روحانية رمضان .. وكيفية استغلال أوقاته في ذكر الله وقراءة القرآن

 

يتميز شهر رمضان المبارك بأنه شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الصدقات والإحسان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، فيه ليلة خير من ألف شهر .
يتسابق الناس إلى الخيرات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير ليفوزوا بالكرامة والأجر العظيم.
في هذا الاستطلاع سنحاول عرض بعض الجوانب المتعلقة بأهمية الوقت في هذا الشهر الكريم وكيف يقضي الناس أوقاتهم .. فإلى التفاصيل
الثورة / رضي القعود

تكافل وتراحم
في البداية يقول الأخ / محمد الزرقة رئيس نقابة موظفي وزارة الثقافة : سعيد جدا بهذا اللقاء وقبل أن أتطرق للحديث حول قضاء الوقت خلال رمضان أحب في البداية أن أدعو الله في هذا الشهر الفضيل أن يجنب البلاد والعباد البلاء والوباء ، وأن يجعلنا جميعا من عتقائه ومن الفائزين بأجره وثوابه .
الحقيقة أن ما يميز شهر رمضان المبارك هو الألفة والتراحم بين الناس ، وخلال شهر الخير تكثر الأعمال الخيرية ، ومن هذا الجانب أخصص جل وقتي في المتابعة والسؤال عن الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة للعون والمساعدة من أبناء حارتي ، ثم أقوم بعرض وشرح أوضاعهم وظروفهم الصعبة على الخيرين من تجار وشخصيات اجتماعية قادرة على الإنفاق والمساهمة في مساعدة المحتاجين . وكم أكون مرتاح البال وسعيداً بهذا العمل خاصة إذا كتب لي التوفيق في الحصول على العون .. أما إذا واجهتني بعض الصعوبات ولم أجد تجاوباً أكرر المحاولة مرات عديدة إلى أن يكتب لهذا العمل النجاح .
ومن الأشياء التي أقوم بها بعد العودة من العمل قراءة القرآن الكريم إلى أن يحين وقت صلاة العصر ، بعد ذلك اذهب انا وعدد من الأصدقاء لعمل جولة ميدانية ترفيهية نطوف خلالها بالأسواق وبعض الأماكن المفضلة التي عادة ما يكون لها طابع الذكريات .
ويتابع الزرقة حديثه بالقول : عندما يقترب موعد أذان المغرب استغل هذه اللحظات الربانية في الدعاء والتسبيح وقراءة القرآن ، وفي الوقت نفسه أكون مجتمعاً أنا وعدد من الأصدقاء حول تشكيلة بسيطة من الأطعمة المعدة خصيصا للإفطار وقت الأذان حيث تتكون المائدة الصغيرة من (التمر – الخبز – الماء – الشفوت – السنبوسة – السحاوق ) وأحيانا تخضع لأهواء ورغبات الحاضرين .. فالبعض يحضر الفول وآخر يحضر الحلبة ، وغير ذلك من المأكولات . كما أحب الإشارة إلى أن هذا التجمع حول وجبة الإفطار يعتبر من الأشياء الجميلة التي تدخل إلى القلب السعادة والألفة والمودة بين الجميع ..

ثقافة دينية
من جانبه يقول الأخ / أكرم الهمداني مهندس مدني :
باختصار يكون البرنامج كالتالي إن لم يحصل طارئ أو مانع لتطبيقه كما هو معتاد في شهر رمضان الفضيل ..
في نهار رمضان وبحكم عدم وجود دوام رسمي أو خاص، من وقت الظهر يبدأ اليوم بأداء الفروض وصلة القريب من الأهل والأقارب وقضاء لبعض المشاوير والأعمال حسب الوقت، أو قراءة ومطالعة وقضاء بعض الوقت مع الأولاد واحيانا الخروج واصطحابهم معي لنزهة أو زيارة لقريب أو صديق أو مشوار عمل حتى يحين وقت الإفطار وتفقد وتعاهد لبعض الجيران ولا داعي هنا لذكر تفاصيل واعتقد أن هذا أمر شائع في مجتمعنا اليمني، حتى يحين أذان المغرب والإفطار وصلاة المغرب وبعد ذلك وجبة العشاء وبعدها صلاة العشاء..
وبعد صلاة العشاء مقيل خفيف مع بعض الاخوة و الأصدقاء وفيه يكون تطبيق برنامج ومحاضرة السيد وبعدها تدارس جماعي للقرآن، ومن ثم تجاذب لأطراف الحديث والذي يصب في أغلبه حول نفحات رمضانية وثقافة دينية والتواصي بالخير والتكافل الاجتماعي أو مواضيع خاصة بواحد أو أكثر من الحاضرين ومطروحة للنقاش والتشاور ومن هذا القبيل،..
وبعد منتصف الليل 8 ركعات «ركعتين ركعتين» والوتر بعدها ومن ثم تلاوة جزء من كتاب الله بتدبر والختام بالدعاء لله ومناجاته لدقائق واستقبال وقت السحور وصلاة الفجر.
ونسأل الله التوفيق والقبول والسلامة في الدين وأن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
هذا هو برنامج رمضان إن لم يحصل طارئ يقدم أو يؤخر أو يؤجل شيئا منه.

