أوضح مراقبون أن إحياء يوم القدس العالمي هو إحياء للقومية العربية والإسلامية وحشد للجهود الثورية في مقارعة المحتل الصهيوني لتطهير فلسطين وتحريرها من براثن الاحتلال .. تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:استطلاع / أسماء البزاز
عبدالرحمن الموشكي – مدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف يقول : يوم القدس العالمي والذي حُدد في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوم لإحياء القضية الفلسطينية في نفوس العالم العربي والإسلامي ففي اليوم العظيم كونه في شهر الله شهر رمضان وفي يوم الله يوم الجمعة نشعر بأن الله سيكون معنا حينما نناصر شعباً مظلوماً مكلوماً منذ مئات السنين، وعندما نحيي اليوم العالمي يوم القدس فنحن نحيي الضمائر الميتة في نفوس العرب والمسلمين، نحيي النخوة ، الشهامة ، العزة ، الكرامة، الحرية ، الاستقلال ، الاستقرار ، الأحقية في ملك القرار، نحن نحيي النفوس الضائعة في غياهب الحياة، نحن نحيي الأولويات التي يجب أن لا ننساها مهما حاول العدو إغراقنا في الصراعات والحروب والحصار والتجويع والاقتتال والفتن..
وأضاف الموشكي : نحن في اليمن لم نغفل عن إحياء يوم القدس العالمي منذ اختيار هذا اليوم ليكون يوماً قدسياً من قبل الإمام الخميني رحمه الله – لا سيما في خضم العدوان علينا العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي علينا وعلى شعبنا، بل على العكس لقد جعلنا العدوان أكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية من ذي قبل جعلنا نشعر بعظيم الظلم الذي هم فيه وعظيم المأساة التي يعيشونها عاما تلو عام.
واسترسل: لم نغفل عنهم ولم ننشغل بأنفسنا ونهتم بأمرنا فقط، وهكذا يجب ان تكون جميع الشعوب أن تشعر بعضها ببعض وتناصر بعضها بعضاً وتشد بعضها بعضاً، فهكذا ربانا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله حين قال صلوات ربي عليه وعلى آله: من لم يهتم بشؤون المسلمين فليس منهم.. وها نحن نهتم بالقضية الفلسطينية اهتماما عظيما ..
وأكد على أهمية إحياء يوم القدس العالمي قولا وفعلا , عملا صادقا وحقيقياً وفاعلاً لنصرة القدس وأرض القدس وشعب القدس، ولعل خير عمل يؤكد صدقنا في مناصرة القدس هو ما قام به سيدي ومولاي قائد الثورة وقائد المسيرة القرآنية العظيمة سيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه .
مواقف يمانية
وبيَّن الموشكي: هناك مبادرة أخزت وفضحت أنظمة عربية لطالما تغنت بمناصرة فلسطين أمام العالم كقول فقط أما العمل فقد انضح جليا أنهم جزء لا يتجزأ ولا ينفصل من العدو الصهيوني الغاصب حينما ساندوهم بأسر مجاهدين من حركة حماس ولم يكن لأحد علم بهذا لولا مبادرة القائد العظيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أبدى استعداده التام والصادق أمام العالم لتحرير طيار وأربعة جنود سعوديين تم أسرهم في إحدى الجبهات والطيار تم أسره حينما تم تدمير وحرق طائرته وهو يقوم بقصف الأبرياء في اليمن وقد أعلن قائد المسيرة القرآنية استعداده عن الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن أسرى حركة حماس الفلسطينية من قبل النظام السعودي المتصهين والمتأمرك، فهذا العمل العظيم والجبار يوحي للعالم بأننا نسعى لتحرير بلادنا من الاحتلال وكذلك تحرير الأقصى، فعدونا وعدو كل الشعوب واحد ..
