شنت هجوماً على عبيدة بعشرات المسلحين والدبابات والأطقم وأحرقت ونهبت عدداً من المنازل
مليشيات المرتزقة »الإخوانجيون« في معركة جديدة لإخضاع قبائل مارب
لماذا وكيف تستهدف المليشيات ”الإصلاحية” المسلحة قبائل مارب ومشائخها
الثورة / خاص
ضمن سلسلة جرائمها البشعة التي تمارسها مليشيات الإصلاح ضد قبائل محافظة مارب أعدمت المليشيات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح» الإخواني في مارب سبعة مواطنين بينهم أطفال من أبناء وادي عبيدة ، حيث قامت بمداهمة منازل آل سبيعان بعدد من الأطقم والجنود والدبابات صباح أمس الإثنين في جريمة موثقة تمثل تعدياً سافراً ضد قبائل عبيدة التي تمارس المليشيات الإخوانية المسيطرة على محافظة مارب حرباً ممنهجة ضدها.
وأفاد شهود عيان أن مجاميع إصلاحية مسلحة تابعة للجناح الأمني والعسكري لحزب الإصلاح الإخواني اقتحمت منازل آل سبيعان بمنطقة الخشعة السفلى في وادي عبيدة بعشرات المسلحين والأطقم والدبابات في وقت مبكر من صباح أمس بعد قصفها للمنطقة بشكل مكثف بالسلاح المتوسط والثقيل ، وقامت بمداهمات مسلحة للمنازل وأعدمت سبعة مواطنين من آل سبيعان بينهم الشيخ محسن سبيعان وستة آخرين من أبنائه وإخوانه في منزلهم بوادي عبيدة.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات الإصلاحية أحرقت عددا من منازل آل سبيعان وقامت بنهبها ، خلال اعتدائها المسلح على وادي عبيدة شرق المدينة التي تعد معقل عبيدة ، وهي من أهم القبائل الماربية الأصيلة.
وأدانت السلطة المحلية في محافظة مارب الجريمة التي ارتكبتها المليشيات الإصلاحية بحق آل سبيعان في وادي عبيدة والتي راح ضحيتها سبعة شهداء بينهم الشيخ محسن سبيعان وستة من إخوته وأبنائهم .
وأوضحت السلطة المحلية في بيان لها أن مجاميع من المرتزقة تابعة لحزب الإصلاح هاجمت بالمدرعات والدبابات منطقة الخشعة السفلى في وادي عبيدة وشنت قصفا مكثفاً على المنطقة الآهلة بالسكان، ما أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين من آل سبيعان بينهم أطفال.
وأشار البيان إلى أن المرتزقة أحرقوا منازل آل سبيعان ونهبوا محتوياتها في جريمة خطيرة تضاف إلى سلسلة الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان ومرتزقته بحق أبناء مارب ، ودعا البيان قبائل مارب لإدانة هذه الجريمة الوحشية والوقوف صفاً واحداً ضد إجرام مليشيا حزب الإصلاح المدعومة من العدوان وتحرير المحافظة من دنس الاحتلال السعودي.
إرهاب يستهدف عبيدة.. المليشيات الإخوانية تسعى لتطويع القبيلة الماربية
ويأتي الاعتداء المسلح الذي نفذته مليشيات الإصلاح الإرتزاقية على شخصية اجتماعية وقبلية ، ومداهمة منزله مع وجود نساء وأطفال بداخله ، ضمن الإعتداءات الممنهجة التي تمارسها مليشيات الإخوان ضد قبائل وادي عبيدة بشكل خاص ، وقبائل مارب عموما.
وأكدت المصادر أن الإصلاحيين المرتزقة قاموا بمداهمة بيت أحد الشخصيات الاجتماعية في مارب الشيخ محسن صالح سبيعان حيث قاموا بمداهمة المنزل رغم وجود النساء والأطفال وقتلوا الشيخ محسن صالح سبيعان وأبنائه صالح وعلي، وإخوانه وهم ناصر صالح سبيعان، ويوسف صالح سبيعان وحمد صالح سبيعان، ومحمد صالح سبيعان ، إضافة إلى قتل أحد أقاربه ، كما أكدت إصابة عدد من النساء والأطفال بجروح بليغة ، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء الوحشي يمثل اعتداء على أبناء محافظة مارب وقبائله الأصيلة.. لافتا إلى أن هذا الشكل من الإعتداءات الوحشية تؤكد المنهجية التكفيرية والداعشية للإصلاح ضد قبائل مارب.
