ضابط المعلومات في مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي المهندس/ أحمد الارياني لـ(الثورة ): التكاثر الصيفي للجراد الصحراوي يشكل تهديداً خطيراً على مناطق الإنتاج في اليمن

 

• ظهور الجراد قد يؤثر على المحاصيل الزراعية الموسمية وربما على الأمن الغذائي
• لا توجد ميزانية تشغيلية طارئة ليواجه مركز الجراد المتغيرات أو ينفذ أنشطة المكافحة
تم مكافحة الجراد في شهر يناير بمساحة تقدر بحوالي 16 ألف هكتار في سهل تهامة الساحلي وما يُقارب 500 هكتار في محافظة الجوف

أكد ضابط المعلومات في مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي المهندس/ أحمد الارياني ، أن وضع الجراد الصحراوي في تصعيد درجة الخطر الذي يهدد الإنتاج الزراعي بسبب البيئة التي ساعدت على استمرار تكاثره، وإن العديد من الأسراب ظهرت في مختلف المحافظات في سلسلة المرتفعات الجبلية خاصة المناطق المطلة على السواحل الجنوبية، كما أن هطول الأمطار وفر الظروف المثالية للتكاثر في شهري مارس وإبريل دون أن تُنفذ أعمال المكافحة لمجاميع الحوريات في هذه المناطق، مما تسبب في خسائر في مناطق التكاثر المزروعة بالمحاصيل الزراعية أو المرتفعات بسهل تهامة في شهر يناير وحالياً في مأرب والجوف إلا أنه لا توجد إحصائيات لتقدير نسبة الضرر.
وأشار إلى أنه تمت مكافحة الجراد في شهر يناير 2020م على مساحة تقدر بحوالي 16 ألف هكتار في سهل تهامة الساحلي، وحالياً مكافحة ما يُقارب 500 هكتار في محافظة الجوف.
وأكد المهندس الارياني في لقاء مع “الثورة” على عدم توفر الإمكانات والميزانية التشغيلية الطارئة للنزول السريع للفرق الفنية لتنفيذ الأنشطة للمركز ومواجهة التغيرات الطارئة والإقليمية حيث وأن الاعتماد الحالي على ما يتم تقديمه من منظمة الأغذية والزراعة حسب برامج وتأخذ وقتاً طويلاً ليتم الصرف.
تفاصيل أكثر في ما يلي .:

الثورة/
رجاء عاطف

في البداية أعطونا لمحة عن الوضع الراهن للجراد في بلادنا ؟
– يستمر وضع الجراد الصحراوي في تصعيد درجة الخطر الذي يهدد الإنتاج الزراعي ليس في اليمن فحسب بل ودول الإقليم المجاورة، ويرجع ذلك لعدة عوامل والتغيرات المناخية التي ساعدت على توفير بيئة ملائمة لاستمرارية تكاثر الجراد الصحراوي وتشكل العديد من الأسراب، نتيجة لتعدد المناخات خلال السنة حيث يوجد مناطق تكاثر شتوية تتمثل في سهل تهامة والسواحل الجنوبية على امتداد البحر العربي إلى سواحل عمان، ومناطق تكاثر صيفية تتمثل في الهضبة الشرقية للمحافظات مأرب والجوف وحضرموت والمهرة الناتجة والربع الخالي.
وكيف تبدو خارطة مناطق ظهور الجراد هذا العام؟
– خلال الفترة الحالية ظهرت العديد من الأسراب تجوب عواصم المدن والمديريات في مختلف المحافظات في سلسلة المرتفعات الجبلية بسبب استمرار تكاثر الجراد في مناطق التكاثر الشتوية وخاصة المناطق المطلة على السواحل الجنوبية وذلك خلال الأشهر من مارس وحتى يونيو الحالي حيث توفرت الظروف المثالية لتكاثرها في تلك المناطق بفعل الأمطار الغزيرة التي تلقتها خلال مارس وإبريل وفي هذا الوقت لم تعد هناك أعمال المكافحة لمجاميع الحوريات في تلك المناطق ونتج عن ذلك ظهور جيلين خلال الموسم الشتوي (سبتمبر- إبريل)، إضافة إلى دخول اسراب مهاجرة من دول الجوار من جهة الشمال والشرق.
وكذلك شهدت مناطق التكاثر الصيفية الواقعة في محافظات مأرب والجوف وشبوة وحضرموت والمهرة نشاطاً مبكراً بسب هطول الأمطار الغزيرة على تلك المناطق بوقت مبكر منذ أواخر مارس وحتى يونيو، حيث عملت على تهيئة الظروف البيئية لتكاثر الجراد ووصلت بعض الاسراب الناضجة جنسياً والمجموعات البالغة من مناطق التكاثر الشتوية في الجنوب ومن بعض دول الجوار إلى هذه المناطق في وقت مبكر في إبريل وبدأت بالتكاثر ونجم عن ذلك ظهور جيل جديد تشكلت اسرابه وتنقلت من مكان إلى آخر ومازالت مستمرة في تنقلها حتى يومنا هذا، ويرافق ذلك أيضا انتشار وتواجد لمجموعات الحوريات في تلك المناطق بعضها وصلت للأعمار الأخيرة وبعضها ما زالت في الأعمار الأولى، الجدير بالذكر أن عملية التكاثر ستستمر وسينتج عن ذلك أكثر من ثلاثة أجيال على أقل تقدير خلال الموسم الصيفي .
هل هناك خسائر تسبب بها الجراد؟ وفي أي المناطق؟
– هناك خسائر في المناطق التي تستهدفها اسراب وحوريات الجراد سواء في مناطق التكاثر المزروعة بالمحاصيل الزراعية أو المرتفعات التي تستهدفها الاسراب حيث تسببت اسراب الجراد في احداث خسائر على المحاصيل الزراعية في سهل تهامة بشهر يناير وحالياً في مأرب والجوف إلا أنه ليست هناك احصائيات لتقدير نسبة الضرر.
* المساحة التي تمت مكافحتها وسيتم مكافحتها؟
– في شهر يناير 2020 تمت مكافحة الجراد على مساحة تقدر بحوالي 16 ألف هكتار في مناطق التكاثر في سهل تهامة الساحلي، وحالياً تمت مكافحة ما يقارب 500 هكتار في محافظة الجوف منذ يومين تقريباً.
ما الأنشطة الذي يتم تنفيذها والتي ستنفذ من قِبل مركز الجراد خلال الموسم الصيفي الحالي 2020م؟
– أولاً سيتم تتبع ورصد وجمع جميع المعلومات المتعلقة بالجراد والأمطار من جميع مناطق التكاثر وتبادل المعلومات مع دول الإقليم وتلقي النشرات الشهرية والتحديثات الأسبوعية من مركز خدمة المعلومات في مقر منظمة الفاو في روما.
كذلك إصدار النشرات الشهرية والتقارير اليومية والأسبوعية من قبل قسم المعلومات في المركز وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة، كما تم إعداد خطة الطوارئ لمواجهة خطر الجراد خلال العام 2020 م تضمنت الميزانية التشغيلية اللازمة لتنفيذ أعمال المسح والمكافحة وتوفير آليات ومعدات لدعم مركز الجراد وتم الرفع بها إلى منظمة الفاو.
إلى جانب تنفيذ مسح ميداني لمناطق التكاثر الصيفية في مأرب والجوف ولمناطق التكاثر الشتوية المطلة على سواحل البحر الأحمر خلال الأسبوع الأخير من مايو بتمويل من منظمة الفاو، حيث اشارت نتائج المسوحات إلى هدوء وضع الجراد في المناطق الشتوية وبالمقابل حدوث تكاثر ونشاط كبير للجراد الصحراوي في المناطق الصيفية .
ومن الأنشطة أيضاً أعددنا برنامجاً لتنفيذ حملة مكافحة خلال عشرين يوماً وتم رفع البرنامج لمكتب منظمة الفاو لطلب تمويله منذ الأسبوع الأول من يونيو 2020 ومن المتوقع أن يتم الصرف خلال اليومين القادمين.
كما تم النزول الميداني لفرق المكافحة إلى محافظتي مأرب والجوف حيث يشهد الوضع حالة تفشٍ للجراد بأطواره المختلفة الحوريات واسراب ومجموعات الجراد الكامل وبدأت أعمال المكافحة في بعض تلك المناطق.
ما الإشكالات التي تواجه المركز وتحد من أعمال مكافحة الجراد؟
