من السنبوسة والشفوت مروراً بالعصيد والسلتة وصولاً إلى الرواني وبنت الصحن

جولة حول المائدة اليمنية في رمضان

 

 

يمثل شهر رمضان المبارك لدى اليمنيين فرصة للتقارب والتسامح حيث تُقام الموائد الرمضانية الجماعية التي تجمع الأسرة بكاملها وكذا الأصدقاء والجيران .
وتسهم العادات والتقاليد المتأصلة في الشعب اليمني خلال شهر رمضان في تعزيز علاقات التواصل ولمِّ شمل الأسرة، وتقارب الناس.
كما يُعد رمضان محطة مهمة لدى اليمنيين في البذل والعطاء والتراحم فيما بينهم ، وتبرز العلاقات الاجتماعية بين اليمنيين في رمضان بأجمل صورها، تكسوها أجواء حميمية وروحانية تُسهم بدورها في إضفاء روح التسامح والمحبة بين الجميع.
وتنتقل الآلاف من الأسر من المدينة إلى الريف والعكس، لتجتمع معاً في مائدة رمضانية واحدة ممزوجة بالعطف والحنان والألفة .
ويتميز رمضان في اليمن بالعديد من الأكلات التي تُحضَّر في المطبخ اليمني في هذا الشهر دون غيره، ومن أبرزها “الشفوت” والسنبوسة إلخ.
ولمعرفة المزيد عن المائدة الرمضانية خاصة في ظل العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن والذي يدخل عامه السادس.. “الثورة” تسلط الضوء على المائدة اليمنية فإلى التفاصيل:

