“داء الكلب” يسقط العشرات من الضحايا في إب ويستنفذ مخزون اللقاح


الثورة نت محمد الرعوي –
أثارت إحصائية رسمية للإصابة بداء الكلب التي سجلت بمحافظة اب هذا العام ¡مخاوف السكان, ومثلت مؤشرا◌ٍ خطيرا◌ٍ لتوسع رقعة هذا الداء العضال بصورة مخيفة¡ حيث بلغت عدد الإصابات بهذا الداء خلال النصف الأول من العام الجاري حسب الإحصائيات التي سجلتها وحدة داء الكلب بمكتب الصحة بالمحافظة “1500” حالة, منها “16” حالة وفاة ما بين أطفال وبالغين ومسنين.
ورغم ما تحمله هذه الإحصائية من أرقام مخيفة مقارنة بالأعوام السابقة¡ إلا أنها تظل مرشحة للزيادة لأن هناك العديد من الحالات التي ظلت تصارع المرض دون أن تجد اللقاح أو المصل لإنقاذها من تلك النهاية المحتومة ..إضافة إلى حالات أخرى لم يتم إسعافها إما لظروف مادية حالت دون ذلك أو نتيجة لقلة الوعي بمخاطر هذا الداء القاتل ¡ فعولجت بعض تلك الحالات بطرق بدائية وعقاقير غير نافعة في محاولة يائسة لعلاج ذلك المرض¡ ما ترك المصابين يواجهون مصيرهم وقدرهم المحتوم ¡ كل ذلك في ظل عجز وصمت الجهات المعنية التي اكتفت بدور المراقب لما يدور في معترك الصراع مع المرض والموت.
وفقد حذر الدكتور عبد الملك الصنعاني مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة في تصريح للثورة نت¡ من هذه المشكلة. وقال يمثل انتشار الكلاب الضالة والمسعورة في محافظة إب ظاهرة خطيرة أدت إلى سقوط العديد من الضحايا بشكل يومي, حيث بلغت عدد الحالات المصابة بداء الكلب خلال النصف الأول من العام 2013م (1500) حالة و(16) حالة وفاة, وهذا بالتأكيد يضع مكتب الصحة والمكاتب ذات الصلة أمام مسؤولية كبيرة للحد من هذه الظاهرة¡ وبالفعل فقد تحركنا خلال شهر يونيو الماضي¡ وتم تدشين حملة للقضاء على الكلاب المسعورة بالتعاون مع مكتب الأشغال العامة وصندوق النظافة¡ واستمرت الحملة خمسة أيام استهدفت سبع مديريات هي مديرية المشنة والظهار وسط المدينة والمخادر وجبلة والعدين وذي السفال والسياني. وقد تم من خلالها إبادة 625 كلبا◌ٍ باستخدام 1112 جرعة سامة وتم دفن الكلاب المقتولة في حفر بمقلب القمامة في منطقة السحول وتم ردمها بجرافات¡ وقد بلغت كلفة تلك الحملة “مبلغ مليون ريال” ورغم أن الحملة نجحت وحققت بعضا◌ٍ من أهدافها ولاقت ارتياحا◌ٍ كبيرا◌ٍ من قبل المواطنين, إلا أننا نأمل مواصلة هذه الحملات لتحقيق نتائج أفضل .
ودعا◌ٍ الدكتور الصنعاني إلى التعامل مع هذه القضية كقضية مجتمعية وليست مسؤولية جهات بعينها¡ فالكلاب تتكاثر حول محلات الجزارة وذبح الدجاج ومقالب القمامة بشكل ملفت نتيجة رمي مخلفات الجزارة والمسالخ في هذه المناطق سواء كان ذلك داخل المدينة أو المديريات, وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع للقضاء على هذه الظاهرة .
وأكد الدكتور الصنعاني أن مكتب الصحة قد استنفد تماما◌ٍ الكمية المخصصة له من هذه اللقاحات منتصف العام وأن المكتب حاليا◌ٍ لا يوجد فيه ولا حبة لقاح واحدة¡ وقد قام المكتب برفع مذكرة عاجلة إلى وزارة الصحة العامة لتزويدهم باللقاحات لكنهم اعتذروا أيضا◌ٍ بسبب نفاد المخصص لمحافظة إب وبقية المحافظات¡ كما أن المنظمات الدولية الإنسانية اعتذرت عن تقديم أي لقاحات إضافية كون المخصص من اللقاحات لليمن يعد كبيرا◌ٍ وقد استنفد بالكامل.
وقال الصنعاني : نحن لا نلوم المنظمات الدوليةº لأن نسبة الإصابة بداء الكلب في محافظة إب وبقية المحافظات اليمنية مرتفعة جدا◌ٍ¡ ولا يمكن لأي دولة بالعالم أن تتجاوز هذا الرقم من الإصابات.. مؤكدا◌ٍ بأن وزارة الصحة والسكان تقوم بتزويد مكتب الصحة بإب سنويا◌ٍ بآلاف اللقاحات لمعالجة المصابين ومواجهة خطر الداء والحد من اتساع رقعته¡ غير أن تلك الكمية التي يحصل عليها المكتب لم تعد تفي بالغرض هذا العام بعكس الأعوام السابقة¡ والتي كان عدد الحالات فيها قليلا◌ٍ مقارنة بكميات الدواء التي كانت تصرف للمكتب, وفي هذه الحالة بقي دور مكتب الصحة ممثلا◌ٍ بوحدة داء الكلب مجرد مكان لتسجيل حالات الإصابة وتدوين أسماء المصابين في السجلات والكشوفات وتزويد المصابين بالإرشادات الوقائية لمنع نقل الفيروس إلى آخرين¡ وضرب جرع اللقاح في حال استطاع أهل المصاب توفيرها أو شرائها.

قد يعجبك ايضا