أضرار الوزن الزائد في رمضان

 

 

محمد النظاري

من المفترض أن يكون حلول شهر رمضان الكريم فرصة مناسبة للتخلص من الكرش والوزن الزائد، كون الإنسان في فترة صيام (امتناع عن الشراب والطعام) لمدة تزيد عن نصف اليوم، أي ما يتعدى 12 ساعة يوميا، بمعنى أن فترة الامتناع تصل إلى 360 ساعة على مدار الشهر.
يمكن لهذه الساعات أن تحول من مسار جسم الإنسان للأفضل، خاصة من كانوا يعانون من أمراض مزمنة، ويكون الرياضي هو أحسنهم استفادة من رمضان، إن استغله الاستغلال الأمثل.
ولكن ما يحدث للأسف الشديد، أننا نعوض فترات الصوم بمضاعفة أصناف شتى من الأكل والشرب، وخاصة السكريات والنشويات والدهنيات، الأمر الذي يضاعف الكتلة الشحمية في الجسم، مما يقود إلى زيادة الوزن، ويخلق متاعب للبدن، خاصة لمن يعانون من زيادة وزن دائمة أو أمراض مزمنة.
لهذا يفترض بأن نزاول الرياضة بطريقة تتناسب مع الشهر الفضيل، وفي هذا الاطار يرى الخبراء بأن التمارين الرياضية والصيام يُمكن أن يسيران معا بشكلٍ ممتاز، إن تم وضع خطة ملائمة لذلك أثناء الصيام خلال الشهر الكريم.
يؤكد الدكتور “جافيد شاه” الاختصاصي في دبي، أن ممارسة الرياضة أثناء الصيام تجعل من عقولنا، أليافنا العضلية، والأعصاب أكثر شبابًا ، الطبيب جافيد الذي نُقلت تصريحاته لصحيفة الخليج تايمز، قال: (عندما نمارس الرياضة أثناء الصيام، فإن الجسم يُجبر بشكلٍ أساسي على التخلص من الدهون، عبر تنشيط الجهاز العصبي الودي الذي يقوم بدوره بالتحكم بعمليات حرق الدهون في الجسم).
كما تُساعد التمارين الرياضية في نهار شهر رمضان المبارك في الحفاظ على الوزن ومنع الجسم من تخزين الدهون، وبالتالي السمنة.
لهذا يتبادر الى أذهاننا سؤال مهم : ما هو أفضل وقت لممارسة الرياضة في شهر رمضان المبارك؟ وفي الإجابة عليه، يقترح الدكتور جافيد ممارسة الرياضة بعد صلاة التراويح ليلًا فهو الوقت الملائم لاستهلاك المياه والوجبات المساعدة في التمرين، كما يُمكن إجراء بعض التمارين بعد الإفطار أو قبل السحور، إذ يرى الخبراء أن ممارسة التمارين قبل ساعةٍ من الصيام يمنح الجسم مرونة أكثر في الأكل خلال فترة قصيرة، ويزيد من نشاطه.
رمضان الحالي يدخل علينا، في ظل ظهور وباء كورونا، الذي توقفت معه كل الأنشطة الرياضية، خوفا من انتقال العدوى بسبب التجمعات في الملاعب والصالات والأماكن العامة، مما يصعب من ممارستها بالصورة المعتادة سابقا.
ظهور الوباء فرض على الجميع – بما فيهم الرياضيون- الاجتهاد في ممارسة التمارين الرياضية في أضيق الحدود، خاصة لمن هم في الحجر الصحي.
من الأهمية بمكان إلى جانب الالتزام بالاحترازات الوقائية من وباء كورونا، عدم إهمال الجرعات التي يحتاجها الجسم من التمارين الرياضية التي لها جانب صحي أيضا، تفاديا لأضرار الوزن الزائد في رمضان.
مع انتهاء عشر الرحمة، ندعو الله عز وجل أن نكون ممن شملتهم رحماتها، ووالدينا وكل المسلمين..اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا يا كريم.

قد يعجبك ايضا