رحمة ومغفرة
بدوره يقول الأخ / عادل السري عاقل حارة الحسام في مديرية بني الحارث أمانة العاصمة : إن شهر رمضان الكريم له نكهته وطابعه الروحاني المتميز ، لهذا يجب على كل إنسان مسلم استغلال كل ثانية وساعة من أيامه ولياليه ، ففي شهر الخير تنزل الرحمة والمغفرة والعتق من النار ..
أما بالنسبة لكيفية استغلال أوقات شهر رمضان فإنني أحاول توظيف ذلك في العمل على متابعة بعض الأعمال الخيرية من تنظيم تكافل اجتماعي بين أبناء الحارة وتخصيص ما قد نحصل عليه وتقديمه لبعض الأسر المحتاجة ، كما نقوم بتسجيل أسماء أهالي الحارة ممن ظروفهم صعبة وعرضها على فاعلي الخير حتى يتم بموجبها توزيع بعض المساعدات مثل الوجبات الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأخرى كالرز والدقيق والزيت .
كما أحرص أنا والكثير من أبناء الحي على تطبيق البرنامج الرمضاني في مسجد الحارة والذي يتضمن قراءة القرآن والدعاء والاستماع إلى المحاضرات الرمضانية التي يلقيها قائد الثورة / عبدالملك الحوثي، حفظه الله .
بالإضافة إلى أوقات أخرى أقضيها في زيارة الأرحام أو حضور مجالس القات مع بعض الأصدقاء .. إلا أن هذا الأمر يكون يكون بشكل قليل نظرا لظهور وباء كورونا ، ومحاولة البقاء في المنزل تجنبا لأي عدوى قد تظهر لا سمح الله .

جلسات عامرة بذكر الله
إلى ذلك يقول الأخ / محمد الغرباني موظف في المؤسسة العامة للاتصالات : في رمضان أحاول بقدر الإمكان أن انظم وقتي بين العمل وبين برنامجي الرمضاني والذي يتضمن الكثير من الأعمال ومن ذلك تخصيص جزء من وقتي لقراءة القرآن ومحاولة ختم المصحف أكثر من مرة .. إلى جانب الحرص على قضاء الوقت في المسجد وأداء الصلوات جماعة مع أبناء حارتي ومشاركتهم الكثير من القضايا المتعلقة بالأعمال الخيرية ، وعندما يحين موعد أذان المغرب وهو وقت الإفطار احرص على أن اجتمع مع عدد من الأصدقاء حول مائدة مصغرة فيها تشكيلة من الأكلات المعدة للإفطار وقت آذان صلاة المغرب ، وهذه المائدة تضم أكلات بسيطة مثل ( السحاوق – التمر – اللبن – الماء – السمبوسة ) وغير ذلك من الأغذية الخفيفة .. والجميل في الأمر أن ما يميز هذه المائدة هو الاجتماع مع الأصدقاء والانتظار بشوق للحظة الأذان ، كما أن الحضور يشعرك بالألفة والتراحم .
عقب ذلك نقوم لأداء صلاة المغرب ثم أتوجه مباشرة إلى المنزل لتناول طعام العشاء مع جميع أفراد الأسرة ، بعد ذلك يكون معي بعض وريقات القات أحاول أن استثمرها في جلسات رمضانية مع لفيف من الأصدقاء أو أبناء الحي ، وفي هذه الجلسات نحرص على استغلال أوقاتها بشكل جيد يعود على حاضريها بالأجر والثواب والمعرفة العامة ، وذلك من خلال تلاوة القرآن ، والوقوف عند بعض الآيات ( تفسيرها – سبب نزولها ) وغيرها من الجوانب المتعلقة بأحكام التجويد .

قد يعجبك ايضا