رجال أعمال يتربعون على فقر الأندية

 

محمد العزيزي

نحن شعب غريب وعجيب، وكل عمل نعمله يكون مختلفاً عن باقي مخلوقات الأرض وكل بشر دول العالم، الاستغلال والرشوة والتسلط سمة يمنية خالصة، والمصلحة والفوائد والمن من وراء أي عمل يعتبر من البديهيات وملح أي عمل..
أتحدث اليوم عن رجال المال الأعمال وأصحاب الشرف والسعادة والرئاسة للأندية الرياضية في بلادنا وما يفعلون بالأندية الرياضية والرياضيين من أعمال لم يفعلها من قبلهم ولن يفعلها من سيأتون من بعدهم محليا؛ وهي ليست من أعراف عالم الرياضة في العالم.
تخيلوا يا سادة يا كرام أن رجال الأعمال في بلادنا باسم الله ما شاء الله، إذا ما قدموا مثلا مليون ريال لدعم دوري رياضي أو مثلا تكريم نجم من نجوم نادي رياضي أو نظم بطولة أو فعالية رياضية، فهذا صاحب الشرف يريد ويريد مقابل ذلك تصويراً تلفزيونياً ولقاءات صحفية على مدى أيام البطولة، ويريد ويشترط أن تكون الأخبار والتغطيات الإعلامية تسبح باسمه وتتضمن أنه هو من نظمها وبرعاية رجل المال والأعمال الفلان الفلاني الرجل السخي والسخي وداعم الرياضة الأول، والذي لولاه لما وجدت الرياضة باليمن.
ويعمل هو نفسه وأقصد رجل الأعمال على تشغيل فريق طويل عريض من وسائل الإعلام والإعلاميين والذباب الإلكتروني والصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، المهم تقوم الدنيا وتكون “محلقة” ليس للحدث الرياضي، ولكن للدعم الذي يقدمه هذا الرئيس الشرفي التاجر، والدنيا مسلمة وعوافي والمبلغ مليون ريال لا يستحق كل هذا الضجيج الإعلامي.
المهم عزيزي القارئ والرياضي أن هؤلاء التجار وأعضاء مجلس الشرف الأعلى للأندية في بلادنا لا يقدمون مبلغاً من المال لله وفي الله لأجل الرياضة بل يستفيدون منه ضجيجا إعلاميا وشهرة وظهور تفوق قيمتها أضعاف أضعاف المبلغ المقدم لأية بطولة.. فلو حسبنا الأمور مثل أصحاب الشرف أو بعقلية أي تاجر وهو يحسب للفائدة والخسارة وبالثانية والدقيقة، ستجد أن الإعلام بكل وسائله المختلفة قد أعطاه ملايين الريالات للمساحة الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية، أما مواقع التواصل الإجتماعي فحدث ولا حرج وغير محسوبة الثمن وعلى حساب سمعة ومكاسب الأندية والرياضة.. وبالرغم أن الإعلام والأندية غير معنية بما يقدمه التاجر وغير ملزم أن يكون له أي مقابل وبالتالي إذا لم يكن هناك ضجيج ومردود إعلامي له لن يدفعوا فلسا واحدا.
تهافت رجال الأعمال وأصحاب الثروة على رئاسة ومجلس الشرف الأعلى للأندية ليس حبا في الرياضة والرياضيين، وليس كما يعتقد البعض تشجيعا ودعما لقطاع الشباب والمواهب.. لا.. لا.. هذا أمر ثانوي بالنسبة لهم، وهم في الحقيقة يجنون أرباحا كثيرة ويستفيدون من وراء هذا التواجد الرياضي، فإلى جانب ما يجنونه إعلاميا هم أيضا يستغلون تلك المناصب عند أصحاب القرار في تسهيل وتسهيلات لمصالحهم التجارية تحت اسم أنهم يدعمون الرياضة والرياضيين، ويكسبون تعاطف مشجعي الرياضة.. إلى جانب ذلك يحصلون على الإعفاءات والمجاملات تحت يافطة الرياضة، وما خفي كان أعظم، وبالمقابل ما يخسرونه من وراء كل تلك المصالح والضجيج الذي يحققه، مبالغ بسيطة، ملاليم قد لا تذكر ويستحي أي تاجر في الدنيا أن يذكره أو يتباهى بأنه أنفقه لدعم الرياضة والرياضيين.
نحن الوحيدون في العالم ولسنا طبعا الأفضل الذين نتسلط على الرياضة، ونقدم الفتات ونتباها بالمن، والوحيدون نحن اليمنيون الذين تظل أنديتنا خرابة، هي، هي لم تتغير ولم تتطور ولم تتحول الأندية إلى أكاديميات رياضية ولا يزيد على بنيتها التحتية أي شيء جديد، وعند زيارتك لأي ناد ستجد أنه ليس فيه أي آلة رياضية وتدريبية يستفيد ويتمرن عليها شباب النادي، ولا حتى برامج لصقل المواهب والناشئين، ولا دعم مادي ولا مالي مثل بقية نوادي خلق الله أو دعم مالي مثل رجال الأعمال في بلاد الله.. وهكذا تستمر المعاناة والحكاية يا أبطالنا الرياضيين بين الأندية ورؤساء وأعضاء مجلس شرف حراف ويابسين ولا خير فيهم يتربعون على فقر الأندية.

قد يعجبك ايضا