محمد العزيزي
بعيدا عن التعصب والميول العاطفي لهذا النادي أو ذاك، الرياضة لا تحتاج إلى مثل هذا السلوك المتشنج، لأن النتيجة في نهاية المطاف تخضع للعملية الحسابية والنتائج الرقمية التي تبقى الحاسمة في تحديد من يستحق الفوز والتتويج، وهي أيضا لا ترضخ للأمنيات والتمني والعشق والحب والعواطف، ومن اجتهد وثابر وأصر وأخلص في الميدان حصد النتائج والأرقام والمال والذهب.
عطفا على ما تقدم حسم – الأسبوع الماضي – النادي الملكي ريال مدريد الليجا الاسبانية للعام الجاري 2020م وصار الكأس في خزانته، وهنا يجب علينا كرياضيين وعشاق لكرة القدم، سواء كنا ملكيين أو برشلونيين أن نبارك للفائز الحاصل على اللقب بروح رياضية دون أي تعصب.
بصراحة أثارني الفرح الريالي الزائد عن حده وشماتة الملكيين بأنصار البرسا نتيجة فوز الريال بالليجا رغم رداءة مستوى فرق الدوري وما رافقه من أحداث وتوقف بسبب كورونا، كما أثارت انتصارات ريال مدريد في الدوري الأسباني في الجولات الماضية من الليجا وبالتحديد قبل حسم الليجا بخمس جولات على نهاية الدوري الكثير من الانتقادات والتشكيك في حسم الريال لليجا وبالذات إدارة نادي برشلونة ولاعبيه وعشاق نادي البارسا في العالم.
الاستياء في اعتقادي في غير محله ولو حصل الرياليون على بعض التجاوزات والحظوظ لكسبوا الفوز لصالحهم مثل تقنية الفار أو ضربات أو ركلات الترجيح، لكن تبقى في النهاية الأرقام والنتائج هي القضاء والحكم الفصل.
لا كيني ولا ميني ولا برشلونة ولا ميسي.. لا فائدة من التندر والأعذار وتسويق المبررات لخسارة الصدارة والحصول على الكأس وتقديم الكأس على طبق من ذهب للخصم التقليدي.. البارشا أضاع الليجا الأسبانية بسخف وتساهل حد التافهة، وهذا لا يليق بفريق عالمي كالبرشا الذي يمتلك عددا من نجوم العالم البارزين في كرة القدم، وأن تكون الخسارة قبل نهاية الدوري بعدة جولات وبعد تربعه على الصدارة طيلة الجولات الماضية، فبدلاً من أن تعطيه دفعة حماس للحفاظ على الصدارة يتلقى هزيمة من نادي أوساسونا الذي يقبع في الترتيب 18 وبعدد عشرة لاعبين، فهذا أمر لا يصدق ولا يندرج في حسابات الكبار كنادي البارسا.
هذا الحراك والسجال الكروي بين عشاق الفريقين دفعني إلى متابعة الكثير من التحليلات الرياضية للوقوف على مشارف حقيقة هذا العراك، ووجدت أن الأداء الكتالوني لم يكن كما يجب، ولم يكن في أحسن حال خاصة الجولات الأخيرة من الليجا، وأن الريال استحق الكأس لأنه لعب بقوة وهاجم بشراسة بحثا عن اللقب الـ34 في تاريخه الرياضي.
الصراخ لا يفيد في شيء خاصة أن ليونيل ميسي يلعب في برشلونة منذ العام 2006م وحتى اليوم أي ما يقارب 14 سنة تقريبا يعني قدم خلالها كل ما لديه والجهاز الفني والإداري أصبح معاقاً لا جديد لهما ما سيدفع هذا النادي العريق قريبا إلى تغيير وتجديد خطوطه وخططه المستقبلية ورحيل العديد من مشائخ الفريق وعلى رأسهم الجنرال ميسي، هذا الكلام ليس تنجيماً ولكن سيفرضه الحال الذي وصل إليه هذا النادي.
صحيح أنه كانت هناك العديد من المباريات التي منح الفار خلالها الأفضلية للفريق الريالي وتسبب في تذمر نادي برشلونة من تلك النتائج، الأمر الذي دعا العديد من وسائل الإعلام الأسبانية لإجراء تحقيقات حول تأثير الفار وضربات الترجيح على صدارة ريال مدريد للدوري الأسباني.
ووفقا للصحف الأسبانية فإن “ريال مدريد نجح في تسجيل جميع ضربات الجزاء التي أتيحت له، إذ احتسب لصالحه 10 ركلات في الدوري الإسباني سجلها جميعا في المرمى، منها 6 بتوقيع سيرخيو راموس و4 من قدم كريم بنزيما، كما احتسب لنادي برشلونة 6 ركلات جزاء في الموسم الحالي للدوري الإسباني، 5 سجلها ليونيل ميسي وواحدة من توقيع لويس سواريز”.
الخلاصة أنّ ريال مدريد أكثر من سجل من ضربات جزاء في الموسم بواقع 10 ركلات، بينما برشلونة بواقع 6 ركلات، هذه الأهداف منحت ريال مدريد 7 نقاط ومنحت برشلونة 3 نقاط، وبسبب ذلك ظهرت الشكوك وتململ النادي الكتالوني من حصول الريال على الكأس، وكانت سببا في تتويج الملكي بالليجا.