مدفع رمضان..5 سنوات من الغياب والحنين

 

الثورة  /علي الشرجي
لم يعد يسمع مدفع رمضان في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حيث طغت أصوات صواريخ العدوان الهمجي على كل صوت.
وكان مدفع رمضان إلى ما قبل سنوات قريبة مظهراً من مظاهر الشهر الكريم في كثير من المدن اليمنية وخاصة مدينتي صنعاء وتعز وبعض عواصم المحافظات اليمنية.
مدفع رمضان تراث إسلامي يمني أصيل قاوم الاندثار وأبلى بلاءً حسناً حتى شنّت دول العدوان حربها على اليمن فـ”صمت إلى حين”.
فما قصة مدفع رمضان؟
هو مدفع حقيقي يستخدم لإعلان عن موعد الإفطار والسحور وإخبار عامة الناس عن هذا الموعد وهو تقليد متبع في عدد من الدول الإسلامية بحيث يقوم أفراد من الجيش بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنين بذلك انتهاء الصوم في كل يوم رمضاني وكذلك قبيل الفجر.
كان رمضان يقترن في الأذهان بصوت دوي المدفع وكان هذا يضفي على الجو الرمضاني ميزة خاصة.
كان هناك العديد من المدافع العثمانية المتواجدة في الأبراج والحصون والسفوح والجبال في مختلف مدن اليمن.
ويوجد في صنعاء مدفع في موقع عسكري بجبل نقم وآخر كان في قصر غمدان “قصر السلاح حاليا” ومن ثم تم نقله فيما بعد إلى سفح جبل نقم المطل على صنعاء.
وهناك أيضا مدافع في جبال عيبان وعطان وكانت جميعها تنطلق ذخائرها في وقت واحد حتى يسمعها كل سكان العاصمة صنعاء، لكن مدفع نقم يعد أقدم مدفع رمضاني في اليمن، وفي تعز المدينة كانت هناك مدافع مثبتة في أبراج قلعة القاهرة التاريخية.
وتشير المعلومات إلى أن اليمن عرف تقليد المدافع الرمضانية في بداية الاحتلال العثماني الأول لليمن في الفترة ما بين عام “1538م وعام 1568م”، وبقيت في اليمن بعد جلاء الأتراك من اليمن نحو مائتي مدفع تتنوع بين مدافع المتراليوز والمدافع المحتوية على بطاريات ومن أسمائها: المانتيل والجنمر والهاون وعادي جبل الذي كان يلقب بـ”البسباس” والأبوس والسريع العثماني والسريع المتوكلي حسب عدد من المصادر التاريخية.
واستمر المدفع الرمضاني يؤدي دوره التقليدي إلى ما قبل 5 سنوات كما كان في عهد الإمام وعهد الجمهورية حيث تتغير الأنظمة السياسية ويبقى مدفع رمضان شاهدا على تراث إسلامي أصيل رغم توفر وسائل التوقيت الزمني والتطور التكنولوجي.
وكان يخصص لمدفع رمضان أربعة جنود مدربين الأول هو المعُمر ويختص بوضع الطلقة أو القذيفة في مكانها داخل الماسورة والثاني الرامي ومهمته أن يشعل الترباس الذي يحكم إخراج الطلقة والثالث طوار ويختص بتبريد الماسورة بعد إخراج المقذوف والرابع مهمته إحضار الطلقة للمعمر.
لمحة تاريخية إسلامية
يشير التاريخ إلى أن المسلمين في شهر رمضان كانوا أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم وعندما بدأ المسلمون الأذان اشتهر بلال وابن مكتوم بأدائه.
وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار إلى أن ظهر مدفع رمضان إلى الوجود.
وكانت القاهرة عاصمة المماليك أول مدينة ينطلق منها مدفع رمضان عند غروب أول يوم من أيام رمضان عام 865 هجرية.
ذكرى غائبة
في رمضان هذا العام يغيب المدفع للعام السادس على التوالي ككثير من الأشياء الجميلة التي حولتها الحرب القذرة لقوى العدوان إلى ذكرى غائبة نشتاق إليها كلما حان موعد الفطور والسحور.
أما عن مصير مدافع رمضان في اليمن فما زال طي المجهول أو الكتمان.

قد يعجبك ايضا