جائزة الدولة.. والصديق الدهبلي

 

د. جابر يحيى البواب

منذ تأسيس جائزة رئيس الجمهورية للشباب في العام 1998م بالقرار الجمهوري رقم (182)، وكأول جائزة حكومية في اليمن تهدف إلى تشجيع المبدعين الشباب في مختلف مجالات العلوم والآداب والفنون، ودعمهم مالياً ومعنوياً استمرت الأمانة العامة للجائزة التي تتبع وزارة الشباب والرياضة بتقديم الجوائز وفتح باب التنافس عليها للشباب من كافة المحافظات اليمنية طيلة سبعة عشر عاماً حتى 2015، وهو العام الذي تعذرت فيه إقامة أية فعالية تخص الجائزة بسبب العدوان والحصار الذي فرض على اليمن من قبل دول التحالف والشر، وفي مايو 2016م، أقر مجلس أمناء الجائزة برئاسة حسين زيد بن يحيى، نائب وزير الشباب والرياضة القائم بأعمال وزير الشباب حينها، مشروع تعديلات على الجائزة، أهمها التعديل على المسمى الذي أصبح “جائزة الدولة للشباب”.
لقد مر قرابة اثنين وعشرين عاما على قرار إنشاء الجائزة، التي تولى مهامها رجال مخلصون للعلم والإبداع والابتكار الفني والثقافي، عاصرت منهما الصديق العزيز الأخ فؤاد الروحاني الأمين العام السابق وصاحب الامتياز في إدارة وتنفيذ ما اقر في دليل خدمات الجائزة، هو ومجلس الأمناء المكون من أفضل علماء ومفكري ومثقفي اليمن، أمثال الدكتور عبدالعزيز المقالح، إضافة إلى لجان تحكيم الجائزة المكونة من 27 عضواً، هم أفضل المتخصصين على مستوى الجمهورية، بواقع رئيس وعضوين لكل مجال من مجالات الجائزة التسعة، فخلال هذه الفترة أصبح لدى جائزة الدولة إرشيف ثقافي علمي فني مميز وغني يعكس حضارة وتراث ارض السعيدة، ثم عقب ذلك إجراء تغيير إداري في الأمانة العامة التي أوكلت مهامها للصديق العزيز المخضرم فقيد الشباب والرياضة الأستاذ المهندس عبدالله الدهبلي “أمين عام الجائزة”.
لقد تقلد فقيد الشباب والرياضة الأستاذ المهندس عبدالله الدهبلي العديد من المناصب الإدارية، التي أخلص وتميز في إدارتها وتنفيذ المهام الموكلة إليه بوعي وطني وحدوي، فكان رحمه الله مديرا عاما لمدينة الثورة الرياضية، التي عرفت في عهده إنجازات تنظيمية وتطويرية عديدة وهامة، كما كان ملعب علي محسن المريسي مميزا في استضافة منافسات كرة القدم على أرضيته الخضراء، المزروعة بالعشب الطبيعي المزدهر على مدار العام، ثم تولى منصب مدير عام الاتحادات والأندية وبشهادة الجميع كان الأفضل في إدارة هذه الإدارة التي تضم ما يقارب 40 اتحاداً و360 نادياً رياضياً تقريباً، بعد ذلك كلف بالقيام بأعمال الوكيل المساعد لقطاع الرياضة، ثم وكيلاً لقطاع الرياضة، ثم وكيلا لقطاع الشباب، ومؤخراً تم تكليفه بإدارة الأمانة العامة لجائزة الدولة.
خلال توليه مهام الأمين العام لجائزة الدولة، في هذا الظرف الصعب الذي تمر به اليمن، من عدوان وحصار وأعمال همجية إجرامية، تمثلت في قيام تحالف الشر بتدمير المنشآت الشبابية والرياضية، وتعطيل الأنشطة والفعاليات المختلفة، كان رحمه الله يقف حائرا متألما لعدم قدرته وطاقم الجائزة في استئناف خدمات الجائزة، وتحقيق الهدف الأساسي الذي أُنشئت من اجله، فكثيرا ما كنا نلتقي لنناقش الحال السيئ الذي وصل إليه العمل في جائزة الدولة، لقد ظل يحاول ويعمل بجد وإخلاص، ويتشاور مع الجميع، من اجل إيجاد الحلول المناسبة، التي تساعده على إعادة موازنة الجائزة، وتفعيل المنافسات والمسابقات “تلاوة القرآن الكريم – العلوم التقنية – الآداب – الفنون التشكيلية – الموسيقى” ، لكن القدر ومشيئة الله أسبق.
خلال شهر مايو فقد الوسط الشبابي والرياضي والإعلامي، خيرة رجاله من القيادات، كان أبرزهم الإعلامي القدير عبدالله أحمد حسن الحيفي، الذي خدم الوطن لسنوات طويلة، في مجال الإعلام والمسرح والإذاعة، كما فقد الوطن رجل العمل الإداري المخضرم الأستاذ خالد الزنداني مدير عام الموارد البشرية “السابق” بوزارة الشباب والرياضة، ليلحقهم صالحا متقربا إلى الله فقيد الشباب والرياضة الصديق العزيز الأستاذ المهندس عبدالله الدهبلي، وقبل لحظات من إتمام كتابة هذا المقال فجر يوم الثلاثاء 2/6/2020 وصلني هذا الخبر المؤلم وفاة الرجل الوطني الدكتور عبدالرحمن الحسني وكيل قطاع الشباب وقطاع الرياضة السابق.
” اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، يا قريب، يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، يا حنان، يا منان، يا أرحم الراحمين، يا بديع السموات والأرض، يا أحد يا صمد، أعطِ المتوفين من فضلك وخيرك، وارحمهم واغفر لهم، وألحقنا بهم صالحين يا رب العالمين.

قد يعجبك ايضا