مرحلة (الجُند) الذين لم يشربوا من نهر طالوت في صنعاء..
عبدالفتاح حيدرة
إن حديث السيد القائد اليوم في محاضرته وتحذيره الشديد لمحاولة البعض خيانة المسؤولية وخيانة دماء الشهداء والتضحيات من أجل المناصب والرتب والوظائف ، حديث يدخلنا جميعا في مرحلة جديدة من مراحل التطور والعلو في بناء صرح الهوية الإيمانية اليمنية ، يجب علينا كلنا بدون استثناء أن نكون شركاء وسندا وعونا للسيد القائد ورجاله المخلصين الصابرين الصادقين في هذه المرحلة ، وهنا استذكرت قصة نهر طالوت وجنوه في قول الله تعالى بمحكم كتابه (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم)..
صنعاء كمركز (للسلطة والثروة) تقوم اليوم بمقام النهر الذي منع طالوت جنوده أن لا يشربوا منه ، بتوجيه واختبار إلهي ، وسمَح لهم بغرفة بسيطة منه فقط ، فشل معظم الجند في اختبار النهر ، ونجح القليل ، القليل من هؤلاء والذي أعرف جيدا واحداً منهم (صديقا صدوقا وصادقا) لا يزال يقف على حافة نهر صنعاء لليوم والليلة ، هو والقلة الذين معه ، القلة الذين أرادهم الله سبحانه ليستعملهم في المعركة الفاصلة ، هؤلاء القلة الذين صبروا على العطش ونجحوا في الاختبار البسيط ، هم من رضيهم الله فاستعملهم ونصرهم في المعارك العظيمة وأكرمهم بمعية رعايته ونصره وعزته وتأييده..
صنعاء هي نهر طالوت بالنسبة للمسيرة القرآنية ، وهذا معناه لا تستهينواً أبداً بتعليمات القائد وتوجيهات وتحذيرات ولا تهملوا أيّ اختبار توجيهي من ربّ العالمين مهما كان بسيطاً ، فنهر طالوت لا يزال يجري أمامكم هنا في صنعاء ويتمثل في صور مختلفة فأعرضوا عنه ما استطعتم حتى تكونوا من القليلين الصابرين ، قد يكون النهر وظيفة أو منصباً أو مشرفاً أو مسؤولية، أو قد تكون صورة تراها على الفيسبوك ، أو قد يكون مقطع فيديو ، أو قد يكون كلمة أزعجتك ، أو رغبة في منصب أحد أو سولت لك نفسك في تغفير سيارة من حق الدولة أو شهوة لنهب أرضية أوقاف ، أو تخزينة وقت الصلاة..
يا أنصار الله و رجال السيد القائد والمسيرة القرآنية ، نهر طالوت أمامكم في كل محافظة وفي كل مديرية وفي كل وزارة وفي كل جبهة وفي كل معسكر وفي كل موقف ، أصبروا وحاولوا أن تفوزوا في اختبار النهر هذا في صنعاء اليوم ، اربطوا ذلك بهذا المعنى دائما ، تكونوا ممن يستعملهم الله سبحانه ، تكونوا من الصابرين الفائزين المنتصرين ، تكونوا من الذين استخلفهم الله (يحبهم ويحبونه) و مكنهم في الأرض ، وكلما شعرتم أن أنفسكم ضعفت أمام أيٍّ من المغريات قولوا لها (لا تشربي من هذا النهر ) ..