تسببت سيول الأمطار الغزيرة التي أنعم الله بها على بلادنا في جرف وغمر كثير من الطرق والشوارع ما أدى إلى تعطيل حركة المواطنين واختناقات مرورية متكررة ضاعفت معاناتهم خلال إجازة عيد الأضحى المبارك فأصبحوا بحاجة لساعات طويلة للتنقل من مكان إلى آخر، ولا تختلف الطرق الطويلة التي تربط بين المحافظات عن الطرق الأخرى في المعاناة فقد تسببت سيول الأمطار التي تنهمر على الجبال في تساقط الصخور على هذه الطرق لينتظر بعض المسافرين ساعتين وأكثر، وزاد المعاناة تأخر خدمات الدفاع المدني في الوصول إلى الأماكن المتعطلة لشفط المياه أو جرف الصخور بعيداً عن الطرق، حيث يشكو المواطنون من انتظارهم فترات طويلة رغم تواجد رجال المرور الذين ليس بأيديهم ما يفعلونه لحلحلة تلك الاختناقات المرورية التي تسببها السيول..
“الثورة” في السطور القادمة تستعرض جانباً من معاناة المواطنين في بعض الطرق والشوارع المتضررة من السيول، وتلتقي إدارة المرور والدفاع المدني ووزارة الأشغال للبحث عن حلول من أجل تخفيف هذه المعاناة على المواطنين.. فتابعوا:الثورة / أحمد السعيدي
بعد أن يضطر المواطن لخوض سرب طويل أمام المحطات للحصول على القليل من البنزين لتعبئة سيارته لزيارة الأقارب والذهاب إلى المتنزهات أو السفر إلى الريف خلال إجازة عيد الأضحى المبارك يجد نفسه محاصرا في سرب طويل أيضا من السيارات، وهذه المرة على الطريق العام أو متعطلا بسيارته في أماكن بعيدة جراء تدفق السيول والأمطار الغزيرة على الطرقات والتي تسببت في جرفها أو إغراقها أو تعطيلها تماما..
ففي مديرية بني الحارث شكا عدد من المواطنين تسبب السيول في جرف طريق اسفلتي عام يرتاده المواطنون كطريق رئيسي ليضطروا إلى الالتفاف من طرق وعرة ولا تصلح للسيارات..
كما جرفت السيول طريق “صافية طامش” ما أدى إلى تعطل حركة السير في شارع خولان بالقرب من جولة الحثيلي الوسطى بشكل كامل،ورغم انتشار رجال الأمن في المنطقة تحسباً لأي طارئ إلا أن المواطنين ظلوا عالقين في أماكنهم لأكثر من ست ساعات..
أما حال الطرق والشوارع التي لم تتضرر جراء السيول فهي على الأقل أغرقتها ونتج عن ذلك انطفاء وتعطل كثير من السيارات فأثناء تواجدنا في شارع المطار الرئيسي توقفت الحركة المرورية أمام حديقة الثورة وتعطلت بعض السيارات ووصل الماء إلى نوافذ السيارات رغم أن الطريق عريض ورئيسي وعندما تساءلنا عن السبب أخبرنا المواطنون القاطنون هناك أن ذلك بسبب انسداد العبَّارات الخاصة بتصريف مياه الأمطار،وشكاً المواطنون أيضا من تقصير الجهات المختصة في صيانتها قبل موسم الأمطار وأنه في كل موسم للأمطار يقوم المواطنون أنفسهم بمحاولة فتح وتنظيف هذه العبَّارات التي تحتاج لإمكانيات دولة وظل الطريق مقطوعاً حتى أقبلت عربات الشفط الخاصة بالدفاع المدني بعد ساعتين واحتاجت عملية الشفط ساعتين أخريين حتى تمكن المواطنون من المرور وقضاء حوائجهم مع عوائلهم التي بدت على وجوهها آثار الخوف والتعب..
وليس ببعيد عن شارع المطار العريض شوارع أقل منه أهمية وحجما تشهد تعطل الحركة المرورية كشارع النصر الممتد من شارع المطار حتى سعوان والذي يعاني فيه الناس من رداءة الطريق المليء بالحفر والتكسر منذ فترة طويلة وقد زادت سيول الامطار مشكلاته ما تسبب في ازدحام مروري متكرر وتعطل متكرر لمركبات المواطنين.. عدد من المواطنين قالوا إنه من أصعب الطرق التي يمرون عليها خصوصا في منتصفه عند القلابات والحراثات حيث تتكون هناك بحيرة لا تستطيع تجاوزها السيارات المنخفضة..
