الشعب اليمني الأكثر تفاعلاً مع القضية الفلسطينية
عادل محمد
كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب يدرك معاني الالتفاف حول المقدسات الإسلامية ويدرك خطورة أن يظل الأقصى المبارك يحظى بهذا القدر المتعاظم من الإجلال والقداسة، ولذلك سارع عبر أذرعته في المنطقة “السعودية والإمارات” إلى تحريك عجلة التطبيع وهي محاولات يائسة هدفها تسويق كيان الاحتلال لدى الشعوب العربية والإسلامية.
لقد بذلت أنظمة الخليج المتخاذلة كل جهدها في هذا المسار وحاولت عبر صفقة القرن التنازل عن الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وتحقيق هدف تذويب المقاومة الفلسطينية ونقل صراعها من صراع فلسطيني -صهيوني إلى صراع عربي –عربي وعلى أساس أن تصبح القضية الفلسطينية شأناً داخلياً بين العرب أنفسهم، لا علاقة لإسرائيل بها، وبذلك تنتهي القضية الفلسطينية وتختفي القدس من المشهد بحيث تنهار كل العوائق أمام التوسع الإسرائيلي في كل الاتجاهات.
كما أن هذه الصفقة فضحت قادة وأنظمة دول تحالف العدوان على اليمن حيث وجدناهم أول من باعوا المقدسات الإسلامية للصهاينة، بالمقابل رفض الشعب اليمني في كل المحافظات اليمنية الصامدة جميع أنشطة التطبيع والخيانة، وبالتالي فإن موقف الشعب اليمني من صفقة القرن يعتبر بمثابة السد المنيع امام تحقيق الآمال والطموحات الاستكبارية لأمريكا وإسرائيل، كما أن موقف الشعب اليمني من قضية العرب المركزية موقف مبدئي وإيماني واخلاقي وليس تأثراً بأحد وإنما هو نابع من صميم هوية الشعب اليمني وأصالته الضاربة في أعماق التاريخ والحضارة .