– في الوضع الحالي لا تتوفر الإمكانيات اللازمة لتنفيذ الأنشطة المفترضة لمركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي ومواجهة التغيرات الطارئة والاقليمية وتوسع مناطق تكاثر الجراد الصحراوي، ومن أهم المعوقات الأساسية التي نعاني منها هو عدم توفير ميزانية تشغيلية طارئة كافية للنزول السريع للفرق الفنية في أي وقت من السنة لتنفيذ حملة مكافحة شاملة ونموذجية تغطي جميع مناطق التكاثر كون مكافحة الجراد صراعاً مع الزمن، واعتمادنا الحالي على ما تقدمه منظمة الأغذية والزراعة حسب ما تقدم من برامج.
كذلك عائق تأخر النفقات التشغيلية الخاصة بأعمال المسح والمكافحة والتي يتم الرفع بها إلى الفاو وتأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم الصرف.
وعدم توفر الحد الأدنى من سيارات الرش للقيام بحملات المكافحة الموسمية، حيث والسيارات المتوفرة حاليا لدى الإدارة العامة لوقاية النبات وعددها 7 سيارات قديمة وقد انتهى عمرها الافتراضي واحتياجها المستمر للصيانة مجهد ومكلف وغير مجدي، إضافة إلى عدم توفر مخصص للصيانة هذه السيارات ويتم بجهود ذاتية.
وأيضاً بعض المناطق التكاثر للجراد وحورياته شديدة الوعورة يصعب وصول الفرق وسيارات الرش اليها، إلى جانب أن أغلب مناطق التكاثر الحالية للجراد في مناطق مواجهات وجبهات عسكرية مع العدوان وغير آمنة لوصول فرق المكافحة سيارات الرش.
* أذكر لنا معلومات علمية عن الجراد؟ باعتباره أحد الكوارث الطبيعية؟
– الجراد نوع من أنواع حشرات الجنادب التي تتبع فصيلة مستقيمة الأجنحة ويوجد ما يزيد على 20000 نوع من الجراد في العالم حيث يمتلك الجراد قوائم خلفية قوية تساعده على القفز لمسافات بعيدة، فيتكاثر الجراد في ثلاث مناطق رئيسية المنطقة الشرقية وتضم (الهند وباكستان وايران)، والمنطقة الوسطى وتضم ( اليمن، السعودية، عمان، مصر، السودان، ارتيريا، اثيوبيا، جيبوتي، الصومال)، المنطقة الغربية وتضم الدول الواقعة على الصحراء الكبرى منها (الجزائر وتونس المغرب وليبيا وموريتانيا).
والجراد هو الكائن الوحيد الذي يلتهم ضعف وزنه الذي يبلغ كيلوجرامين وأصغر سرب مساحته 1كم2 يحتوي على اقل تقدير على 50 مليون جرادة بمعدل 50 جرادة / م2 حيث يبلغ ما يستهلكه اقل سرب من المادة الخضراء حوالي 100 طن.
كما أن مدة وضع البيض من 10 أيام إلى 65 يوماً فيها تضع أنثى الجراد البيض بمعدل 300 بيضة من 3-4 أكياس يحوي الواحد 80 بيضة وبين كل كيس خمس ساعات ثم تموت بعد أن تضع البيض.
ما المخاطر المحتمل لوجودها حالياً ؟
– يعتبر الجراد الصحراوي من أخطر الآفات الاقتصادية التي تهاجم المحاصيل الزراعية وتقضى عليها وتتسبب بحدوث خسارة ستؤثر على الأمن الغذائي لسكان المناطق الريفية والرعوية وتؤدى إلى حدوث نقص حاد في الغذاء إذا لم يتم التدخل والقضاء عليها .
وقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) من أن التكاثر الصيفي للجراد الصحراوي, والذى تضاعف بسبب هطول الأمطار الغزيرة يمكن أن يشكل تهديداً خطيراً على مناطق الإنتاج في اليمن، وعن هذا التهديد سوف يؤثر على المحاصيل الزراعية الموسمية وربما يؤثر على الأمن الغذائي وسبل المعيشة.
كما صنفت المنظمة تصاعد حالة تفشى الجراد في المناطق الداخلية والساحلية في اليمن بانه خطر متوسط الى مرتفع وسيؤدى ذلك الي تشكيل الأسراب لهذه الفترة ويبقى الوضع حرجاً في اليمن، وحالياً الجراد منتشر وبكثرة وبكافة أطواره في جميع مناطق التكاثر الصيفية في مأرب وشبوة والجوف وشبوة وحضرموت ناهيك عن استمرار تحرك الاسراب في المناطق الجبلية.
ما التوصيات التي تضعونها في هذا الجانب ؟
– نوصي باستمرار أعمال المكافحة في المناطق التي بدأت فيها أعمال المكافحة محافظتي الجوف ومأرب قبل يومين، وأيضاً توفير الميزانية التشغيلية اللازمة لتنفيذ حملة المكافحة بشكل كامل من يونيو الجاري حتى إبريل 2021 م، كما نوصي بتنفيذ أعمال المكافحة في جميع المناطق المنتشر فيها الجراد في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة.

لاحظنا أن ألوان الجراد هذا الموسم مختلف ومنها اللون الأصفر فما السبب؟
– الجراد عندما ينسلخ الانسلاخ الأخير من الطور الخامس للحوريات يكون حديث التجنح وغير ناضج جنسياً ويكون لونه أحمر أو وردياً هذا بالنسبة للمجموعات والاسراب وعندما يصل إلى مرحلة النضج الجنسي فإنه يتغير اللون ويصبح أصفر.
ما الكلمة التي توجهونها في ختام هذا اللقاء؟
– نشكر صحيفة الثورة على تسليط الضوء للموضوع ونتمنى من جميع المسؤولين في الدولة ومنظمة الأغذية والزراعة وجميع المواطنين أن يتعاونوا في سبيل تسهيل أعمال المكافحة وانجاحها كون هذه الآفة تتطلب تضافر جميع الجهود.

قد يعجبك ايضا