السنبوسة
في رمضان تزدهر صناعة ” السنبوسة “وبيعها في المدن اليمنية بشكل كبير وملفت خلال شهر رمضان المبارك منذ زمن بعيد حيث يتم تجهيزها في المنازل أو محلات خاصة في إعدادها للبيع بكميات كبيرة منها في المطاعم والكافتيريات وحتى في البسطات الخاصة ببعض الباعة المتجولين الذين يلجأون في شهر رمضان إلى بيع السنبوسة لإقبال المواطنين عليها بشكل كبير.
ويُقبل معظم اليمنيين على شراء “السنبوسة”، حيث تعتبر جزءاً مهماً ضمن وجبات الشهر الكريم لدى معظم الأسر، رغم الأزمة الكبيرة التي تعصف بالبلاد في الوقت الحالي .
فالكثير من اليمنيين يفطرون بالسنبوسة والشفوت بدلاً عن التمر، بل إن البعض يشير إلى أن السنبوسة أهم ما يميز أكلات ووجبات شهر رمضان.
ويبدو ملفتاً في أوقات ما قبل الإفطار ازدحام اليمنيين أمام المطاعم والكافتيريات والبسطات على شراء “السنبوسة”، ويشاهد العديد منهم وهم يحملونها استعداداً للفطور سواء الذين يفطرون في بيوتهم أو من يفطرون في المطاعم.
طبق الشفوت
كما يُعد طبق «الشفوت» الأكثر شعبية وحضوراً في المائدة الرمضانية، ويعتبره اليمنيون الأنسب لإفطار الصائم، ولا يكاد يخلو منه بيت، ويتكون من فطائر خاصة تسمى «اللحوح» تحضر من دقيق الذرة وإذا لم تتوفر تستبدل بالخبز مع بعض الخضار والتوابل أهمها الكراث والنعناع والكزبرة والزعتر والفلفل والثوم والملح والكمون والزبادي واللبن.
والطبق يلازم المأدبة الرمضانية في اليمن ويفضله الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، ويتميز بقلة كلفته، وبطعمه الشهي الذي يتناسب مع نكهات وطعم المأكولات اليمنية، ويُحضَّر «الشفوت» بوضع الزبادي واللبن وقليل من الكراث والنعناع والكزبرة والزعتر والفلفل والثوم والملح و كمون في الخلاط الكهربائي، ويعصر حتى يصير خليطاً متجانساً.
مائدة متنوعة
في البداية تحدث العقيد عبداللطيف علامة أن المائدة اليمنية في شهر رمضان تتنوع بوجبات كثيرة أهمها “فتة التمر، والسنبوسة، التي يتم إعدادها في البيت أو يتم شرائها من المطاعم أو المحلات التي تعدها خاصة خلال شهر رمضان فقط، نظراً لإقبال المواطنين عليها بشكل كبير، بعكس الأشهر الأخرى التي لا أحد يهتم بها وأيضا البطاطا المسلوقة، وصنع شراب القديد، وهو عصير يتكون من المشمش المجفف، يغلى في النار ويضاف إليه السكر ويتم تبريده وشربه مع وجبة الإفطار أو صنع شراب الكركديه وهو متعارف عليه في جميع الدول العربية”.
وقال: السنبوسة أنواع أهمها “السنبوسة المضافة لها اللحم الصغير، أو المسمى يمنياً بـ”الدقة “، أو السنبوسة المضاف لها الجبن الصافي، أو السنبوسة المضاف لها البطاطس، أو العدس .. منوها إلى أنه رغم الوضع الماساوي التي تمر بها اليمن جراء العدوان الغاشم إلا أن هناك العديد من الباعة المتجولين وأرباب الأسر الفقيرة يقومون بصنع وبيع السنبوسة خلال رمضان، الذي يعد فرصة للدخل اليومي فيه .
وأضاف علامة لابد لنا جميعا أن لا ننسى الجهود التي تبذلها المرأة اليمنية في رمضان في المطبخ بعكس الأيام الأخرى، وذلك لإعداد وجبة الإفطار بشكل أساسي وأشهر المأكولات المتعارف عليها”.
يُزينان سفرة رمضان
ويقول عبد الرحمن الحطامي “رب أسرة ” إن المائدة الرمضانية في اليمن لا تخلو من طبق السنبوسة أو الشفوت وغيرها من الأكلات يومياً ويتم تناولها عند الفطور .. مشيراً إلى أن أطفاله يُلحّون عليه بضرورة أخذ كمية أكبر من “السنبوسة” التي يعتبرونها أهم ما يميز الشهر الكريم، إضافة إلى “الشفوت” و”الشوربة” وهما صنفان يُزينان سفرة رمضان لدى اليمنيين.
وأضاف بعد الإفطار وأداء صلاة المغرب يتم تقديم العشاء بما فيه الشفوت الذي يُقدم في مناطق أخرى خلال الإفطار، ومن ثم التحلية وأغلب الأسر اليمنية تُقدم المحلبية، والجيلي وأي حلويات أخرى أشهرها الرواني والشعوبيات، وهي حلويات صنعانية وتباع أيضاً في الأسواق ولها محلات متخصصة بها”، وأنه رغم الأوضاع التي تمر بها البلاد، أثرت كثيراً على الأحوال المعيشية للمواطنين، وقدرتهم على توفير احتياجات المائدة الرمضانية، إلا أن الكثير من الأسر تحاول أن تعيش وضعاً طبيعياً .
مكونات مختلفة
ويؤكد الدكتور علي الشريف بأن مكونات السفرة اليمنية في رمضان تتعدد وتنقسم في الغالب إلى مرحلتين، الأولى وهي التي تكون فور أذان المغرب، وتتألف من “الشفوت”، و”التمر”، و”السنبوسة”، والأخيرة من أبرز الأكلات الشهية الرمضانية، ويتم إعدادها من رقائق من الخبز على شكل “مثلثات”، محشوة بـ”الدقة”، أو “الدجاج”، أو “الجنن”، مع مكونات سلطة وغيرها، يتم إنضاجها بالقلي في الزيت أو بدونه عبر “الفرن”، وهي طرق معروفة في اليمن وغيره من البلدان العربية والإسلامية .
أما المرحلة الثانية من الفطور والتي تكون في الغالب بعد صلاة المغرب، يأتي الدور على النوع الآخر من الأكلات الرمضانية، كالأرز والمكرونة، واللحم إن وجد و”السلتة” و”العصيد”؛ والأخيرتان من أشهر المأكولات اليمنية، في العديد من المناطق، على مدى العام، ويتم اختتام السفرة في الغالب، أو حسب الاستطاعة من أسرة لأخرى، بحلوى كـ”الجيلي”، و”المحلبية”، وكذلك “بنت الصحن” التي يشتهر فيها المطبخ اليمني، وتُحضَّر من العديد من المكونات، أبزرها الدقيق والملح والسكر والحبة السوداء وحتى اللوز وتسقى بالعسل.
الفتة
ويضيف الأستاذ محمد الصغير المزلم بأن من أبرز مكونات السفرة اليمنية”الفتة”، وهي أنواع كثيرة حسب عادات وإمكانيات كل أسرة، من الفتة المطبوخة من الخبز مع “المرق” ومكونات بهارات تجعلها أكثر لذة وفائدة غذائية، كما توجد الفتة بالعسل وبالموز والدخن، ويتم إعداد “الفتة”، في الغالب، من أنواع مختلفة من الخبز، بعضها من أنواع محلية كـ”الكنافة”، كما تحرص الكثير من الأسر، على إعداد مشروبات وأكلات لا يتم إعدادها في الغالب، سوى في رمضان، كـ”الرواني”.

قد يعجبك ايضا