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة عملية الابذار لمحصول القمح للموسم الصيفي 2020م بمساحة 64 هكتار في مزرعة شرعة ( صنف قمح بحوث 13) وتم زراعتها في أربعة محاور وتعتبر المرة الأولى التي تزرع فيها المحاور الأربعة في موسم واحد بالري المحوري والذي قامت المؤسسة بإدخال تعديلات عليه زاد من كفاءة الري بنسبة عالية، كما تم زراعة حوالي 35 هكتارا بالشعير والذرة بالري المطري ونتوقع هذا الموسم إنتاجية جيدة لتغطية احتياجات المزارعين من بذار القمح المحسنة.
مناطق جديدة
يقول المهندس عبدالله الوادعي: قامت المؤسسة ولأول مرة بالتعاقد مع المزارعين لإنتاج بذار القمح المحسن في مناطق جديدة ، في محافظات إب والمحويت وصعدة وفي مديريات بلاد الروس وسنحان وبني مطر بمحافظة صنعاء، وإلى جانب ذلك استُؤنف العمل في فرع مدينة زبيد بمحافظة الحديدة والذي كان متوقفاً منذ فترة وخلال الأيام القادمة سيتم فتح فرع للمؤسسة في محافظة الجوف التي تمتلك مقومات زراعية واعدة وذلك بهدف الحفاظ على الأصناف المحلية وإكثارها وتشجيع المزارعين على التعاون في هذا المجال وتحفيزهم على الاستمرار بزراعة المحاصيل الاستراتيجية وزيادة الإنتاج للمساهمة في توفير الأمن الغذائي.
تحديات
وعن الصعوبات والاحتياجات القائمة تحدث عنها مدير عام المؤسسة قائلاً : زراعة القمح والحبوب الغذائية في اليمن تواجه العديد من الصعوبات منها عوامل طبيعية وديموغرافية مرتبطة بارتفاع معدل النمو السكاني وتوسع نطاق التنمية الحضرية( التوسع العمراني ) على حساب التنمية الزراعية وعوامل اقتصادية وفنية وتقنية.
ولا ننسى التوسع في زراعة القات على حساب رقعة المساحات المزروعة وما يقابلها من استنزاف جائر للمياه في ظل انخفاض العائد الاقتصادي من زراعة بقية المحاصيل مقارنة بزراعة القات التي تحقق أرباحاً سريعة على حساب بقية المحاصيل.
وأضاف : التغيرات المناخية تكبح النشاط الزراعي وتؤثر على مستوى إنتاج المحاصيل فالأمطار التي منَّ الله بها على اليمن أفرزت عدداً من التأثيرات ومنها وجود بعض الأمراض والآفات الزراعية والفطريات التي تؤثر على جودة المحصول الزراعي ومنها محاصيل الحبوب، ونود الإشارة هنا إلى أن بعض محاصيل الحبوب أصيبت بالفطريات وفي هذه الجزئية نتمنى من جهات الاختصاص مساندة جهود المؤسسة في هذا الجانب.
ناهيك عن الصعوبات المالية التي تواجه زراعة القمح والحبوب وكما هو معلوم أن تداعيات العدوان المباشرة وغير المباشرة عملت على تلاشي الأوعية الايرادية واستمرار الحصار ضاعف من الحاجة للمدخلات الزراعية وكل ذلك انعكس سلباً على طول السلسلة الزراعية وضاعف من حجم التحديات أمام هذا القطاع الحيوي.
صعوبات
وواصل بالقول: هناك خطط لتنفيذ مفردات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة للتوسع في الزراعة الرأسية من بذور الحبوب الغذائية المحسنة التي تزيد عن معدل الإنتاج في وحدة المساحة وتحتاج إلى السيولة الكافية لمواجهة متطلبات وسائل الري الحديثة ومعدات والآلات متنوعة لعملية الزراعة والحصاد ودك المحصول وتجميعه ولدى المؤسسة العديد منها إلا أن 80% منها أصبحت خارج الخدمة.
وأشار في معرض كلامه إلى أن من أهم الصعوبات التي تواجه زراعة الموسم الحالي شحة المشتقات النفطية لاسيما مادة الديزل.
وأضاف: إن الآلات والمعدات التابعة لمزرعة شرعه بحاجة إلى صيانة وإصلاح أو تغيير كثير منها بفعل تقادم العمل بها والمدة الطويلة التي عملت بها مقارنة بعمرها الافتراضي وتقوم المؤسسة باستئجار حراثات أهلية تعمل بنظام الساعة والأجر اليومي، مؤكداً أنه وإلى الآن لازالت المؤسسة تواجه هذه الصعوبات من مواردها الذاتية ولم تتلق أي دعم من أي جهة لتجاوز هذه الصعوبات.
تضافر الجهود
وقال المهندس عبدالله الوادعي : رغم ما تمر به المؤسسات والهيئات الزراعية من ظروف استثنائية الناجمة عن العدوان والحصار تسعى قيادة الوزارة واللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى تذليل كافة الصعوبات وتوفير المدخلات اللازمة على ضوء الممكن والمتاح ونأمل من صندوق التشجيع الزراعي والسمكي إعادة الدعم للمؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بكافة احتياجاتها بما ينسجم مع التوجه الحكومي وجهود الدولة ويحقق أهداف المؤسسة ودورها في النشاط الزراعي، ونؤكد أن تضافر الجهود مقصد يزداد أهمية أكثر من ذي قبل لتجاوز التحديات التي فرضها العدوان والحصار الجائر، والتخفيف من الآثار الارتدادية التي لحقت بالنشاط الزراعي.
أهمية
ما من شك أن محاصيل الحبوب الاستراتيجية تكتسب أهمية كبرى باعتبارها من المحاصيل الداعمة للسيادة الوطنية واستقلال القرار بعيداً عن الهيمنة الخارجية، وتزداد حاجتنا إليها مع ازدياد التوترات والاضطرابات الإقليمية والدولية، فكما كان للظروف والعوامل الطبيعية والديموغرافية والتقنية وتداعيات العدوان والحصار التأثير المباشر وغير المباشر لا يمكن النظر لقضية الغذاء في اليمن بمعزل عن قضية الغذاء على الصعيد العالمي والتي أصبحت تؤرق كثير من دول العالم بفعل عناصر متضافرة .
العناوين العريضة….
تمضي المؤسسة في إنتاج بذور محاصيل الحبوب المروية والمطرية وإنتاج كميات مناسبة من بذور محاصيل البقوليات إلى جانب إنشاء بنك نواه للبذور وتوسيع التعاقد مع المزارعين في العديد من المحافظات.
إنتاج البذور النقية من أهم الخطوات على طريق الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والإسهام في دعم الاقتصاد الوطني و خفض فواتير الاستيراد للحبوب الغذائية .
خاطبنا مكاتب الزراعة والري بالمحافظات أن المؤسسة ستعمل على تحمل تكاليف النقل وإيصال البذور للمزارعين إلى كل محافظة.
تم التعاقد مع عدد من المزارعين في عدة المديريات والمحافظات وسيتم فتح فرع للمؤسسة في محافظة الجوف التي تمتلك مقومات زراعية واعدة.
تسعى قيادة الوزارة واللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى تذليل كافة الصعوبات وتوفير المدخلات اللازمة على ضوء الممكن والمتاح.
نأمل من صندوق التشجيع الزراعي والسمكي إعادة الدعم للمؤسسة بكافة احتياجاتها بما ينسجم مع التوجه الحكومي وجهود الدولة لتجاوز التحديات التي فرضها العدوان والحصار على القطاع الزراعي .