وكذلك الحال مع شارع التربية الذي قال المواطن محمد مهيوب إنه شهد ازدحاماً مرورياً لثلاث ساعات ما اضطره إلى أن يركن سيارته ويواصل الطريق سيرا على الأقدام إلى شارع الأربعين بسعوان وبالفعل وصل قبل أن يفتح الطريق وينتهي ذلك الازدحام المروري..
ما سبق ما هي إلا نماذج لمعاناة المواطنين أثناء حركة المرور في أغلب الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية في أغلب المحافظات ولعل أبرز من لخص هذه المعاناة المهندس المعماري وديع مقريش الذي أقسم لنا بأنه احتاج في ثاني أيام العيد إلى أربع ساعات للوصول إلى حديقة السبعين قادما من منطقة الجراف حيث وصل وقت المغرب ليقوم بأداء الصلاة في جامع السبعين ثم يعود هو وأولاده إلى المنزل.
وإذا تحدثنا عن أمانة العاصة فلا بد أن نذكر مشروع السائلة التي يتكفل بتصريف قدر كبير من السيول القادمة من الأودية القريبة لكنه في الوقت ذاته يعد من أهم ما افتقده المواطنون للتخلص من الازدحام المروري في شوارع الأمانة كونها كانت الطريق المختصر وغير المزدحم الذي يسلكه الكثير من المواطنين.
الطرق الطويلة أيضاً
ولا يقتصر الازدحام المروري وتعطل حركة السير على الطرق والشوارع داخل المحافظات فهناك متاعب أخرى سببتها سيول الأمطار الغزيرة في الطرق الطويلة الرابطة بين المحافظات، وهي تساقط الصخور الجبلية الكبيرة على الطرق الإسفلتية نتيجة انهيارات سببها غزارة الأمطار واستمرارها لينتظر المواطنون ساعات على هذه الطرق حتى تأتي الجرافات لإزاحة الصخور عن الطريق..
فباتجاه محافظة المحويت هناك الطريق المؤدي إلى منطقة الاهجر السياحية وشلالها الساحر الذي يقصده المواطنون سنويا مع عائلاتهم خلال إجازة العيد هو أيضاً يعاني من انزلاق صخور على جنبات الطريق بسبب الأمطار الغزيرة والسيول ما تسبب في ازدحام مروري..يقول الشيخ محمد الاهجري- أحد أعيان المنطقة إن عدد زوار الشلال والمنطقة شهد تراجعا كبيرا هذا العام، وأرجع الشيخ الاهجري هذا التراجع لسببين الأول خوف الناس على حياتهم نتيجة تساقط الصخور الجبلية والثاني الازدحام المروري نتيجة تواجد هذه الصخور على جنبات الطريق،ففي الماضي كان الطريق يتسع لسيارتين -طلوع ونزول- أما الآن فهناك صعوبة ولذلك يضطر المواطنون لركن سياراتهم أسفل الطريق والصعود مشيا على الأقدام مسافات طويلة قد لا تتحملها النساء والأطفال.
وعلى عكس طريق المحويت هناك طريق صنعاء – إب الذي يعاني نفس المشاكل وأكثر، ففي عدة نقاط أبرزها طريق يريم والطريق المؤدي من يريم إلى إب يضطر المواطنون نتيجة تعطل حركة المرور لقضاء ساعات ينتظرون المخرج ويحتاجون وقتاً مضاعفاً للوصول إلى قراهم وبيوتهم،ومن هؤلاء عيال العم حسام ويزن اللذين قالا ” كانت المسافة بين صنعاء وإب حوالي 6 ساعات لكننا سافرنا 9 ساعات واستوقفتنا اختناقات مرورية في خمس نقاط في الطريق وفي كل مرة كنا ننتظر الجرافات لتنظيف الطريق الذي تتساقط عليه الأحجار يوميا “كما يقول الأهالي “..
إدارة المرور
رجال المرور يساهمون بما يستطيعون في حالة تعطل حركة السير والازدحامات المرورية بسبب سيول الأمطار ويقومون بدور الدفاع المدني في بعض الأحيان لكنهم يحتاجون إلى مساعدة تتلخص في وعي المواطنين وقيام الجهات المختصة بدورها..