ويمارس حزب الإصلاح التكفيري استهدافا متكررا على عبيدة حيث سبق أن نفذت المليشيات المسلحة التابعة للإصلاح في المحافظة – عمليات مداهمات واقتحامات متعددة ، حيث تعرضت منطقة الاشراف بوادي عبيدة لاعتداء مماثل على خلفية رفضهم منح قيادات إخوانية بينهم القيادي الإصلاحي محمد الحزمي، المتهم بالاستيلاء على أراض وعقارات يمتلكها مواطنون من أبناء مارب ، مستغلا نفوذ المليشيات الإخوانية التي تسيطر على محافظة مارب ، والتي تفرض قبضة أمنية حديدية على أبناء المحافظة.
المليشيات الاصلاحية تسعى إلى نهب الثروة وعزل القبيلة الماربية وإضعافها
تسعى المليشيات الإصلاحية المسلحة المستجلبة إلى مارب من محافظات عدة ، إلى تطويع قبائل مارب وإخضاعها بالقوة ، وأحيانا بالتفكيك وضربها ببعضها ، ولم يكن الإستهداف الإخواني الذي استمر على آل جلال وآل مثنى في فترة سابقة من قبل المليشيات المسلحة الإصلاحية «بقياد المدعو المؤيد وهو المسؤول الأمني السابق للمليشيات الإخوانية في مارب» إلا حلقة واحدة تضاف إليها سلسلة اعتداءات وانتهاكات ضمن مخطط النظام السعودي الذي تنفذه المليشيات الإخوانية لتفكيك القبائل وإزالة عوامل قوتها، فالسعوديون يرون في بقاء القبائل متماسكة وبالذات عبيدة ، عقبة أمام تمرير مخططاتهم التوسعية والاحتلالية ، كما أن على محسن الأحمر وقادة مليشيات الإخوان يشعرون بأن عبيدة بالتحديد تمثل طرفاً وازناً في المعادلة القبلية ، وبحكم جغرافيا القبيلة التي تدخل في نطاقها منشآت النفط فإن علي محسن الأحمر يخشى من موقف عبيدة بما يشكل خطراً على مصالحه في نهب نفط صافر الذي يباع لصالحه ولصالح قيادات إخوانية آخرين ويتعامل مع عبيدة كخطر يجب إزاحته وتحييده عن النفط.
ولعل أقذر الوسائل التي تستخدمها المليشيات في الحرب على عبيدة وقبائل مارب عامة ، هو لجوء المليشيات الإخوانية إلى الترهيب والقتل وإحراق المنازل والمزارع ، وإضافة إلى إحداث صراعات وعداوات بين المكونات القبلية في مارب من خلال تأليب القبائل ضد بعضها ، حيث قامت مؤخراً بإثارة نزاعات على الحد القبلي بين القبائل والأملاك حيث منحت الأشراف، على سبيل المثال، تمليكاً بأرض محل نزاع مع آل جهم منذ سنوات، وذلك لمزيد من إشعال الصراعات بين المكونات القبلية في المحافظة ، كما تعمد إلى توزيع قوة القبائل وإشغالها بمحاور قتالية لإضعافها ، حيث دفعتها مرارا نحو جبهات البيضاء والجدعان في نهم وجهم في صرواح قبيل استعادتها من قبل الجيش واللجان الشعبية ، وكذا الزج بأبناء قبائل مارب في محارق وحروب خاسرة ، الهدف منها أن يبقى مسيطرا على ثروات مارب التي ينهبها ، وتركز قيادة المليشيات الإصلاحية على إضعاف وإخضاع عبيدة كقبيلة ذات ثقل كبير وتاريخي بشكل مركز وممنهج ونهب أراضي أبناء مارب والاستئثار بالثروة والموارد ، علاوة على حربها الممنهجة ضد قبائل مارب ، وقد لجأت القيادات الإخوانية إلى الاستيلاء على أراضٍ شاسعة في المدينة ، بعد انتزاعها ونهبها من أبناء المحافظة بالقوة العسكرية والأمنية ، مستخدمة الترهيب والتنكيل كأساليب للإخضاع والسيطرة والسطو على أراض الماربين وحقوقهم ، حيث زجت بأعداد كبيرة من أبناء مأرب في السجون ، ، كما تمارس النهب والاستئثار بالثروات النفطية والغازية والموارد المحلية الأخرى وتقوم بتوزيعها على كوادرها وعناصرها المنتمين إلى محافظات من خارج مارب وتؤكد مصادر محلية في مآرب أن قيادات من المرتزقة الإخوان ينتمون لمحافظات أخرى ، باتت تملك عقارات كبيرة وتعرضها للبيع بعد أن استولت عليها بفعل النفوذ أو عن طريق قيادات من مارب ، مشيرا إلى قتل وزج العشرات من أبناء مارب في السجون السرية على خلفية رفضهم ما وصفه بالاستيطان الإخواني للمحافظة.
