وللأمم المتحدة طرق أخرى للموت..!!
عفاف محمد
لم يكن حجز السفن من قبل الأمم المتحدة بالشيء الجديد ولا الصدمة المهولة لليمنيين.
فلطالما أهدونا طرقاً كثيرة للموت منذ بداية العدوان، فتارة في صمتهم المخزي إزاء ما يحدث من جرائم بشعة يقترفها تحالف الشر بأسلحتهم الأمريكية والأوروبية المحرمة دولياً. فقد تهاوت المنازل على رؤوس قاطنيها المدنيين الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال. لكنهم تعاموا وصمّوا آذانهم عن تلك المجازر البشعة، وبالرغم من أن تلك المجازر قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فلم تصدر عن الأمم المتحدة أية إدانة أو شجب أو حتى قلق.
وبكل بساطة فقد تخلّت الأمم المتحدة عن مسؤوليتها وجوهر عملها في حماية الأطفال والنساء والشيوخ، وحل النزاعات وإيجاد الحلول الممكنة لتفادي الكوارث الناجمة عن الحروب والصراعات والمجاعات وما دونها مما يجب على الأمم المتحدة النظر فيها بعين الإنسانية قبل أي شيء.
لم يتوقف إجحاف تلك الأممية في ظلم اليمن وأهلها بسبب العدوان فالإضافة إلى صمتها المشبوه فقد أرسلت لأهل اليمن الغذاء الذي لا يصلح للاستهلاك البشري والأدوية المنتهية الصلاحية بالرغم من تأكيد كافة تقارير المنظمات َالأممية الوضع الصحي الكارثي والغذائي..
واليوم تصر دول العدوان على حجز سفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية بالرغم من حصول تلك الشحنات على موافقة الأمم المتحدة. وتقف الأمم المتحدة موقف المتفرج بل والمشارك في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية جراء الحصار وتهديد السكان بالموت جوعاً ومرضأً.
وبرغم جائحة كورونا إلاّ أنهم يساهمون في انتشار الوباء بمنعهم دخول المشتقات النفطية لتزويد المستشفيات بها لتستطيع مزاولة عملها بعد أن أطلقت المناشدات بضرورة تحييد المستشفيات عن أي نزاع
فحجز السفن أثبت ان الأمم المتحدة شريكة أساسية في العدوان الكوني على اليمن اليوم.
فالتقارير الأممية عن الوضع الإنساني اليمني ودموع التماسيح للمسؤولين الأمميين لمعاناة الشعب اليمني لأكبر مجاعة عرفها التاريخ كانت فقط لجمع الأموال التي لا يستطيع أحد احتساب عدد أصفارها.
وبالمقابل ونتيجة لتآمر الأمم المتحدة مع العدوان الكوني لقتل الشعب اليمني كانت ترسل الأدوية منتهية الصلاحية والأغذية غير الصالحة للاستهلاك البشري.
وكان تدخل غريفيث المباشر لمنع تحرير مأرب هو التواطؤ المباشر للأمم المتحدة مع القتلة ومجرمي الحرب.
من جهة أخرى فإن حجز السفن لمدة طويلة يزيد غرامات التأخير فاقت 66.185.000 دولار.
فهذه الغرامات سيضيفها التجار مكرهين على التكلفة لترتفع الأسعار أضعافاً مضاعفة.
فحجز السفن وبتواطؤ من الأمم المتحدة هو محاولة خبيثة دنيئة لاستثارة الشعب لينتفض ضد الغلاء الفاش الذي سببه الحصار واحتجاز سفن الغذاء تحت نظر الأمم المتحدة.
وبناءً عليه فإن الأمم المتحدة هي شريك أساسي للعدوان الكوني وتستغل صلاحياتها للتآمر على اليمن أرضاً وشعباً.