الثورة نت/..
جدد الرئيس الامريكي دونالد ترامب اتهامه للصين عن مسؤوليتها في تحول كورونا لجائحة عالمية قائلا “الصين لم تنتج الفيروس عمداً لكنه خرج من ووهان بطريقة ما”..
وقال ترامب، إن الصين “لم تنتج فيروس كورونا عمداً”، ولكنها مسؤولة عن تحوله لجائحة عالمية.
وأضاف في مقابلة أجراها من البيت الأبيض، مع صحيفة نيويورك تايمز امس، أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى “حدوث أشياء سيئة في الصين”، على حد تعبيره.
وأردف: “دعونا نواجه هذا الأمر، الصين لم تنتج كورونا عمداً، إلا أن هذا الفيروس خرج من هناك (مدينة ووهان الصينية) بطريقة ما”.
وحث الرئيس الأمريكي،الصين على التعامل بشفافية مع ما تعرفه عن منشأ فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، ثم تفشى في أنحاء العالم.
وقال ترامب للصحفيين خارج البيت الأبيض لدى مغادرته في رحلة إلى أريزونا إن الولايات المتحدة ستصدر تقريرها الذي يعرض بالتفصيل لمنشأ الفيروس دون أن يحدد موعدا لذلك “سنصدر (تقريرا) حاسما خلال فترة من الزمن“.وكان ترامب قد أشاد في بادئ الأمر باستجابة الصين للتفشي لكنه بعد ذلك ألقى عليها اللوم بشدة بشأن الفيروس.
وقال إنه لم يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأضاف ترامب ”نريدهم أن يتسموا بالشفافية. نريد أن نعرف ما حدث حتى لا يتكرر مجددا“.
والجمعة، قال ترامب، إنه اطلع على أدلة تفيد بأن كورونا مصدره مختبر ووهان.وحتى مساء الثلاثاء، تجاوز عدد المصابين بالفيروس حول العالم، 3 ملايين و710 ألف، توفي منهم نحو 256 ألفا، وتعافى أكثر من مليون و235 ألفا، وفق موقع “Worldometer” المتخصص برصد ضحايا الفيروس.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال لشبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية يوم الأحد الماضي إن هناك ”قدرا كافيا من الأدلة“ على أن فيروس كورونا المستجد خرج من معمل صيني لكنه لم يرفض ما خلصت إليه أجهزة مخابرات أمريكية من أن الفيروس ليس من صنع الإنسان..متهما بكين بإخفاء المعلومات عن تفشي الفيروس القاتل.
واضاف بومبيو، “يمكننا التأكيد أن الحزب الشيوعي الصيني فعل كل ما بوسعه لضمان عدم معرفة العالم ما كان يحدث في الوقت المناسب. هناك الكثير من الأدلة على ذلك، وبعضها علنية ويمكن رؤيتها”.
وقال: “رأينا تصريحاتهم، رأينا أنهم طردوا الصحفيين، شاهدنا إسكات هؤلاء الذين حاولوا أن يذكروا ما كان يحدث، الأساتذة الطبيين داخل الصين، كما تم منع إصدار التقارير حول ذلك.. هذا هو أسلوب تعمل وفقه الأحزاب الشيوعية”.
واتهم بومبيو السلطات الصينية بأنها “أثارت مخاطر هائلة” ما أسفر عن إصابة ووفاة مئات الآلاف في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي، تعليقا على مسألة ارتباط الفيروس بمختبر معهد الفيروسات في ووهان: “هناك أدلة ضخمة على أن كل شيء بدأ في هذا المكان. قلنا منذ البداية إن هذا فيروس ينحدر من مدينة ووهان الصينية… لدى الصين سجل من إصابة العالم بفيروسات، وسجل لاستخدام مختبرات لا تستجيب للمقاييس المطلوبة، هذه المرة ليست الأولى عندما يواجه العالم فيروسا نتيجة أخطاء في مختبرات صينية”
ووجهت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انتقادات لاذعة إلى الصين، متهما إياها بتضليل المجتمع الدولي بشأن بدء تفشي الفيروس، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت مرارا شفافية تعامل السلطات الصينية مع هذا الموضوع.
بالمقابل قال رئيس هيئة الأركان الأمريكي، مارك ميلي، امس الثلاثاء، إنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان فيروس كورونا التاجي قد خرج من أسواق الصين أو مختبراتها أو أي مكان آخر.
وأكد ميلي أن وجهة نظر الولايات المتحدة تتمثل في أن الفيروس التاجي من الممكن ألا يكون من صنع الإنسان، ولم يبت في الأمر بعد لعدم وجود الأدلة الحقيقية، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.
وقال ميلي: “هل خرج من مختبر الفيروسات في ووهان؟ هل حدث في سوق هناك في ووهان؟ هل حدث في مكان آخر؟ والجواب على ذلك هو: نحن لا نعرف”.
جاءت هذه التصريحات متناقضة مع تقييم وزير الخارجية مايك بومبيو، يوم الأحد الماضي، بأنه يوجد “قدر كبير من الأدلة” على أن الفيروس التاجي الجديد ظهر من مختبر صيني.