ومن المفترض على جميع الشعوب أن تعي هذا الأمر جيدآ وأن تتأهب وتستعد لقهر هذا العدو هذه الغدة السرطانية كما شبهها الإمام الخنميني رحمة الله عليه، فهي تنخر في هذه الأمة بكلها كما تنخر الغدة السرطانية في جسد الإنسان .. موضحا أن إحياء يوم القدس العالمي هو واجب ديني لا بد منه لأن فيه إعلان موقف وإعلان براءة من اليهود والنصارى ورفض صريح لاحتلال أي جزء من أرضنا ..
ولهذا سيبقى يوم القدس العالمي عالمي فعلا لا قولاً إحياء له وللقضية وإحياء للنفوس والضمائر، وقريباً سيكون يوم القدس العالمي لانتصار القدس وانتصار الشعوب على جميع قوى الاستكبار في العالم والتي ستصبح لا شيء أمام انتصار الشعوب المستضعفة التي تتطلع إلى الحرية والاستقرار والاستقلال وإلى الحياة الكريمة .
استباحة الحرمات
ويرى الموشكي أنه لا يقتصر إحياء يوم القدس العالمي على المسلمين فقط وإنما على كل العالم الذي يؤمن بالحقوق وأن من حق هذا الشعب المظلوم أن يُرفع الظلم عنه والقتل وسفك الدماء واستباحة الحرمات وأن يكون له استقلاله واستقراره كبقية الشعوب في العالم بكله وعلى جميع الحقوقين في العالم أن يقفوا في وجه الطاغي وألباغي أياً كان وأينما كان في هذا العام، وإذا لم نستطع إحياء هذا اليوم بالخروج الجماهيري العظيم كبقية السنين بسبب الوباء المنتشر في العالم بكله ومن باب أخذ الحيطة والحذر والاحتراز فإننا سنحييه بأقلامنا وأصواتنا وفي قنواتنا وفي إعلامنا بكل اشكاله وسنحييه عملا دعما ومساندة للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية .
ثورة القلم
نايف حيدان – عضو مجلس الشورى- يرى أن إحياء يوم القدس العالمي سنويا والذي تحدد بيوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك له دلالاته وأبعاده السياسية والدينية والحقوقية , كونه يرسل رسائل هامة للعدو الصهيوني مفادها أنه مهما طال زمن الاحتلال ومهما تجبر وطغى فإن مصيرة الرحيل وأن القدس عربية وستظل عربية ولن يتم التنازل عنها بأي طريقة كانت. .
وقال : إحياء هذا اليوم له أهميته في تجديد وترسيخ الذاكرة لدى الأجيال المتعاقبة , وأن لا حق يضيع ووراءه مطالب..
وأضاف : وبما أن المسيرات والمهرجانات كانت تقام في العديد من الدول العربية والإسلامية في السنوات الماضية وتحديدا دول الممانعة والمقاومة فإننا في هذه السنة وفي ظل انتشار جائحة فيروس كورونا نحيي اليوم بالكتابات وبالتغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المختلفة بطريقة تختلف عن سابقاتها وبحماس وبعدالة القضية التي نحملها ..
وتابع : دينياً نحيي اليوم العظيم كرسالة مفادها أن الدين الإسلامي وإلى جانبه الدين المسيحي لن يسمحا بتهويد القدس مهما كانت التضحيات، وحقوقياً فإن الأرض المغتصبة مصيرها أن تعود لأهلها حتى وإن وقف كل العالم مع المحتل طالما هناك الأحرار وشرفاء يحملون هذه القضية ويضحون لأجلها .
القومية العربية والإسلامية
من جهته يقول المحلل السياسي زيد البعوة : إحياء يوم القدس العالمي هو أقل موقف يمكن أن يتخذه العرب والمسلمون لنصرة القضية الفلسطينية، وتكمن أهمية إحياء يوم القدس العالمي في أهمية المرحلة وأهمية الظروف التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص في ظل الصراع الذي يخوضه المسلمون في مواجهة الهجمة الأمريكية والصهيونية التي تستهدف الأمة والمقدسات وتستهدف الأحرار والمناهضين للمشاريع الاستعمارية الصهيونية الأمريكية التي تهدف إلى إحكام قبضة دول الاستكبار على هذه الأمة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وفي مختلف المجالات..
