النفط .. ذهب لا أحد يرغب به !

 

عبدالملك سام

أنا لا أريد أن أتكلم عن النفط ، وأنتم لا تريدون أن تقرأوا عنه والسبب ؟! لأنه ببساطة موضوع لا يهمنا منذ أن سيطر عملاء العدوان على نفط اليمن .. لكن الموضوع يهمنا لأنه أكبر مصدر لتمويل العدوان علينا ، وأي تهديد لهذه السلعة العالمية سيؤدي إلى أن تضطر دول العدوان أن ترفع البلاطة وتصرف مما تحتها (المدخرات) .
سؤال .. ماهو أكثر شيء تشتهر به السعودية ؟ طبعاً غير مكة والمدينة التي تخص كل المسلمين ؟ أشهر شيء في السعودية بالتأكيد ليس التطور العلمي لأنه غير موجود في قاموس تلك العقول المتحجرة ، وليس جمال الطبيعة لأن بيئتها صحراوية جافة فيما عدى تلك المناطق اليمنية المحتلة ، وليس هناك شيء تشتهر به السعودية عالمياً سوى النفط، بالطبع هذا إذا ما تجاهلنا شهرتها العالمية السيئة في مجال حقوق الإنسان ، والعائلة المالكة التي تشتهر عالمياً بأسوأ سمعة عالمياً.
تخيل معي عزيزي القارئ عندما تتوقف السعودية عن ضخ البترول ، فماذا يتبقى لها ؟ ببساطة لا شيء.. ستواجه الأمراء مشكلة تسديد ضرائب العقارات التي يمتلكونها في أوروبا ، وتلك الأموال التي يكنزونها في الخارج لن يجرؤوا على إعادتها للبلد خوفاً من (مبس) الذي يصادر كل شيء ، وأموال السعودية في أمريكا مجمدة لأنها ببساطة أموال مرهونة لدى النظام الأمريكي ليستفيد منها مقابل الحماية والدعم لأسرة آل سعود .
والعمالة الوافدة ستفر ، وهذا ما يحدث فعلاً منذ تولي (مبس) مقاليد الحكم ، والنفقات الصحية تتصاعد بفعل الكورونا الذي أثبت أنه لعنة حلت بالظالمين ، فالطلب على النفط يواصل السقوط ، والمشترين متخمين ، والمستودعات ممتلئة ، والبائعين في حالة هلع من مراقبة مؤشرات السوق ، والتوقعات لا تبشر بخير ، والكساد يطل بوجهه متوعداً بمستقبل لا يسر ، والشعوب تتجه نحو الزراعة متوقعة أياماً سوداء من قلب كافر .. فماذا سيحدث للدول الصحراوية فيما حدث الأسوأ وتسارع تطور فيروس كورونا فجأة .
الغريب أن الأنظمة الشيطانية لم تستوعب الأمر بعد ، وما زال النظام السعودي صاحب الرقم القياسي العالمي في الإجرام والحماقة، فحتى الأنظمة الشيطانية الأخرى كالنظام الأمريكي والإسرائيلي تتصرف ببرجماتية إذا تطلب الأمر ذلك ، فتسعى لتخفيف الضغط قليلاً عنها ومحاولة الاستفادة من المتغيرات ، أما النظام السعودي الأحمق فهو لا يتعلم ولا يستفيد ، وشره من النوع الذي يمكن أن يلحق الأذى بالمنطقة كلها بما فيه النظام السعودي نفسه .
فمنطقيا كان المفترض لهذا النظام أن يحاول حل مشاكله مع دول الجوار خاصة مع اليمن ، فلو استمرت الأزمة الحالية في التصاعد فإنه سيفقد المورد الرئيسي له ، وأيضا سيفقد الدعم الأمريكي كونه سيصبح نظام عالة لا فائدة منه ، وبالتالي سيترك وحيداً في صراعه مع الآخرين، كما أن حصاره لليمنيين ومنعه وصول المشتقات النفطية إليهم كان يمكن أن يتحول بشيء من الحكمة لسوق جديدة وقريبة لتصريف نفطه المتكدس في موانئ التصدير، ولكنه الحقد الأعمى ، ولعنة حلت بهذا النظام المجرم ، وها نحن نتفرج ونحن نعرف أن ساعة الثأر اقتربت ، ونشاهد كل هذه المتغيرات وكلنا رضاً بعدالة القصاص ، حاصرونا فحوصروا ، وسعوا في تدميرنا فأتاهم العذاب من حيث لا يتوقعون .. والعاقبة للمتقين .

قد يعجبك ايضا