حسن الوريث
أمين جمعان ليس رجل أعمال ناجحاً فحسب وليس رجل دولة متميزاً فقط وليس رياضياً يمارس هوايته المفضلة فقط لكنه الإنسان أولاً وثانياً وثالثاً وبمعنى كلمة الإنسانية ومقتضياتها وبالتأكيد ان هذا هو الذي جعله يدخل قلوب الناس ويحظى بمحبتهم وتقديرهم واحترامهم.
أمين جمعان من الشخصيات الاجتماعية القريبة من الناس، يقف معهم، يشاركهم همومهم، يساعدهم بكل ما يستطيع وهو من رجال الأعمال القلائل الذين استهوتهم الرياضة وغاصوا في أعماقها، بل وبذلوا من أموالهم الكثير والكثير ورغم أنه رئيس لنادي وحدة صنعاء لكن أياديه البيضاء وصلت إلى الكثير من الأندية وإلى أغلب الرياضيين ولن نستطيع هنا أن نحصر ما قدمه للرياضة والرياضيين ولكل الإعلاميين ولمنظمات المجتمع المدني وللوطن اليمني بشكل عام سواء من خلاله شخصياً أو من خلال مجموعته التجارية وبيت جمعان الذين حفروا اسمه في ذاكرة الجميع.
أمين جمعان تعرض لمحاولة اغتيال آثمة، كان خبراً بمثابة الصاعقة نزل على الجميع، فهل يمكن أن يكون هذا الرجل الإنسان صاحب الأخلاق الرفيعة والابتسامة التي لا تفارقه والأيادي البيضاء هدفاً للاغتيال بكل هذه البساطة؟ وهل فكَّر هؤلاء الذين نفذوا هذه العملية الإجرامية أنهم لا يغتالون شخصاً واحداً اسمه أمين جمعان لكنهم يغتالون قيمة من قيم الحب والعطاء والإيثار؟.. بالتأكيد ان هذه العملية الجبانة لم تستهدف أمين جمعان فحسب بل استهدفتنا جميعاً وقد تجلى ذلك من خلال التعاطف المنقطع النظير مع هذه الشخصية الاجتماعية والرياضية وأحد رموز الاقتصاد في البلاد وقلما تجد هذا التعاطف إلا مع مثل هذه الشخصيات الوطنية وهذا يعبر عما يكنه الناس لهذا الرجل الإنسان كما أنه استفتاء على مكانته واسمه الذي حفره في قلوب الناس قبل عقولهم.
لن أتحدث كثيراً عن أمين جمعان، بل أعماله هي من تتحدث عنه ولن أقول أكثر مما قاله الكثير من الزملاء الإعلاميين في حق هذا الرجل ولا يمكن أن نفي هذا الرجل حقه مهما قلنا ومهما تحدثنا، فبصماته واضحة للعيان ولا تحتاج إلى شهادة من أحد وبالتالي فما يمكن أن نقوله هو المطالبة للأجهزة الأمنية بتعقب الجناة وسرعة الكشف عنهم وإحالتهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم الرادع وهو ما سيخفف قليلاً من الألم الذي حل بنا وبكل محبيه جراء هذه العملية الإجرامية الغادرة ونحن على ثقة تامة بأن أجهزتنا الأمنية ستكون عند مستوى المسؤولية وستقوم بواجبها على الوجه الأكمل ولن تتساهل في هذا الأمر، ليس من أجل أمين جمعان فقط ولكن من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي في البلد بشكل عام والذي بدون شك ننعم به ولا يستطيع أحد أن ينكره.
أمين جمعان.. يكفيك فخراً هذا الحب الذي في قلوب الناس لك بمختلف فئاتهم ومكوناتهم .. وأنا شخصياً أعتذر عن أي تقصير في حقك، فقد عجز قلمي عن الوفاء لك واحترت كيف أعبِّر عن التقدير لك ولكل ما تقوم به ولكني سأقول لك: الحمد لله على سلامتك وبإذن الله ستعود لمحبيك أقوى من ذي قبل ونحن على ثقة بأنك لم ولن تهتز أبداً.. ولا نامت أعين الجبناء.