الحجرية.. النّفَس الأخير للمبشرين الجدد (1-2)

 

عبدالجبار الحاج

أنا أتابع ما جرى ويجري في منطقة الحجرية ومديرياتها ليس لكوني أحد أبنائها بقدر ما هو اهتمامي الذي يضع المنطقة وأحداثها في سياق يساهم في تصويب دورها اللائق بتضحيات الأجيال وبجهد يصب في استعادة مكانتها في حركة التاريخ وأحداثه ومحطاته الوطنية.
هنا برز ويبرز الحراك الشعبي في الحجرية هذه اللحظة آخذاً بعداً وطنياً في وجهته يعيد لهذه المنطقة وجهها التحرري المشرق ودورها في خضم النضال الوطني الثوري والتحرري عبر محطات تاريخية عديدة شمالاً وجنوباً.
ففي حين أنهى الإخوان مهمتهم في تثبيت الاحتلال الإماراتي السعودي على أجزاء واسعة من الوطن جنوباً وغرباً وبحراً وجزراً.. هاهم يمهدون لدورهم الآتي ويفرشون للغزاة وأرباب نعمتهم الجدد ويتوهمون مرحلتهم الجديدة الخاصة بما بعد السعودية والإمارات في تلميع الأتراك ويزينون أوهامهم بأنهم طلائع المبشرين بمحتل من تركيا، يبشرون به مقابل احتلال كانوا هم أول من دعاه واستجداه واستنجد بكل الذرائع الطائفية ووظف منها ما استطاع.
إلى هنا نهض الحراك الشعبي في الحجرية بمهمته في الرفض للاحتلال والاستعمار بكل أشكاله وألوانه، القديم والجديد والإقليمي والدولي، وفي تحشيد الجماهير لعناوين الوطن والشعب، وإن كانت في طور التشكل والبداية فهذا هو الخط الذي يجب أن يكون.
فعقب اغتيال الحمادي أولاً واجتياح الحجرية ومحاولة السيطرة على قيادة وكتائب اللواء 35 في مجرى تحويله إلى جيوب خاضعة لتنظيم الإخوان دشن الحراك سلسة من الأنشطة الشعبية تلك التي كشفت الجريمة من جهة وتلك المعبرة عن السخط والرفض المجتمعي للإخوان تحت أي عنوان جاء منهم.
ما إن سجلت تلك الجريمة انكشافاً فاضحاً لجرائم التنظيم السري فتحت الجريمة ساحة واسعة لتحرك شعبي علني مناهض للإخوان وبدلاً من أن يسلم الإخوان الرأس المخطط والممول للجريمة وبقية الفريق في جهازهم السري زادوا على طين فضيحتهم الماء بمحاولة فرض قائد على اللواء 35 باستصدار قرار تعيين لم يلبث أن صار حبراً على ورق إذ تمسكت كتائب اللواء بحقها في تعيين قائدها.
وفي ضوء الأحداث الأخيرة في غرب وجنوب غرب تعز ومنذ لحظة اغتيال الحمادي قائد اللواء 35 فإن حادثة الاغتيال بقدر ما نجحت في تصفية أهم شخصية قيادية فإنها شكلت ضربة قوية للإخوان.
في محاولة اجتياح الإخوان للحجرية وتمهيد الطريق لغازيهم التركي الجديد قريباً من باب المندب.. وفي مساعيهم لتهيئة ما أمكن للغزاة الجدد من الأتراك قاموا قبل اغتيال الحمادي ببناء معسكر بقيادة المستثمر التركي حمود المخلافي الذي أعلن عنه في منطقة يفرس الواقعة على أطراف جبل حبشي وبمحاذاة الحجرية.. وفي محاولة فرض الإخوان ها هو الحراك يستمر رافضاً لكل أشكال تواجد الإخوان في كل مناطق الحجرية.. وها هم كتائب اللواء يسقطون قرار العجوز علي محسن بتعيين الشمساني قائداً للواء بتمسكهم بحقهم في اختيار من يرون فيه سلوك وقيم القائد، فلم يجد عناصر اللواء سبيلاً للوفاء لقائدهم إلا أن يختاروا من يحمل رايته والسير على خطاه التي حفظت للمنطقة ما احتفظت به، ولم يجد الحراك الشعبي أمامه من خيار إلا أن يواصل مشواره بناء تجربة شعبية وطنية تجسِّد قيم التحرير والتغيير المنشود وتحقق السيادة لكل اليمن والعدالة لكل الشعب.. يتبع

قد يعجبك ايضا