اليونيسف: رصد أكثر من 137 ألف إصابة بوباء الكوليرا في اليمن منذ مطلع العام 2020م
في ظل تحذيرات أممية من انهيار الوضع الصحي في اليمن:السكوت الاممي تجاه استمرار العدوان والحصار إمعان في القتل وجرائم الحرب
استمرار منع دخول السفن النفطية تدمير ممنهج من قبل العدوان لما تبقى من النظام الصحي
الثورة / ساري نصر
بات القطاع الصحي في اليمن على وشك الانهيار ويعيش حالة كارثية في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر وخروج 80% من هذه المنظومة عن الخدمة نتيجة الاستهداف الخبيث والممنهج من قبل هذا العدوان الهمجي في ظل انتشار الأمراض الوبائية القاتلة التي تهدد حياة الملايين من اليمنيين وتحصد حياة الآلاف منهم وآخرها تفشي وباء كورونا إلى جانب انتشار الكوليرا والحميات، ما جعل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذر من انهيار كلي للنظام الصحي في البلاد، ورصد أكثر من 137 ألف إصابة بوباء الكوليرا في اليمن منذ مطلع 2020م.
نقص التمويل
وقالت الناطقة باسم المنظمة ماريكسي ميركادو في مؤتمر صحفي بجنيف، أنه “تم تسجيل أكثر من 137 ألف حالة إصابة بالكوليرا والإسهال في اليمن منذ بداية العام 2020م، ربع هؤلاء من الأطفال دون سن الخامسة ، مضيفة أن 8.4 ملايين يمني تأثر وصولهم إلى النظافة العامة بسبب نقص التمويل، نصفهم أطفال”، مشيرة إلى أنّ “هؤلاء يعتمدون مباشرة على اليونيسف، وهم من بين اليمنيين الأكثر ضعفًا بسبب الكوليرا والنزوح الداخلي”، وحذرت المسؤولة الأممية من أن خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية لأكثر من أربعة ملايين شخص ستتوقف في يونيو، إذا لم تحصل المنظمة على 30 مليون دولار في نهاية الشهر الجاري، كما كشفت المتحدثة عن الحاجة لمبلغ 48 مليون دولار فورية، لمكافحة كورونا في اليمن، مؤكدة أنه “بدون هذا المبلغ، لن تستطيع المنظمة توفير معدات الوقاية الطبية لـ25 ألف من العاملين في مكافحة الفيروس في البلاد، كما لن تستطيع توفير المياه النقية وخدمات الصرف الصحي لنحو 900 ألف شخص، إضافة إلى أجهزة التنفس وغيرها بالمستشفيات”.
تعليق البرامج الإغاثية
إلى ذلك أعرب المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، أثناء موجز صحفي عقده الأسبوع الماضي في جنيف، عن قلق المنظمة العالمية إزاء الوضع الصحي الحرج في اليمن، محذراً من أن نظام الرعاية الصحية في البلاد “على شفى الانهيار”، كما أكد المسؤول أن 24 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم الإنساني، لافتا إلى أن المستشفيات اليمنية لم تعد تستقبل الأشخاص الذين لديهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، بسبب نقص الأسِرة والأدوية والكوادر الطبية والمياه النظيفة.
وأكد “كولفيل” أن الأمم المتحدة ستضطر إلى تعليق أكثر من 30 من أصل 41 برنامجاً إغاثياً تديرها في اليمن في غضون الأسابيع القليلة القادمة، ما لم يتم تأمين تمويل إضافي لها.. داعيا المانحين الدوليين إلى تقديم مساعدات عاجلة إلى ملايين اليمنيين الذين مروا بخمس سنوات من العدوان.
من جانبه أشار المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لا ركيه، إلى تسديد سوى 47% فقط من أصل 1.35 مليار دولار تم التعهد بتقديمها من أجل اليمن أوائل يونيو، وهو ما يقل مليار دولار عن المبلغ المستهدف.
وضع كارثي
ويعيش الوضــع الصحــي في اليمن وضعاً كارثــياً نتيجة اســتمرار العدوان ومنع دخول المشــتقات النفطية، حيث أشار وزير الصحة طه المتوكل إلى أن ســيارات الإســعاف والعنايــات المركــزة قــد تتوقــف نتيجــة ذلــك وهنــاك الآلاف مــن مــرضى السرطــان وأكثر مــن ثلاثة آلاف و500 مريــض بالفشــل الكلــوي مهــددة حياتهــم نتيجة انعدام المشتقات النفطية، كما ذكــر وزيــر الصحــة أن أقســام الحضانــات للمواليــد دون 28 يومــاً مهــددة بالتوقــف ووفــاة مئات الأطفــال نتيجة منع دخول المشتقات النفطية، مشــيراً إلى أن تحالــف العدوان بقيادة النظام الســعودي ارتكــب على مدى أكــثر من خمس ســنوات أبشــع الجرائــم بحــق الشعب اليمني.
احتجاز السفن
وفي ظل تزايد احتياج القطاع الصحي باليمن للوقود، فضلاً عن الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة الوباء، يمعن تحالف العدوان في حصاره وذلك من خلال منع دخول سفن النفط ليزيد بذلك من معاناة اليمنيين وتدمير ما تبقى من النظام الصحي، حيث أكد وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس على أن القطاع الصحي هو القطاع الأكثر تضررًا جراء استمرار الحصار ومنع دخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة من قبل تحالف العدوان، مضيفا “لدينا مشكلة في تزويد المستشفيات وسيارات الإسعاف بالبترول والغاز، جراء استمرار قرصنة تحالف العدوان، رغم الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد في ظل وباء كورونا”، مشيرا إلى أن ضرر احتجاز السفن النفطية سيشمل كل اليمنيين .. لافتا إلى أن تأخير وصول السفينة الواحدة يكلف من 18 إلى 20 ألف دولار في اليوم الواحد، مبيناً أن غرامة تأخير السفن النفطية جراء احتجازها من قبل تحالف العدوان تجاوزت 66 مليون و185 ألف دولار.
ترصد للوضع
وفي ظل الممارسات الخبيثة لدول العدوان وجرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب اليمني تكتفي الأمم المتحدة بأطلاق التحذيرات من انهيار الوضع الصحي والمعيشي ودون أن تحرك ساكنا تجاه ما تقوم به دول العدوان، حيث أكد رئيس فريق المصالحة الوطنية الشاملة والحل السياسي يوسف الفيشي أن الأمم المتحدة تمارس حرباً نفسية ضد الشعب اليمني المعتدى عليه والمحاصر منذ أكثر من خمس سنوات، مضيفاً أن الأمم المتحدة تخوض حرباً احترافية لا إنسانية متمثلة في بيانات وتصريحات إعلامية وترصد الوضع الداخلي للشعب اليمني بعمق وفي كل الاتجاهات، وتُصرّح عن انهيار النظام الصحي باليمن وتكتفي بالتحذيرات الإعلامية بدلاً من إيقاف الحصار والعدوان، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تغطي على قضية احتجاز سفن الغذاء والدواء والمشتقات النفطية بالقرب من ميناء الحديدة، من خلال الإفراج عن سفينة قبل كل إحاطة في جلسات مجلس الأمن وتشيد بتسهيل السعودية دخول الإمدادات في إحاطتها، ولافتا إلى أن الأمم المتحدة بدلا من أن تُحمّل أمريكا والسعودية مسؤولية انهيار النظام الصحي في اليمن تلمح لهم أن يستمروا في حصارهم وعدوانهم على الشعب اليمني وتدمير مقدراته.