كما أظهرت وثائق وتوجيهات من وزير الدفاع في حكومة المرتزقة محمد علي المقدشي المحسوب على علي محسن الأحمر ، منح أتباعه وأقاربه من أبناء ذمار ، أراضٍ شاسعة ، وتشير معلومات إلى أن مارب أصبحت تجمعا للكوادر الإصلاحية الإخوانية المستجلبة من كل المحافظات والتي قامت ببناء منازل ومحلات تجارية لحسابها ، مضيفة بأن العرادة لم يبد أي اعتراض لكونه لا يجرؤ على اعتراض القيادات الإخوانية ، فهو يخشى بأن يجد نفسه خارج قصر السلطة المحلية في مارب.
إقصاء وتهميش ممنهج لأبناء قبائل مارب
لربما اعتقد أبناء ومشائخ مارب أن يجدوا لأنفسهم مواقع رسمية عُليا في قيادة الجيش والأمن ضمن تشكيلات السلطات التابعة للفار هادي ، لكنهم وجدوا أنفسهم خارج المعادلة المحلية في محافظتهم التي باتت إقطاعية تتحكم بها المليشيات الإخوانية والتكفيرية القادمة من المحافظات الأخرى التي استجلبها الإصلاح إلى مارب ، وعلاوة على عمليات نهب الأسلحة التي تحصل المليشيات عليها من تحالف العدوان، والاستئثار بها وبيعها ، قامت قيادات حزبية إصلاحية بالإتجار في المشتقات النفطية إلى محافظات عدة ، ما جعل أبناء مارب خارج المعادلة بعد أن أصبحت محافظتهم في قبضة الإخوان وعناصرهم ، وبدعم سعودي وبإشراف السعوديين أنفسهم.
مع اقتراب الجيش واللجان الشعبية من مدينة مارب ، تعود أعداد كبيرة من القيادات الحزبية الإخوانية «حزب الإصلاح» إلى صنعاء تباعاً ضمن مساعي لجنة المصالحة الوطنية واستقبال العائدين من المغرر بهم ، بعد إقامة سنوات في مدينة مارب التي حولها الإصلاح إلى ثكنة عسكرية وسياسية وإعلامية وتحشيدية حزبية خاصة بنشاطاته الإرهابية التي استهدف بها مختلف القوى الوطنية بما في ذلك أبناء مارب أنفسهم ، وبنى إمبراطورية استثمارية وتجارية لقياداته الذين تحولوا إلى مستثمرين وتجار وأباطرة في تجارة العقارات والنفط والسلاح ، جالبا إليها كوادره وعناصره من كل محافظات الشمال والجنوب ، مستغلا ثروة مارب في إنشاء المعسكرات والتجمعات السكنية ، وخلال السنوات الخمس الماضية خلق حركة تجارية واستثمارية نشطة خاصة بالقيادات العليا في الحزب ، إذ عمد إلى نهب الأراضي وتوزيعها للقيادات الإخوانية ، وبناء فنادق ولوكندات ومطاعم ومجمعات سكنية لتأجيرها ، وفتح استثمارات تجارية تدر أرباحاً هائلة لحساباته الخاصة وحسابات القيادات العليا للحزب ، أمر يدلل على الضرر الذي لحق بأبناء مارب وقبائلها جرَّاء التحكم والسطوة الإخوانية على المحافظة القبيلة ذات الثروة الكبيرة.