مجزرة تنومة ومسلسل الحقد الوهابي

 

علي محمد الأشموري

المقدمات تسبق النتائج والأحداث والوقائع إذا لم تسجل في حينه مجردة والحكم للقارئ تكون عرضة للطمس والتسييس من قبل مرتكبيها وفي حال تدوينها كتاريخ وللأجيال.. والجنايات الدولية والعدل الدولية إذا كان هناك عدل دولي نزيه..
فبعد أن ضاع “العدل” بين بريق “المال” والذهب الأسود وأصبحت الصهيونية العالمية المتحكم الرئيسي في اقتصاديات الدول الكبرى هي المسيطرة والمسيِّرة للسياسات الدولية من بوابة المصالح الذاتية والأنانية التي يتحكم فيها الأسياد برؤوس الأموال وتوظيفها لتركيع الشعوب النامية وإخضاعها لرغبات ونهم المحرك لخيوط اللعبة الدولية.. فها نحن في 2020م كشعب يخوض حرباً ضروساً منذ ستة أعوام والمجتمع الدولي إما مساهم بأسلحته في إبادة أو محاولة إبادة أصل العرب بشتى الطرق والوسائل اللا أخلاقية وبنفوذ الشركات المصنعة للأسلحة والدول الاستعمارية التي زرعت أذيالها وأذنابها الاخطبوطية في العالم ورسمت معالم سياسية اقتصادية بناءً على نوازع ورغبات “اللوبيات” التي تخطط والعقول البشرية ذات النزعة الاستعلائية والاستغلالية التي ترسم استراتيجياتها على المديين المتوسط والطويل.. وحرب أو مجزرة تنومة التي راح ضحيتها ما يربو على ثلاثة آلاف حاج يمني كان مخطط لها قبل الحرب العالمية الأولى ومنذ نشأة “آل سعود” والوصية الشهيرة للمؤسس الملك عبدالعزيز “خيركم من اليمن وشركم من اليمن” ولكي تكتمل وتحكم اللعبة ظهر محمد بن عبدالوهاب صاحب المذهب “الوهابي” الذي حرَّف في العقيدة الإسلامية، وصارت الوهابية بفضل توسع النفوذ واستلاب ثروات وأراضي “الجيران” بدعم دولي هي السائدة، وأصبح أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوائل في قاموسها “زنادقة” وخارجين عن إسلام “الوهابية” المقيتة وقبل مائة عام بدأت تنتشر بطرق الترغيب عبر “المال” والترهيب عبر “الحروب” من قبل “جلاوزة” النظام “الوهابي” الذي حاول بمباركة وخطط بريطانيا العظمى التي غابت عنها الشمس بفضل الصمود والمقاومة التي تمكنت من إطفاء شمس الأمبراطورية الطامعة، وحرب تنومة إذا جاز التعبير أو المجزرة الغرض منها تحريف الإسلام الحنيف وطمس تاريخ اليمن وتزوير الحقائق والوقائع من قبل قطاع الطرق من اتباع محمد بن عبدالوهاب الذين بدأوا بالدعوة وتكفير من لم يحمل الفكر الوهابي وقتل أكثر من 3000 حاج وسلب أموالهم التي تعتبر بمثابة ثروة كبيرة في ذلك الحين.. وانخرط اليمنيون في حروب فقاتلوا بأسلحتهم البدائية التكفيريين وحينما نفدت ذخيرة بنادقهم قاتلوا بسلاحهم الأبيض والحجارة ومن ثم العصي “الصميل” وكانت أشد عنفاً من حرب داحس والغبراء.. تدافع السيل اليماني للأخذ بالثأر وأصبح موقف آل سعود لا يحسد عليه وبدأت الدول التي وطَّنت شذاذ الآفاق ببارجاتها وأسلحتها تحتل دولاً.. من جانبهم كان آل سعود ينشرون “المذهب الوهابي” الدخيل على الإسلام بالترهيب والترغيب والوصاية على الجيران والتوسع في الدول عبر التلاعب بعقول الأجيال عبر المناهج الدراسية لغرس ثقافة الوهابية – وبحقد “الجمل” كان آل سعود يطمسون الحقائق التاريخية وأصبحت هذه الواقعة وما تلتها من وقائع عاراً على جبين مرتكبيها كجريمة إنسانية بامتياز وبتلاعبهم أصبحت مغيبة عن الأجيال،.. فمائة عام على مرور مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين تنكشف اليوم من خلال شهادات الأجيال التي تناقلها الأجداد الناجون ومنهم إلى الأحفاد وظهرت الحقائق بشهادات موثقة للتكفير الوهابي للإسلام والأنصار.. وبعد مائة على مجزرة تنومة وما تبعتها من وصاية على اليمن أصل العرب وأنصار الرسول الكريم وأصحاب الحكمة بدأ مسلسل الحروب على اليمن وظهر المخطط من تحت الطاولة وأصبح الكيان الصهيوني المحتل “شقيقاً” والعرب المقاومون هم “الأعداء” ظهرت هذه المسلسلات الدموية حتى حصار صنعاء وما بعدها وانكشفت من خلال الحرب الكونية على اليمن أرضاً وإنساناً وتراثاً وحضارة حينما حاول المارد اليماني الخروج من عباءة النظام السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني..
فشنت الحرب على اليمن واستخدمت أعتى أنواع وأحدث الأسلحة المحرمة دولياً منذ ستة أعوام إضافة لحصار بري وبحري وجوي، فأثبت الإنسان اليمني بعد أن تحرر عقله من العقال والعباءة السعودية أنه قادر على الصمود والثبات الأسطوري الذي جعل العالم يدخل في مرحلة من الذهول رغم التكتلات الدولية ضده وتجنيد المرتزقة والعملاء من عبدة المال “الذين مالت عقولهم وأصبحوا ألعوبة يسبحون بحمد محمد بن سلمان ومحمد بن زايد حيث انكشفت أطماعهم منذ الوهلة الأولى، فاحتلوا المحافظات الجنوبية التي قاومت وطردت الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس، لكنها غابت بعد أن أخذ المستعمر البريطاني عصاه ورحل بعد 128عاماً من الاحتلال..
ومجزرة تنومة التي حدثت وعلقت في عقول الأجداد وكأنها من نسج خيال روائي بارع يتحدثون من خلاله عن حقائق مرعبة غيبت عن الشعب اليمني خلال ثلاثة عقود ونيف.. أتذكر عنوان “من يجرؤ على الكلام” لـ”بول فندلي” الذي أطبق صمته على جريمة بشعة منذ مائة عام.. حسبنا الله ونعم الوكيل في الجار السيئ والجار الذي جار على هذا الشعب، وبفلوسه ظهرت ألاعيب المنظمات الدولية حاليا- حسب المتحدث الرسمي للجيش واللجان- وما كانت تقدمه من دعم العملاء والمرتزقة وأسلحة تكدست في “قانية في البيضاء” باسم المساعدات الإنسانية وهي أسلحة الدمار والموت.. فأين المجتمع الدولي؟؟ قال التركي “يوك” وأين مجلس حقوق الإنسان؟؟ أيضاً “يوك” التي تعني مافيش، الشعب اليمني صاحب حضارة وتاريخ ودافع اليمنيون ببسالة وشرف الرجال الأحرار من أجل كلمة الحق التي لا زيف فيها ولا تضليل.. فالشكر والعرفان لمن ساهم في إحياء ذكرى هذه الجريمة والمجزرة البشعة ذات المخطط الثلاثي الأبعاد في الماضي وما بعده والحاضر والمستقبل.

قد يعجبك ايضا