وأوضح البعوة : إن المسلمين جميعاً يعرفون عظمة وأهمية القدس والمسجد الأقصى ليس فقط على مستوى الجغرافيا والقومية والعروبة بل على مستوى العقيدة والدين والهوية والانتماء باعتبار المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وآله، وقداسة يوم القدس في نفوس المؤمنين المجاهدين الأحرار تدل على مدى استجابتهم لله ومدى علاقتهم بمقدسات الأمة، لهذا جعلوا آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام يوماً عالمياً لنصرة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية ..
وبيَّن أن إحياء الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يوم القدس العالمي هو في المقدمة نصرة لله تعالى ونصرة للمقدسات ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله ونصرة للمسجد الأقصى ونصرة للمستضعفين من أبناء فلسطين، لهذا يعتبر إحياء يوم القدس عملاً إيمانياً وموقفاً جهادياً في سبيل الله وفي مواجهة الطاغوت والاستكبار والاحتلال الصهيوني .. معتبرا أن إحياء يوم القدس هو بمثابة إعلان موقف المسلمين المجاهدين بأن فلسطين هي قضيتهم الأولى وفي نفس الوقت هو بمثابة رفض وإدانة واستنكار وبراءة ممن يطبِّعون مع الكيان الصهيوني.
مشاريع وأطماع
وقال البعوة: في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة والمفصلية التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية بشكل عام وفلسطين بشكل خاص وتزامنا مع أطماع المستعمر الصهيوني في بسط نفوذه بشكل أكبر على فلسطين وبناء المستوطنات وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل الإدارة الأمريكية وفي ظل تواطؤ وصمت وتطبيع بعض الأنظمة العربية وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي مع إسرائيل بشكل علني ومكشوف.. كل هذا وأكثر يدفع من لا يزال على فطرته التي فطره الله عليها ويتمتع بقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف إلى أن يعمل ما يستطيع لنصرة المسجد الأقصى وفلسطين كي لا يصل أعداء الأمة إلى ما يطمحون إليه وكي يعرفوا أن هناك من يرفض مشاريعهم ويتصدى لها..
وأضاف: القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمصيرية للأمة ويكفيها الخذلان الذي حصل على مدى عشرات السنين وقد حان الوقت أن يخرج الجميع من أحرار الأمة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى وتحرير فلسطين، وما يوم القدس العالمي إلا بداية المشوار وبداية الطريق نحو تحرير الأقصى وإن شاء الله سوف يكون هو الدافع والمحفز لهذه الأمة لاتخاذ خطوات عملية عسكرية واقتصادية لدعم الشعب الفلسطيني وتخليص الأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني.
عصابات صهيونية
من جهته أوضح الدكتور عبدالوهاب عبدالقدوس الوشلي – مساعد رئيس جامعة صنعاء السابق : إحياء يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام تأكيد على قضيتنا الأولى المستقرة في ضمائرنا ووجداننا وتجسيد لأهمية موقع القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في نفوس المسلمين عموما وضمائرهم لتبقى قضيتهم الأولى ، وهو تذكير بأن الأقصى ما يزال أسيرا بيد قوات الأحتلال الصهيوني الذي دنس مقدساتنا واحتل فلسطين وشرد شعبها وارتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وما يزال..
وقال الوشلي :أهمية هذا اليوم تزداد لمواجهة وإفشال صفقة القرن المشؤومة التي يتبناها الشيطان الأكبر في ظل تلك الأصوات الساقطة الخانعة الداعية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، والداعية للفتنة الطائفية بين المسلمين، وتهدف لحرف البوصلة عن تحرير القدس وقيام دولة فلسطين وتوجيه بنادقنا نحو بعضنا كعرب وكمسلمين، ونشر الفتنة الطائفية بين المسلمين .. كل ذلك تعمل عليه الصهيونية وتدفع بكل قوتها في سبيل تحقيقه .
