لماذا كل هذا الاستهتار

 

إكرام المحاقري

في ليلة وضحاها تفشى فيروس كوفيد-19 “كورونا” في أكثر دول العالم المتمكنة اقتصادياً والمتطورة تكنولوجياً, لكنهم ورغم تقدمهم التكنولوجي لم يستطيعوا احتواء هذا الفيروس واكتشاف سبب وجوده، ومن أين أتى وهل هو بسبب اضطراب مناخي في الطبيعية أم أنه فيروس مصنع وحرب بيولوجية, ولعل الأخيرة هي الصواب.
وعلى هذا المنوال مازال الفيروس يواصل التنقل من شخص لآخر بطريقته المعروفة والتي حذر منها الأطباء في العالم عبر إرشادات طبية للوقاية من هذا الفيروس الخطير , إلا أنه وجد في اليمن بطريقة سياسية عدوانية قبل أن يتنقل عبر العطاس والمصافحة وملامسة الأشياء التي احتوت هذا الفيروس.
قامت قوى العدوان بسياستها الشيطانية بإدخال أشخاص موبوءين بفيروس كورونا لليمن عبر طرق غير شرعية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوى الاحتلال ,وحاولوا أيما محاولات لإدخال هذا الفيروس في المناطق الحرة والتي هي تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى, وبعد جهد جهيد من القوى المجرمة وأدواتهم الرخيصة في الجنوب اليمني تمكنوا من إدخال أشخاص يعانون من فيروس كورونا إلى العاصمة صنعاء, لكن هذه العمل سيظل وصمة عار بوجه دول العدوان كما هي بوجه الأمم المتحدة بجميع منظماتها اللاإنسانية والاحقوقية, والتي لم تحد من هذه الخطوات الإجرامية لدول تحالف العدوان المرئوسة أمريكياً, كما لم تفعل أمام ما سبق هذا الجريمة من جرائم حرب إبادية بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين بشكل عام , وحصار خانق لليمن جواً وبحراً وبراً!!
ويبقى الصمود والوعي هو سيد المعركة التي تحولت من عسكرية ثقافية اقتصادية إلى حرب بيولوجية بامتياز, لكن الوعي هنا يجب أن يكون أكثر نشاطاً وحضوراً مما قبل خاصة وهذه الحرب البيولوجية تعتبر أخطر وأفتك من الحرب العسكرية والتي تستطيع أن تحصد أرواح 100 شخص بعطسة واحدة من شخص مصاب.
لذلك يجب على شعب الحكمة والإيمان إتباع الإرشادات الطبية المعروفة للوقاية من هذا الفيروس, كذلك عدم الاستهتار بهذه التوجيهات خاصة ونحن نرى الكثير من أبناء الشعب اليمني يخرجون الأسواق بشكل جنوني من دون كمامات وقفازات طبية !! وكأنه الانتحار في حد ذاته !! كذلك البعض منهم يلبسون الكمامات ويضعونها على أفواههم فقط !! وغيرهم من أصحاب المحلات والمولات يستهترون بقضية التعقيم لكل من دخل المول أو المحل التجاري ويكتفون بوضع آلة التعقيم على الطاولة !! وكأنهم تناسوا بأن “كورونا” يريد أن يحقق في اليمن ما عجزت عنه الحرب العسكرية العبثية التي خضعت أمام وعي وصمود وحكمة الشعب اليمني الأبي, فلا نجعل من هذا الفيروس منتصراً علينا بعد 5 أعوام من الصمود والتضحية.
هناك من يتربص بالشعب اليمني سوءاً، فلا نجعل من انفسنا باستهتارنا لقمة سائغة يسهل ابتلاعها, ولا نكون باستهتارنا سبباً في الفتك بمجتمعنا اليمني الذي ضرب للعالم أروع الأمثلة في الصبر والوعي.

قد يعجبك ايضا