ورفض معهد ووهان لعلوم الفيروسات المدعوم من الصين هذه المزاعم وهون مسؤولون أمريكيون آخرون من شأنها. ويعتقد أغلب الخبراء أن الفيروس نشأ في سوق لبيع الحيوانات في ووهان وانتقل من الحيوان إلى الإنسان.
من جانبها نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية دفعوا وكالات الاستخبارات للبحث عن أدلة تدعم نظرية لا أساس لها من الصحة، مفادها أن مختبرا حكوميا في مدينة ووهان الصينية كان مصدر تفشي فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قاد حملة الضغط في هذا الشأن، وإن نائب مستشار الأمن القومي ماثيو بوتينجر ضغط بدوره على وكالات الاستخبارات منذ يناير/كانون الثاني الماضي، لجمع المعلومات التي قد تدعم أي نظرية تربط بين الفيروس والمختبر الصيني.
ولم تُحدد المصادر ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب نفسه قد ضغط على الاستخبارات، لكنها أشارت إلى رغبته في الحصول على أي معلومات تدعم النظرية.
ووفق الصحيفة، فإن الضغط الأميركي جعل بعض المحللين في الاستخبارات الأميركية يشعرون بالقلق من أن يشوّه الضغط التقييمات بشأن الوباء، ومن أن تستخدم الإدارة الأميركية هذه التقييمات كسلاح سياسي في معركتها ضد الصين.
وبحسب مصادر نيويورك تايمز، فقد أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية صناع القرار السياسي بافتقارها إلى المعلومات الكافية لتأكيد أو دحض هذه النظرية، وإن الوصول إلى المختبر ذاته والحصول على عينات منه، هو وحده الكفيل بتوفير دليل قاطع إن وجد، بحسب تعبيرهم.
من جهتها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين أميركيين كبارا يعقدون اجتماعا لرسم خرائط إستراتيجية، لطلب إجراءات انتقامية ضد الصين.
وأضافت الصحيفة أن المقترحات تهدف لمعاقبة الصين أو مطالبتها بتعويض مالي، جراء تعاملها مع جائحة كورونا.
ويبدو أن الاستخبارات الأميركية اختارت أن تقطع الشك باليقين، فقد أعلنت اليوم الخميس أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أن فيروس كورونا المستجد “ليس من صنع الإنسان أو عُدّل جينيا”.
وجاء في البيان أن الأجهزة الاستخباراتية ستواصل بحثها لـ”تحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة أو أنه نتيجة حادث مخبري في ووهان”، المدينة الصينية التي بدأ تفشيه فيها، وفق إدارة الاستخبارات في بيان.
يشار الى ان الرئيس الأميركي قد هدد بفرض رسوم عقابية على الصين، بعد اتهام مختبراً صينياً في ووهان بالتسبب في انتشار فيروس كورونا.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يفكّر في فرض رسوم عقابيّة على الصين.
وأوضح أنه اطّلع على أدلّة “تشير إلى أنّ فيروس كورونا المستجدّ مصدرهُ مختبر صيني في ووهان، اتُهم في الآونة الأخيرة بالافتقار إلى الشفافية”، من دون أن يحدد ماهية الأدلة التي اطلع عليها.
وردّاً على مراسل في البيت الأبيض سأله عمّا إذا كان اطّلع على أدلّة تجعله يعتقد جدّياً بأنّ معهد ووهان للفيروسات هو مصدر جائحة كورونا، قال ترامب: “نعم”. وأضاف: “إنّه شيء كان يمكن احتواؤه في مكان المنشأ. وأعتقد أنّه كان من الممكن احتواؤه بسهولة كبيرة”.
وردّاً على سؤال آخر حول احتمال أن لا تردّ الولايات المتحدة ديونها إلى الصين، في إجراء انتقامي، قال ترامب: “يمكنني أن أفعل ذلك بشكل مختلف، عبر فرض ضرائب جمركيّة”، كما كان فعل في السابق خلال النزاع التجاري بين بلاده وبكين.
يُذكر أن الرئيس الأميركي الذي يواجه انتقادات كبيرة بسبب سياسته التي اتبعها بما يخص فيروس كورونا، والتي أدت إلى انتشار الوباء في البلاد، يستمر برمي المسؤولية على الصين تارة، وعلى منظمة الصحة العالمية تارة أخرى.
الموقف الأمريكي من الصين دفع بعض المراقبين للتذكير بما انتهجته واشنطن لشن حرب على العراق في 2003، حيث أكدت حينذاك مرارا وتكرارا أن العراق تمتلك أسلحة دمار شامل وهناك حتمية للتدخل العسكري، لكنها وبرغم ذلك لم تقدم أي أدلة ملموسة على وجود امتلاك العراق لأسلحة نووية، وهو ما نفاه محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية وقتئذ، وبالتحديد في 7 مارس عام 2003 أمام مجلس الأمن قبيل الغزو الأمريكي للعراق بـ 13 يوما، حيث أكد عدم وجود أي أدلة على امتلاك العراق لأسلحة دمار.
المصدر “وكالة سبأ”