كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟! (13)

 

عبدالله الأحمدي

كان شاه إيران هو شرطي أمريكا والغرب في المنطقة قبل الثورة الإسلامية في ايران في العام ١٩٧٩م.
وبعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي الخادم المطيع لأمريكا نقلت المهمة إلى مملكة الوهابية السعودية، لكن المملكة – وإن كان حكامها أذناباً مطيعين – لم تكن بقوة إيران واستراتيجتها التي كانت تمتلك خامس جيش في العالم.
وبالتالي فإيران تمتلك عمقا حضاريا يعود إلى آلاف السنين بما كان يسمى حينها الامبراطورية الفارسية، والتي كان بعض العرب جزءا من رعاياها .المملكة لا تمتلك حتى الامكانيات البشرية، فقد أباد بنو سعود الكثير من سكان الجزيرة.
أما جيشها البدوي المسمى جيش “الكبسة” فلا يستطيع الدفاع عن نفسه، فهو عبارة عن مجموعة من الشراذم البدوية التي تفتقر إلى الاحترافية والعقيدة القتالية.
والمهمة الرئيسة لهكذا جيش هي قمع المواطنين، ولذلك يستعيض بنو سعود عن القوة العسكرية بالجانب المالي لشراء المرتزقة الأجانب.في سبعينيات القرن الماضي كان قرابة ( ٢٠ ) ألف جندي باكستاني يرابطون على الحدود الجنوبية للمملكة أجرهم رئيس الوزراء الباكستاني ذوالفقار علي بوتو لحماية الأسرة السعودية.وفي حرب الخليج الثانية أفتى علماء وهابية بني سعود بجواز الاستعانة بالكفار لحماية الأسرة السعودية، فاستجلبوا القوات الأمريكية إلى الديار المقدسة، فكان المواطن المسعود يرى الشقراوات الأمريكيات وهن يقدن العربات ويتجولن في مدن المملكة رغما عن رجال الدين الوهابي.وفي عدوانهم على اليمن انقلب السحر على الساحر، فذهب بنو سعود يستأجرون المرتزقة من بلاك واتر وغيرها من الجماعات الإرهابية والشركات الأمنية والجيوش.
كما استأجروا مرتزقة الجنجويد من الدكتاتور السوداني الساقط حسن البشير.وعندما أحاق بهم مكرهم ووصلت صواريخ الجيش واللجان الشعبية إلى مضاجع بني سعود في قصور العمالة في الرياض استنجدوا بالجيش الأمريكي الذي جاء بنسائه ورجاله ومنظوماته الصاروخية وعبثه لحماية الأسرة الهالكة مقابل إفراغ الخزينة السعودية من أموال البترو/دولار التي قبضها ترامب بأريحية.وهابية بنو سعود صنعت مجتمع كراهية، وشرعنت للاستبداد، وخذلت الإنسان المسلم عن الإسهام في الإنجازات الانسانية، وجعلت منه كائنا متقوقعا خاملا يعيش في الماضي، مستلبا ومرتهنا للاستبداد، ومتواكلا ومستهلكا، لا يجيد حتى صنع إبرة خياطة، وغير قادر حتى على الدفاع عن نفسه.. لقد سلبته أرادته وجعلت منه تابعا ذليلا ناعقا لتبرير إجرام الحاكم وتأليه المستبد مقابل العيش الذليل.لقد حوَّلت سلطة الوهابية بلاد الحرمين إلى سجن والناس إلى قطيع يمشي وراء إرادة الحاكم الجهول.
ولم تكتف بذلك، بل صدَّرت هذه المفاهيم إلى خارج المملكة مستعنية بأموال النفط التي يبذرها بنو سعود على أهوائهم.. لقد أجبرت الثورة في اليمن في ستينات القرن الماضي الأسرة الحاكمة في بلاد الحرمين على إجراء بعض التغييرات خوفا من انفجار الأوضاع، فقامت الأسرة المتحكمة بإلغاء الرق والعبودية، لكن الإلغاء كان صوريا، فمن يزور المملكة، لاسيما محاوي السود يلاحظ مدى الحصار الذي يقوم به المجتمع البدوي ضد هذه الفئة التي يسمونها العبيد.لقد تم إلغاء الرق والعبودية بقرار، لكنها باقية في سلوك الناس، فالعبيد ليس لهم حقوق، ولم يتم إدماجهم في المجتمع، ومازالوا يعاملون كعبيد، وبكل احتقار من قبل المجتمع والنظام السعودي.ومؤخرا قامت مملكة الشر بإلغاء عقوبة الجلد بعد أن ظلت عشرات السنين تلهب ظهور الناس بالجلد والسلخ، في الوقت الذي أشيعت فيه حقوق الإنسان في كل أرجاء العالم.الوهابية السعودية لا تشبه إلا نفسها، فهي نظام متكلس عديم الحقوق، يستهلك كل منجزات الحضارة المادية ولا يعترف بحقوق الإنسان، ولا يصدّر للعالم إلا الإرهاب والكراهية.

قد يعجبك ايضا