عيدكم نصر وتمكين
عبدالفتاح علي البنوس
احتفل المسلمون في مختلف بقاع العالم بعيد الأضحى المبارك ، عيد الله الأكبر ، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ، العدوان على سوريا واليمن لا يزال مستمرا، الذي تموله أموال السعودية والإمارات ، ينفذه أسيادهما من الأمريكيين والصهاينة وأذنابهما من المرتزقة ، بالتزامن مع تواصل مجازر الإبادة وجرائم التهجير العرقي التي تطال المسلمين في بورما ، والانتهاكات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، والمؤامرة الأمريكية التي تحاك بتواطؤ عربي وإسلامي قذر التي تستهدف القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن ، والدور المشبوه للسعودية والإمارات في العراق وليبيا ولبنان وتونس ، وغيرها من الممارسات الساقطة والتدخلات السافرة في شؤون الدول والشعوب والأنظمة والبلدان.
حروب وصراعات وفتن وأزمات ومؤامرات ، كلها تشتعل وتلتهب بالمال والنفط الخليجي الذي بات مصدرا لكل الشرور والنكبات التي تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية ، يسخرون كل طاقاتهم وإمكانياتهم ومواردهم لضرب الأمة في دينها وقيمها ومبادئها وأخلاقها وثوابتها لحساب الكيان الصهيوني المحتل وخدمة لأجندته وأهدافه الاستعمارية الاستيطانية ، حيث يقف محور المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن في وجه هذا المخطط والمشروع الشيطاني الذي يرعاه ويشرف عليه ويسعى لتمريره بالقوة والهيمنة والتسلط الشيطان الأكبر ( أمريكا ) بأموال السعودية والإمارات ، حيث يتنامى الوعي في أوساط هذه الشعوب التي باتت أكثر وعيا وثقافة وبصيرة بحقيقة هذه المؤامرة وهذا المخطط ، حيث بات مفضوحا ومكشوفا وبدأ العمل الجاد في مواجهته والتصدي له من خلال حركات المقاومة التي تتصدر المشهد الثوري المقاوم والمناهض لهذا المخطط.
وأمام هذا الواقع المزري للأمة في ظل تسيد آل سعود وآل نهيان وتسلطهم على الأمة وتحكمهم في شؤونها ، يبدو العيد بلا نكهة في أغلب الدول العربية والإسلامية ، وما زاد الطين بلة هو المشهد المؤلم والمحزن للمشاعر المقدسة خلال موسم الحج التمثيلي هذا العام والذي يدمي القلوب ويعكس حالة الخنوع والخضوع لهذه الأسرة اليهودية التي نصبت نفسها وصية على الإسلام والمسلمين ، ومع هذا الواقع يظل الأمل في الله عز وجل في تغيير هذا الواقع المزري ، ومن ثم الشعوب الحرة وحركات المقاومة الإسلامية التي تتصدر محور المقاومة وتتزعمه لمواجهة طواغيت هذا العصر وتطهير البلاد من رجسهم ونجاستهم المغلظة التي لا يعفى عن شيء منها ، على طريق تحقيق النصر والتمكين بإذن الله وتوفيقه.
بالمختصر المفيد، لا أجد من كلمات معبرة تحكي عن العيد في ظل الظروف الراهنة سوى هذه الأبيات التي نظمها فقيد اليمن الكبير الشاعر الدكتور أحمد صالح النهمي -رضوان الله عليه – والتي قال فيها:
يا أنتَ..ما لكَ خائفٌ مذهولُ
العيد وافى، والحديث يطولُ
ماذا سأنشِدُ للصغار، وما الذي
سأقولُ للعوّادِ حين أقولُ
(آنستَنا يا عيد) كيف أزفها
وأصول في جنباتها وأجول
وبأي أجنحة أطوف مهنئا
ومدائن اليمن السعيد طلول
وبكل ناحية حريق ناشب
وبكل واد أنّةٌ وعويلُ
يا عيد عفوًا، فالظلام حكايةٌ
والفجر غافٍ، والطريق طويلُ
الجنتان تراهنان على الذي
في الغيب يبدو ما إليه سبيلُ
والأرض من دمنا تبيعُ وتشتري
وبنو السعيدة، قاتلٌ وقتيلُ
فتفرقت أيدي سبأ، وتسيدت
بعد الرؤوس العاليات ذيولُ
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف ألف خير.