حجنا الممنوع
عفاف محمد
المملكة السعودية هي الحاضنة للحرمين الشريفين وبالتالي تُعد هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن مراعاة شؤون الحجاج ، وتسخير كل الإمكانيات لتسهيل هذا الركن الأساسي من أركان الإسلام “حج بيت الله لمن استطاع سبيلا “.
لكن هذه المملكة لم تكن بقدر تلك المسؤولية وخانت الأمانة، ولم تكن قط خير راعي لهذه الأمانة الربانية، بل أن الأسرة الحاكمة سخّرت موسم الحج لمصالحها الشخصية، ومصالح أربابها ،من اليهود والأمريكان وتحت عناوين مبطنة يسعون فيه لتقليص عدد الحجاج وعرقلتهم، ولطالما أوجدت هذه المهلكة مسميات وعناوين وأسباب، بل وحتى ارتكبت المجازر مثل مجزرة تنومة ، وكانت حجر عثرة في طريق حجاج بيت الله الحرام.
إلى جانب كل ذلك هي تمنع وتصد عن الحج كل ما يتعارض مع مصالحها، وحرمت بعض الدول من حقها في أداء فريضة الحج، ولم يقفوا عند هذا الحد بل إنهم جعلوا من الحج عبر سنوات طوال موسماً لجني الأرباح المالية، وجعلوا من الحج أمر شاقاً لارتفاع تكاليف الحج والعمرة، وقد تجرد آل سعود وزبانيتهم من كل القيم والمبادئ التي تربطهم بالدين والهوية الإسلامية وخالفوا كلام الله وتعاليمه، ولأن اجتماع المسلمين في هذا الواجب الديني يشكل قوة للدين وهم لا يرغبون في ذلك ، كونهم يراعون مصالح أعداء الإسلام.
كان السيد حسين سلام الله عليه قد تحدث باكرا في هذا الشأن واليوم أضحت كلماته واقعاً يعاش وعظمة تحكى وحكمة لا نظير لها.
بات اليوم الحج ممنوعاً بقرار ملكي ولسبب صحي يتعلق بكورونا، ولم يختلف اليوم عن سابقه في صرف الحجاج عن أداء مناسك الحج، فالأسباب اختلفت والغاية واحدة ، ولكن هذه الحقائق التي كانت مغيبة تكشفت اليوم لكل ذي لب سليم ،وبانت لكل من كان يصدِّق تدينهم المصطنع، وحرصهم الشديد على توفير كل ما يحتاج الحجاج، أصبح اليوم المسلمون يعون قمة انحطاطهم، وعمالتهم، وخبثهم، ومكرهم، ولكن مكر الله أعظم من مكرهم ،وقوته أكبر ،وحتماً كبرتهم ستنكس ، وجبروتهم سيتحطم ،ودوام الحال من المحال، فبيت الله الحرام بحاجة لرجال الله الذين سيعيدون له هيبته وبهائه، ويملأون الفرحة في قلوب عشاق بيته الحرام.