العميد علي الوشلي – مدير إدارة المرور في محافظة ذمار – تحدث لـ”الثورة” قائلا: في البداية أهنئ السيد عبدالملك والقيادة السياسية والثورية ووزارة الداخلية بعيد الأضحى المبارك وطاقم صحيفة “الثورة” أما ما تقوم به إدارة مرور محافظة ذمار خلال هذه الفترة فهناك معاناة في مختلف شوارع المحافظة نتيجة التهدمات الحاصلة في الطرقات.. هناك جهد مضاعف من خلال دوريات مستمرة في الصباح والمساء ولكن رغم هذا كله لا بد أن يكون هناك وعي لدى المواطنين بأهمية وقيمة رجل المرور فنحن نعاني من عدم احترام رجل المرور ومن المعلوم أن المواطن هو السبب في إعاقة حركة السير ونطالب السلطة المحلية بإصلاح الحفر الموجودة في الطرقات لتفادي تعطل حركة المرور أثناء الأمطار والسيول ونحن نقوم أحيانا بدور الدفاع المدني والتعاون معهم عبر سحب السيارات المعطلة وما نستطيع القيام به..
الدفاع المدني
كما التقينا مدير الدفاع المدني في المحافظة ذاتها أحمد العزب -الذي قال: بالنسبة للسيول المتدفقة إلى الحارات والشوارع الفرعية فنحن نقوم بالانتقال سريعا برغم قلة الإمكانيات، فنحن نستعين بمكاتب التحسين والمكاتب الأخرى التي تتوفر لديها المعدات الثقيلة مثل الشيولات لنتمكن من الوصول إلى الأماكن المرتفعة والجبلية، وبما أن محافظة ذمار ملتقى لعدة محافظات فبالنسبة للطرق العامة فقد كانت تحدث فيضانات في مديرية معبر ومنطقة جهران كأكثر المناطق التي كانت تتضرر وإزاء ذلك شكلنا لجنة وتم معالجة الموضوع بتوسيع قنوات المياه، أما ما يحدث في الشوارع الفرعية من غمر فهو يحدث أولا بسبب انخفاض المسطح الأرضي من ناحية وبسبب مخلفات البناء من ناحية أخرى بالإضافة إلى الاستحداث البشري للمسطحات الأرضية فكانت البيوت شعبية ويأخذوا التراب من الشوارع ويرمموا السقوف ولذلك دورنا قانوني لكن الإمكانيات للأسف لا توجد، ورسالتنا للجهات المعنية أن يعملوا معاينات لقنوات المياه وتنظيفها بعد مواسم الأمطار وأدعو الجميع للاستفادة من الأماكن التي يحدث فيها الغمر والمسطحات المنخفضة من أجل التسوية وإيجاد مجار في الشوارع فالجميع يعانون نحن والمواطنين فما يحدث بأمانة من الجميع هو رقود بعد موسم الأمطار، وما حدث مؤخرا هو أن وزارة الداخلية ومصلحة الدفاع المدني طلبوا منا الرفع بمعدات الإنقاذ وهي لا تتوفر لدينا أساسا وقد رفعنا بها مسبقا بما فيها المعدات الثقيلة وإن شاء الله في التوجهات الجديدة سنحظى بالاستجابة لأننا نتألم وليس بإمكاننا فعل الكثير، ولا ننسى أن نتعاون جميعا قطاعاً خاصاً وعاماً وحتى الإعلام بالتوعية كون الدفاع المدني جهة وقائية قبل أن تكون جهة تدخل ونحن في الأيام القادمة نُعدّ برامج تدريبية لتفعيل مدربين مجتمعين وتأخذ الدورات حوالي شهراً وهي عبارة عن أربع دورات، لكننا في الفترة الأخيرة أصبنا بالركود نتيجة عدم توفر إمكانيات مادية..
حلول مقترحة
وعن أبرز الحلول الواجب اتباعها في حالة تعطل حركة المرور نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة على الطرقات يتحدث لـ”الثورة” من وزارة الاشغال المهندس أحمد السامعي فيقول: يرتبط الحل للتخفيف على المواطنين المتضررين من حركة المرور أثناء الأمطار والسيول بثلاثة أمور رئيسية: الأول قيام وزارة الاشغال بدورها بالتعاون مع المجالس المحلية والجهات ذات العلاقة بعد انتهاء الأمطار بإصلاح الحفر في الطرقات وفتح مجاري السيول ومنها العبَّارات ومعالجة انهيار الصخور على الطرقات، والأمر الثاني زيادة الجهد ومضاعفته من إدارة المرور والدفاع المدني للوصول للمتضررين ومعالجة الإشكاليات في أسرع وقت ممكن وتوسيع إمكانيات هذه الجهات ودعمها الدعم الكامل، والأمر الثالث هو تفعيل دور المنظمات والمبادرات المحلية والشبابية وذلك بالخروج في مناطقهم وأحيائهم التي تعاني من اختناقات مرورية ومحاولة تقديم المساعدة للمواطنين عبر تنظيم حركة السير ومحاولة فتح العبَّارات ومجاري السيول وإصلاح السيارات المتعطلة وغيرها من الأمور التي يستطيعون القيام بها كل حسب إمكانياته.