حقوق أحفاد بلال.. أول الغيث قطرة

منير إسماعيل الشامي
المساواة بين أفراد المجتمعات مبدأ إنساني أساسي وهي في ذات الوقت تشريع إلهي أمر به الله تبارك وتعالى وجسَّده عمليا النبي اﻷكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام من قبله، لأن أول من يتبع الحق هم المستضعفون والمظلومون من الناس والتواقون إلى العدالة في المعاملة والمساواة في كل الحقوق والواجبات، وﻷن هذه المبادئ تمثل القاعدة الأساسية الأولى لبناء مجتمع إيماني قوي ومتماسك ومع ذلك لم يجتهد الناس بعد رحيل الرسل في تطبيقها ولم يهتم بتطبيقها ويحرص على ذلك سوى الإمام علي -عليه السلام- وأهملتها الأمة بعده حتى اليوم في كل البلدان الإسلامية بما فيها اليمن.
ففي اليمن على سبيل المثال شريحة المهمشين وهي شريحة واسعة ظلت مهضومة في حقوق المواطنة من قبل الأنظمة السابقة المتعاقبة ومن قبل شرائح المجتمع الأخرى لأسباب متعددة من ضمنها تسليم هذه الشريحة للأمر الواقع وتخليها عن المطالبة بحقوقها وتقوقعها في أسلوب حياة متدن واعتيادها العيش على ذلك الحال، فأبناء هذه الشريحة لم يطالبوا بحقوقهم ولم يتحركوا في ذلك ، ولم نسمع أحدا آخر ينادي بها ويتحرك من أجلها لا من جهة رسمية ولا من جهة شعبية أو دينية ، فلم نسمع لها ذكرا أو نرى لها مطالبا إلا في ظل مشروع الثقافة القرآنية والذاكر لها والمطالب هو شخص واحد فقط “السيد القائد أبو جبريل “.
لقد ظلت شريحة المهمشين مهملة ومستحقرة من قبل الدولة والمجتمع وظلت الأنظمة السابقة المتعاقبة متجاهلة لها وهي المعنية بالدرجة الأولى بذلك باعتبار أبناء هذه الشريحة مواطنين تابعين لها لهم حقوق عليها ثابتة في الشريعة وفي الدستور وبنص القوانين، ولكن مع الأسف لم يلتفت إليهم أي نظام فيما مضى قبل عهد المسيرة القرآنية.
وفي ظل قيادتنا الثورية الصادقة وبرعاية وتوجيه قائدنا العلم السيد أبو جبريل ودعوته لتجسيد النهج القرآني تجاه هذه الشريحة التي ظلمت ردحا طويلا من الزمن ، بتبني برامج فاعلة تمكنهم من نيل حقوقهم في الرعاية والتعليم والصحة والعيش الكريم وتضمن لهم دمجهم في المجتمع كبقية المواطنين، بدأنا نلمس آثارا طيبة تجاه هذه الشريحة التي أثمرت الثقافة القرآنية في قلوبهم وصنعت منهم مئات المجاهدين على درب الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه وأرضاه- يقفون موقفه ولهم ثباته وبأسه على النهج المحمدي الحيدري في مختلف جبهات المواجهة.
وبفضل الله وبفضل توجيهات القائد وتحت رعايته ومتابعته المباشرة رأينا الابتسامة الصادقة تشرق لأول مرة على وجوه الآلاف من أطفال هذه الشريحة وشعت وجوههم بالفرحة الحقيقية الغامرة والبريئة وهم يقطفون ثمار تلك الرعاية الإنسانية، رأينا فرحتهم وهم يستلمون كسوة العيد من المعرض الخاص الذي افتتح يوم أمس الأول في أمانة العاصمة، في إطار مشروع كسوة العيد ﻷحفاد بلال، رأيناهم وهم يشعرون بإنسانيتهم المفقودة ويتلذذون سعداء بجزء من حقوقهم المسلوبة منهم بدون وجه حق، رأينا عيونهم تشع غبطة وسرورا بيمنيتهم وبانتمائهم إلى تربة هذا الوطن المعطاء، رأينا فرحتهم وكأنها فرحة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصحابي الجليل بلال بن رباح يوم أعتقه رسول الله من ذل العبودية وحرره إلى فضاء العدالة النبوية والمساواة.
وما هذه إلا البداية وأول الغيث قطرة -كما يقال- وفي قادم الأيام سنرى هذه الحقوق تعود تدريجيا إلى هذه الشريحة، وسنرى مبادرة تلو مبادرة وخطوة تلو خطوة وفق برامج فاعلة ترمي إلى دمج هذه الشريحة في المجتمع حتى يتمتعوا بكل الحقوق المكفولة لكل مواطن وفي كل محافظة، وسنرى أيادي أحفاد بلال تشارك في بناء الوطن وتنميته في مختلف القطاعات الحيوية كما رأيناها تدافع عنه وتسقيه من قطرات دمائها وترويه من قطرات عرقها وهي تهتم بجماله ونظافته، وفي وقت قريب بإذن الله سبحانه وتعالى.

قد يعجبك ايضا