وأضاف : في المقابل هي رسالة لكل شعوب الأرض بما يعانيه شعبنا الفلسطيني من ظلم واضطهاد وتنكيل على أيدي العصابات الصهيونية المتوحشة، وهي دعوة لإنصاف هذا الشعب المكلوم، وهنا يشكل يوم القدس العالمي مؤتمراً سنوياً إسلامياً عالمياً للشعوب الإسلامية يحتل المرتبة الثانية بعد المؤتمر السنوي الأول المتمثل بالحج، ليراجع فيه المسلمون أوضاعهم القائمة وليراجعوا سياساتهم ومواقف حكامهم، في محاولة لتصحيحها وتقويم انحرافها استجابة لرغبة الشعوب الهادرة التي يقترب عددها من ربع سكان الأرض.
دفعة للشعوب
وبيَّن :يوم القدس العالمي يكشف زيف وكذب عدد من الأنظمة العميلة للصهيونية العالمية ويدحض كافة ادعاءاتها الزائفة ويحشر الأنظمة في الزاوية ويكمم افواهها البائسة الداعية لبيع قضية القدس والقضية الفلسطينية كونها مناسبة عظيمة تعطي دفعة معنوية كبيرة للشعوب المقاومة في المنطقة والعالم للتخلص من استبداد واستعباد قوى الاستكبار العالمي حتى تحقق كامل استقلالها وحريتها ونيل كرامتها لتعيش أبية كريمة كما أراد الله لها.
جهاد وثورة
الكاتبة وفاء الكبسي من جانبها تقول: يوم القدس العالمي هو يوم إسلامي وواجب ديني وأخلاقي وعبادة عظيمة، وإحياؤه يعتبر ممارسة جهادية في سبيل الله، فالجميع مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى ومحاسبون عليها يوم القيامة، لأن قضية القدس قضيتنا المقدسة المرتبطة بمقدسات الأمة بالمسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين، ومسرى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-وثالث الحرمين، وتتعلق به مظلومية شعب مسلم هو جزء من الأمة الإسلامية، وأرض عربية هي جزء أساسي من أرض العرب، وهي قضية استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وفقا لمقتضيات القانون الدولي .
وشددت الكبسي على أهمية إحياء المناسبة للتأكيد على أن القدس للفلسطينيين وأن الاحتلال زائل لا محالة، فأفضل رد على احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين هو المقاومة والجهاد من أجل الدفاع عن قضيتنا الأولى ، وعدم الخضوع لأولئك المستكبرين الطغاة..
وقالت الكبسي: نحن لا نلوم الكيان الصهيوني إذا كان العرب أنفسهم هم من يقدمون كافة التسهيلات لعدونا ،ويستجدون عطفه ويباركون صفقة القرن التي أعطت للعدو الإسرائيلي الضوء الأخضر للاعتراف بأن القدس عاصمة له، لتحقيق حلمه بإقامة دولته التي أسماها» إسرائيل الكبرى»، وهذا لن يتحقق إلا بتطويع كافة الأدوات لخدمة مشروعهم الاحتلالي ، وفعلا طوعوا الإعلام والثقافة والدراما والمسلسلات لتسميم أفكار الأجيال القادمة وطمس قضيتهم .. مبينة أن واجبنا وواجب كل حر عربي شريف أن نقاطع هذه القنوات المسمومة المأجورة ك mbc، والعربية ومنع مشاهدتها لأنها لا تساعد في بث الوعي واليقظة لدى أبناء الأمة الإسلامية ونهضتهم في مواجهة الطغاة المستكبرين للتحرر من كل الأغلال والتعبية ، ومع ذلك فقضية فلسطين لن تمحى أو تنسى.