تشكيل لجنة من أصحاب الفضيلة العلماء لتكون بمثابة مرجعية للجنة الحوار الوطني وكذا لكل القضايا والظواهر السلبية التي تظهر من وقت لآخر على الساحة الوطنية¡ لا يعكس فقط مدى تقدير القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمكانة اصحاب الفضيلة العلماء ودورهم ورؤيتهم الفكرية المتعمقة التي فيها صلاح للدنيا والدين¡ بل أنه يجسد ايضا◌ٍ إلى جانب ذلك حرصا◌ٍ مسؤولا◌ٍ على الاحتكام لشرع الله في ما نختلف فيه بحيث لا نترك مجالا◌ٍ لأية اهواء أو نوازع أو تدخلات أو استهدافات أو مطامع تضعف تماسكنا الداخلي وتلاحمنا الوطني¡ وتستغل خلافاتنا وتبايناتنا السياسية في تسميم صفو حياتنا¡ وإغراقنا في متاهات المهاترات والمناكفات والمكايدات التي تلحق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا¡ ونهجنا الديمقراطي ومسارات التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير¡ وعوامل الأمن والاستقرار والسلامة العامة للنسيج الاجتماعي.
وتوخيا لكل هذه المعطيات جاء توجيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة من العلماء تكون مرجعية للجنة الحوار وكافة القضايا والظواهر السلبية¡ لتقطع الطريق على كل حاقد أو متربص يحاول التسلل من نافذة تلك الظواهر السلبية¡ لإغراق هذا الوطن في دوøامة الأزمات والتوترات والفوضى¡ كما هو شأن العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة الذين عاد بعضهم من افغانستان بعد أن غسلت أدمغتهم بثقافة منحرفة ضالة تتصادم مع شرع الله وجوهر الدين الحنيف وكل القيم الإنسانية¡ لينتقموا من وطنهم ومجتمعهم¡ يرفعون شعار الجهاد زورا وبهتانا فيما هم يصوبون رصاصاتهم الغادرة إلى مواطنين وجنود مسلمين ومؤمنين وملتزمين بفرائض الدين وتعاليمه¡ ويسفكون دماء الأبرياء ظلما◌ٍ وعدوانا ويخيفون السبيل ويعيثون فسادا◌ٍ في أرض كل أبنائها مسلمون وعلى ملة الإسلام. والمصيبة أنهم يقترفون كل هذه الآثام والجرائم والخطايا تحت شعارات زائفة وكاذبة أساسها الجهاد ضد الأجانب¡ فيما الحقيقة كما قال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح «أن من يدعون أنهم يجاهدونهم هم من تربوا على أيديهم وترعرعوا في أحضانهم وفي كنفهم إبان مقارعة المد الشيوعي في أفغانستان¡ وهؤلاء وغيرهم الذين قادتهم ضلالتهم إلى السقوط في مهاوي الإرهاب والتطرف لا بد وأن تصلهم رسالة أصحاب الفضيلة العلماء وموعظتهم ونصيحتهم حتى يميزوا بين الحق وبين الباطل الذي هم فيه يعمهون ويعودوا إلى جادة الصواب.
إذú أن مثل هذه الرسالة صارت أكثر من ضرورية لإيقاف مسلسل التجني على الدين الاسلامي من قبل مجموعة غسلت أدمغتهم بثقافة الغواية¡ وكذا إيقاف عملية الدجل التي تجذب بعض الشباب غير الراشدين إلى مستنقع الإرهاب¡ إما بفعل جهلهم بجوهر الإسلام ومعانيه السامية¡ أو نتيجة حالة التشويش التي علقت بأذهانهم بسبب المعارك الفكرية التي تدثرت بعضها بلبوس الدين لتثير الانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية.
ومن المؤكد أن وجود مثل هذه اللجنة من العلماء سيشكل خطوة مهمة لإبراز المضمون الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف¡ الذي يحض على الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف¡ ويدعو إلى عمارة الأرض وتشييدها وإشاعة قيم المحبة والتوحد¡ والابتعاد عن كل ما يفرق ويؤدي إلى الشقاق والخصام بين أبناء المجتمع الواحد. وقد استبشر أبناء مجتمعنا خيرا◌ٍ بمجرد الإعلان عن تشكيل هذه اللجنة من أصحاب الفضيلة العلماء¡ لأن وجود مثل هذه اللجنة كمرجعية كفيل بإعادة وصل ما انقطع بين الدعاة الحقيقيين من اصحاب الرؤية الفقهية المتعمقة¡ وبين سائر افراد هذا المجتمع¡ وهو الوصل الذي تحاول اليوم مساحيق غسل الأدمغة الوقوف حائلا◌ٍ دون تأديته رسالته¡ من خلال خطب ومحاضرات تتوزع عبر شبكة الانترنت تحرض على العنف وتفخيخ الاجساد وتفجيرها على قارعة الطرق لي◌ْقتل من يقتل¡ طفلا◌ٍ أو امرأة او شيخا◌ٍ عجوزا◌ٍ¡ يتبعها تأبين وبشرى لأهل من فجر نفسه بأن عريسهم تزفه بنات الحور إلى أعلى مراتب الجنة¡ حتى ولو جاءت وفاته عن طريق الخطأ وأنه لقي حتفه نتيجة تفجير زميل له من المغرر بهم لنفسه تواجد في ذلك المكان.
وأمام هذا التحدي وغيره تبرز أهمية دور علمائنا الأجلاء سواء تجاه أولئك المغرر بهم من عناصر الإرهاب والتطرف أو العامة من الناس¡ الذين لابد وأن يستشعروا أننا أحوج ما نكون اليوم إلى التعالي على خلافاتنا وتبايناتنا وأنانيتنا ومصالحنا الخاصة والتحلي بروح المسؤولية تجاه وطننا وأجياله القادمة.
وإننا إذا لم نحافظ على هذا الوطن وسلامته وأمنه واستقراره فإننا سنكون وحدنا من سيدفع الثمن باهظا◌ٍ. وهو الأمر الذي لن يحدث ما دمنا نحتكم في خلافاتنا وتبايناتنا وقضايانا المختلفة إلى شرع الله وما دمنا بلد الإيمان والحكمة ونتوخى تحقيق مصالحه والحفاظ عليه.
Prev Post
Next Post