شهر الله المحرم

jshashem@gmail.com
‮> ‬في‮ ‬خضم الأحداث التي‮ ‬يعيشها العالم الإسلامي‮ ‬تأتي‮ ‬مناسبات دينية تجمع المسلمين وتوحد صفهم‮ ‬فبعد انقضاء شهر رمضان بلياليه المباركة عاش المسلمون أيام الحج فتوحدت المشاعر واشتاقت النفوس إلى اجتماع كلمة المسلمين كاجتماعهم في‮ ‬المشاعر المقدسة على اختلاف أوطانهم وثقافتهم‮ ‬ولا تزال النفحات الربانية تتوالى لتذكرنا بوجوب نبذ الخلاف والفْرقة‮ ‬فقد أقبل علينا شهر الله المحرم بأيامه المباركة فعن أبي‮ ‬هريرة رضي‮ ‬الله عنه قال‮: ‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‮: “‬أفضل الصيام بعد رمضان شهرْ‮ ‬الله المحرم‮”‬‮ ‬ومما‮ ‬يدل على عظم هذا الشهر قول النبي‮ ‬عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم‮: “‬شهر الله المحرم‮” ‬ففي‮ ‬إضافة الشهر إلى لفظ الجلالة تعظيم له‮ ‬فهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحْرْم التي‮ ‬قال الله فيها‮: (‬إنِ‮ ‬عدِةِ‮ ‬الشْهْور‮ ‬عنúدِ‮ ‬الله‮ ‬اثúنِا عِشِرِ‮ ‬شِهúراٍ‮ ‬في‮ ‬كتِاب‮ ‬الله‮ ‬يِوúمِ‮ ‬خِلِقِ‮ ‬السِمِوِات‮ ‬وِالأِرúضِ‮ ‬منúهِا أِرúبِعِةَ‮ ‬حْرْمَ‮ ‬ذِلكِ‮ ‬الديúنْ‮ ‬القِيمْ‮ ‬فِلا تِظúلمْوا فيúهنِ‮ ‬أِنúفْسِكْمú‭} [‬التوبة‮:‬36‭].‬
ويروى عن النِبي‮ -‬صلى الله عليه وآله وسلم‮- ‬قوله‮: “‬السنة اثنا عشر شهراٍ‮ ‬منها أربعة حْرْم‮: ‬ثلاثة متواليات ذو القعدة‮ ‬وذو الحجة والمحرم‮ ‬ورجب مْضر الذي‮ ‬بين جمادى وشعبان‮”. ‬وقوله تعالى‮: (‬فِلا تِظúلمْوا فيúهنِ‮ ‬أِنúفْسِكْمú‮) ‬أي‮ ‬في‮ ‬هذه الأشهر المحرمة لأنها أكد وأبلغ‮ ‬في‮ ‬الإثم من‮ ‬غيرها‮.‬
وفي‮ ‬هذا الشهر‮ ‬يوم عظيم نجى الله فيه موسى عليه السلام وأصحابه من الغرق وأهلك فرعون وجنده‮ ‬فعندما قدم النبي‮ -‬صلى الله عليه وآله وسلم‮- ‬المدينة وجد اليهود‮ ‬يصومون اليوم العاشر من محرم فلما سأل عن ذلك قيل له‮: ‬ذاك‮ ‬يوم عظيم نجى الله فيه موسى‮ ‬فقال‮: “‬أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه‮”.‬
والمشهور في‮ ‬كتب اللغة أن عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ويراد بهما اليوم العاشر والتاسع من محرم‮.‬
ويستحب صيام‮ ‬يوم عاشوراء فقد سئل النبي‮ ‬عليه الصلاة والسلام عن صيامه فقال‮: “‬أحتسب على الله أن‮ ‬يكفر السنة التي‮ ‬قبله‮”‬‮ ‬وقد دل على فضيلة صيامه‮: ‬أنه‮ ‬يوم في‮ ‬شهر محرم وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم‮ ‬وأنه‮ ‬يكفر سنة ماضية‮.‬
وقد‮ ‬يستشكل بعض الناس ممن صام‮ ‬يوم عرفة كيف‮ ‬يكفر سنة ماضية‮ ‬وقد أجاب أبن القيم بأن من صام‮ ‬يوم عرفة كان صوم عاشوراء رفعة له في‮ ‬درجات الجنة‮.‬
ويستحب صوم‮ ‬يوم قبله أو‮ ‬يوم بعده لقول النبي‮ ‬عليه الصلاة والسلام‮: “‬صوموا‮ ‬يوماٍ‮ ‬قبله أو‮ ‬يوماٍ‮ ‬بعده خالفوا اليهود‮« ‬وقوله‮: “‬لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع‮” ‬يعني‮ ‬مع العاشر‮ ‬وفي‮ ‬يوم عاشوراء قتل الحسين رضي‮ ‬الله عنه وعدد كبير من آل بيت النبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم‮.‬
وقد استلهمت من هذا اليوم العظيم كثيراٍ‮ ‬من القيم التي‮ ‬ينبغي‮ ‬لنا الوقوف أمامهاº منها‮: ‬أن‮ ‬يوم عاشوراء ربط بين أهل الإيمان بعضهم ببعض و ربى فيهم المحبة فبصيامه‮ ‬يتذكر المؤمن ذلك الحدث وما مر بإخوانه المؤمنين‮ ‬كما‮ ‬يذكر المؤمنين بأن النصر دائماٍ‮ ‬من الله عز وجل لأوليائه فيبعث فيهم الأمل والتفاؤل‮ ‬ومن جهة أخرى فإن صيام عاشوراء‮ ‬يؤكد أن شكر الله‮ ‬يكون بالفعل قبل القولº فموسى صامه شكراٍ‮ ‬لله على نصره إياه‮.‬

قد يعجبك ايضا