منتخباتنا والنوم في العسل

 

د. جابر يحيى البواب

رواية افترض فيها الكاتب وجود وباء سريع الانتشار, هذا الوباء بحسب الرواية يقضي على الغريزة الجنسية عند الرجال, واستعرض الكاتب في الرواية حياة الناس في ظل الانتشار السريع لهذا الوباء, مما يعني أن يتوقف النسل تلقائياً, ويعني أيضاً انتشار الجريمة والانتحار نتيجة الخروج عن الوعي وعن المألوف, وكل هذا بالطبع يؤدي إلى نهاية الحياة وانقراض السكان تدريجياُ بحسب الرواية, ومن خلال الرواية والتي تجسدت في فيلم “النوم في العسل” للفنان عادل إمام والكاتب وحيد حامد, دار الصراع بين ثلاثة أقطاب رئيسية في المجتمع, وهما “الشعب ورجال السياسة ورجال الدين” فالشعب فقد عقله نتيجة فقدان مزاجه وأصبح يرتكب الجريمة, وينتحر, ويؤمن بالدجل والشعوذة.. ورجال الدين اعتبروا هذا الوباء هو عقاب رباني نتيجة الفسق والفجور والعصيان.. أما رجال السياسة فاعتبروا أن هذا الوباء جاء لمصلحتهم, حيث أنه يقضي على النسل, ويعفي الحكومة من أي التزامات مجتمعية إنسانية حقوقية.
قد لا أكون مخطئاً إن أسقطت بعض تفاصيل هذه الرواية على حال منتخباتنا الوطنية لكافة الألعاب الرياضية، فهي تعاني من انتشار وباء الحصار والعدوان منذ ما يقارب الخمس سنوات إضافة إلى وباء الأمراض مثل الكوليرا وكورونا. والألعن والأشد وباء الفساد المالي والإداري لبعض الاتحادات، ونقص الوعي الوطني لدى بعض المسؤولين عن هذه الاتحادات، رواية “النوم في العسل” إشارة إلى توقف النسل ونحن نشير إلى توقف الرياضة وانهيار مستوى العديد من المنتخبات والرياضيين سواء في الألعاب الجماعية أو الفردية.
في الرواية يوجد ثلاثة أقطاب تدير الصراع داخل المجتمع العام، وفي مجتمعنا الرياضي اليمني أيضا يوجد ثلاثة أقطاب تدير صراع العمل الرياضي، وهي الشعب “الرياضيون” ورجال السياسة ورجال الدين” الرياضيون فقدوا الثقة والأمل في الرياضة اليمنية فأصبحوا في حالة تخبط ونكران لمقدرتهم ومهاراتهم، واتجه البعض منهم للبحث عن ذاته في قدرات وإمكانيات أخرى خصوصا القدرات والإمكانيات التي تحقق لهم مصدر دخل تعينهم وأسرهم على العيش وتوفير قوت يومهم, والبعض القليل كما في الرواية الأصل فقد عقله نتيجة فقدان طموحاته وتطلعاته الرياضية وأصبح يرتكب الجريمة, وينتحر, ويؤمن بالدجل والشعوذة.. وبعض رجال الدين فقد أبعدهم الصراع السياسي عن تقديم الوعظ والنصح والإرشاد إلى قدرة وقضاء الله عز وجل، أما بعض رجال السياسة اعتبروا أن هذا الوباء جاء لمصلحتهم, حيث إنه يخفف من الالتزامات المناطة على الحكومة ويوفر الأموال، ويخفف العبء على صندوق رعاية النشء والشباب ليسهل تحويل هذه الأموال لأغراض أخرى.
تقترب مواعيد منافسات منتخباتنا الثلاثة “المنتخب الوطني الأول لكرة القدم والمنتخب الوطني للناشئين تحت 16 سنة، ومنتخبنا الوطني للشباب”، حيث تستأنف منافسات منتخب الكبار “الأول” في شهر أكتوبر 2020 بأول مباراة تجمع المنتخب اليمني بالمنتخب السعودي يوم الخميس 8 أكتوبر، والمباراة الثانية بين منتخب اليمن ومنتخب أوزباكستان يوم الثلاثاء 13 أكتوبر، والمباراة الثالثة بين منتخب اليمن ومنتخب فلسطين يوم 17 نوفمبر، كما جاءت نتيجة قرعة منتخب الشباب على النحو التالي: منتخب اليمن مع منتخب قطر الجمعة 16 أكتوبر 2020م، ومنتخب اليمن مع منتخب طاجكستان الاثنين 19 أكتوبر، ومنتخب اليمن مع منتخب ماليزيا الخميس 22 أكتوبر، أما قرعة منتخب الناشئين تحت 16 سنة فقد جاءت على النحو التالي: منتخب اليمن مع منتخب سلطنة عمان الخميس 26 نوفمبر 2020م، منتخب اليمن مع منتخب طاجيكستان الأحد 29 نوفمبر، منتخب اليمن مع منتخب الإمارات الأربعاء 2 ديسمبر2020م ؛ ثلاثة أشهر لانطلاق منافسات منتخب الناشئين، وشهران لانطلاق منافسات منتخب الشباب والكبار، هل هي كافية للإعداد والتحضير، والدخول في منافسة شريفة وقوية ترفع اسم اليمن عاليا، وتدخل البهجة والسرور إلى قلوب أبناء اليمن السعيد، هل هي كافية لكي يصحى النائمون في العسل من نومهم، ويتمكنون من القضاء على الوباء المخيم على ربوع اليمن، خصوصا الغارقون في وحل العدوان المسيطرون على مجريات مشاركات المنتخبات، وأموال الدعم المقدمة من الاتحادات الدولية.
دعواتكم بالشفاء لنجم التنسيق الإعلامي لمنتخب الناشئين سميح المعلمي أحد أبرز الإعلاميين، الذين تمكنوا من نقل ومتابعة مشاركة منتخب الناشئين في التصفيات، ومن أفضل من ربط الجمهور بمسرح تواجد المنتخب.. سلامة لنجم التنسيق الإعلامي.. “اللهم أزل عنه الوباء واكتب له الشفاء واحفظه من كل بلاء”.

قد يعجبك ايضا