خسائر قياسية لأرامكو تعزِّز أزمة اقتصاد السعودية :

غضب وسخط شعبي إزاء قرارات نظام آل سعود التقشفية داخل المملكة

 

 

الثورة /  وكالات
تسود حالة من السخط الشعبي داخل المملكة العربية السعودية إزاء سلسلة قرارات أقرها نظام آل سعود، ووصفها وزير المالية بـ“المؤلمة” لمواجهة تداعيات أزمة “كورونا” وانهيار أسعار النفط العام.
وعبَّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في سلسلة تغريدات عبر موقع “تويتر” عن غضبهم من القرارات الحكومية الجديدة والسياسات القائمة في المملكة.
وتحت ذريعة “إنقاذ موازنة البلاد من العجز”، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، حزمة جديدة من الإجراءات لإنقاذ موازنة البلاد من العجز، في مقدمتها زيادة ضريبة القيمة المضافة ووقف صرف بدل غلاء المعيشة.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) قد ذكرت أنه “تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر يونيو المقبل وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5 % إلى 15 % بدءا من الأول من شهر يوليو لعام 2020م” .
وقارن عبدالعزيز الحضيف الناشط السعودي المقيم في كندا بين قيمة الضريبة المضافة في السعودية وكندا، فكتب: “والله ما بي أقولك إن ضرائب السعودية تعدت ضريبة كندا في أغلب المقاطعات إلا مقاطعة كيبيك أكثر من ٢%، وبالعكس أنا أتمنى أن كل حقوقي وكل ما أتمتع به حاليًا أن يحصل عليه جميع شعبي، والتغريدة واضحة أني أقصد الذباب والوطنجية يحطون اللوم على اللي ذكرتهم في أي شيء”.
ورأى الناشط السعودي محمد العتيبي أن الرياض قد استعدت لمثل هذه الأحداث بإنشاء مراكز لما يسمى “الذباب الإلكتروني”، فقال “لم ينشئ محمد بن سلمان مركز اعتدال، الذباب الإلكتروني، قروبات الوطنجية، إلا لمثل هذه الأوقات ليصنعوا من فشل المستبدين نجاحا ومن سكوت المستضعفين حب وطن”.
وعرِّف الأكاديمي عبدالله العودة دور ما يسمى الوطنجية فغرد “وظيفة الوطنجي والمطبل هو أن يقول لك إنه إذا كان هناك خير ونعمة فهو من الحاكم الفرد المستبد الأعظم، وإذا كانت هناك مصيبة وبلاء فهي عالمية أو من الشعب أو من القدر المحض”.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (واس) أنه “تقرر إيقاف بدل غلاء المعيشة بدءا من شهر يونيو المقبل وكذلك رفع نسبة ضريبة القيمة المضافة من 5 % إلى 15 % بدءا من الأول من شهر يوليو لعام 2020م”.
وعقب قرارات الجدعان، نشر رواد نشطاء سعوديون في المملكة مقطع فيديو من مقابلة مع بن سلمان أجريت عام 2016م إبان إطلاق “رؤية 2030م” التي يقول فيها إنه بحلول عام 2020م ستكون السعودية قادرة على العيش بدون نفط.
من جهة اخرى هوت أرباح شركة النفط الحكومية (أرامكو) بنسبة 25 % في الربع الأول من العام الجاري، متأثرة بتداعيات فيروس “كورونا” وانهيار أسعار النفط عالمياً ما يعزز أزمة اقتصاد المملكة وانهيار رؤية 2030م.
وأعلنت (أرامكو) في الإفصاح للبورصة، أمس الثلاثاء، أن صافي أرباحها تراجع إلى 62.48 مليار ريال (16.64 مليار دولار)، بعد الزكاة والضريبة في الربع المنتهي في 31 مارس ، مقابل 83.29 مليار ريال قبل عام.
وتقل الأرباح المسجلة كثيراً عن توقعات صناديق استثمار محلية وإقليمية، حيث قدرت المجموعة المالية هيرميس المصرية والراجحي كابيتال السعودية وأرقام كابيتال ومقرها دبي الأرباح بنحو 17.8 مليار دولار في المتوسط.
وقالت (أرامكو) إن النتائج تعكس انخفاض أسعار النفط الخام، وكذلك تراجع هوامش التكرير والكيماويات، وخسائر إعادة تقدير المخزونات.
وانخفضت أسعار النفط الخام 65 % في الربع الأول، قبل أن يتفق المنتجون في منظمة أوبك وخارجها فيما يعرف بتحالف “أوبك+” على خفض الإمدادات بمعدل قياسي قدره 9.7 مليون برميل يومياً بدءاً من مايو الجاري للمساعدة في رفع الأسعار وكبح فائض المعروض.
وتدفع شركات الطاقة في المملكة ثمناً باهظاً لانهيار أسعار النفط، فقد أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، عملاق قطاع صناعة البتروكيميائيات بالمملكة، في الرابع من مايو الجاري، عن تكبدها خسائر بقيمة 950 مليون ريال في الربع الأول من عام 2020م مقارنة بأرباح بلغت 909 ملايين دولار في نفس الفترة من 2019م.
وتأتي خسائر (سابك)، وهي ثاني أكبر شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودية بعد (أرامكو)، للربع الثاني على التوالي، حيث تكبدت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي نحو 720 مليون ريال.
كذلك أفصحت شركة بترورابغ، العاملة في تكرير النفط وإنتاج البتروكيماويات، في الخامس من مايو عن خسائر حادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بقيمة 1.79 مليار ريال، مقارنة بأرباح 257 مليون ريال خلال نفس الفترة من عام 2019م.

قد يعجبك ايضا