حوار الرئيس.. وتساؤلات الشارع
علي الشرجي
أحسن الأستاذ عبدالرحمن الأهنومي صُنعاً حين وضع تساؤلات الشارع والنخبة أمام طاولة فخامة الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى – في حوار شامل وحصري لا يخلو من الموضوعية والجدية والانفراد والإثارة من أول سؤال إلى آخر إجابة، من خلاله أماط فخامة الرئيس مهدي المشاط اللثام عن جوانب كثيرة تتصل بالهمِّ الوطني والإنساني الذي تعيشه بلادنا جراء العدوان والحصار.. جديرة بالتمعُّن والتأمل.
كما كشف لصحيفة الثورة حقائق مهمة وشهادات جديدة حول اللحظات الأولى للعدوان واللحظات الأخيرة في حياة الرئيس الشهيد الصماد الذي طالما أثارت شخصيته الجدل والاهتمام حياً وميتاً.
كان ومازال الرأي العام اليمني متعطشاً لمعرفة تفاصيل حول هذا الرجل الاستثنائي الذي أدار البلد في مرحلة استثنائية وحرجة في تاريخ اليمن المعاصر.
وعكست إجابات الرئيس على أسئلة “الثورة” رسائل إنسانية وسياسية عميقة، فلأول مرة يتحدث رئيس عربي عن الرئيس السلف بتأثر وحزن وإنصاف وإطراء بلا حدود وكأنه يتمنى من كل قلبه بقاء الشهيد صالح الصماد رئيساً للأبد، مقدما شهادات إنصاف للتاريخ بحق الرئيس الراحل الذي اعتبره قدوته في تحمّل المسؤولية والنموذج المشرِّف في تولي زمام الأمور في أصعب المراحل وأخطر توقيت عاشه اليمن المنكوب بالمتآمرين على أمنه واستقراره ووحدته وسيادته الوطنية.
من يقرأ هذا الحوار الذي تنشره الصحيفة اليوم سيكتشف حقائق ومعلومات كانت مجهولة عند السواد الأعظم من الشعب، خاصة في ما يتعلق بإدارة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي للأيام الأصعب بعد استشهاد الرئيس الصماد، ومآلات الحرب التحالفية العدوانية التآمرية ضد اليمن الكبير شماله وجنوبه شرقه وغربه، وكذا قضايا الحرب والسلام والمفاوضات ووثيقة الحل الشامل والرؤية الوطنية التي يعول عليها العبور باليمن نحو تجاوز مشهد النفق المظلم في مختلف مجالات الحياة.
إن هذا الحوار الصحفي الشامل والصريح والذي نعتز في صحيفة الثورة إنتاجه ونشره – جاء حافلاً بالمعلومة الجديدة والشهادات الموثقة لأحداث ووقائع مهمة وفارقة في مسار التحول الوطني.
بالتأكيد ليس من السهولة أن تحصل الصحف على ما تبتغيه من إجابات شافية لأسئلة عميقة وقلقة حول حاضر ومستقبل الوطن في ظل متغيرات متسارعة وأجواء سياسية – عسكرية ملتهبة وشاملة.
لكن “الثورة” نجحت لتقدم لجمهورها مادة دسمة مصدرها الشخص الأول في الدولة والذي تفاعل برحابة صدر واهتمام بما يجول بعقل الصحفي وما ينتظره الرأي العام لمعرفته.
إنها الشفافية بأوضح صورة قدمها الرئيس المشاط في حواره مع رئيس التحرير حيث قال كل ما يستطيع قوله عن مكافحة الفساد وحيثيات التعيينات والتغييرات الوظيفية في إطار تطوير الأداء والتدوير الوظيفي، متوعداً كل مسؤول يحاول ابتزاز المواطنين، مؤكداً من جديد عدم قبول أي ترهل أو استهتار في أداء الدولة.
واستشرف فخامة الرئيس مهدي المشاط في إجاباته المستقبل من خلال طرح الكثير من الرؤى والأفكار التي تحاول إخراج البلد من عنق الزجاجة.
أعان الله كل المخلصين الصادقين مع قضايا الوطن وهموم شعبه، ولا نامت أعين العملاء والمرتزقة والمتآمرين والحاقدين.