كورونا.. والرؤية الوطنية.. وسلام غريفيث

علي محمد الأشموري
كل يوم والقيود المفروضة على الشعوب الغربية والأوروبية ومنها الشعب الأمريكي تتزايد على المواطن الأشقر ذي العيون الزرقاوية «وطز» في الشعوب الفقيرة النامية ومناطق الصراعات.. قراره « ترامبي» بسحب المعونات على كافة المنظمات التي كانت أمريكا السبب فيما وصلت إليه خلال سبعة عقود من التحكم الأمريكي في الاقتصاد العالمي وفي القرارات المصيرية التي يتخذها ترامب ضد العالم العربي وأولها قضية القدس الشريف « صفقة ترامب».
ترامب بعناده المعهود لأنه «تاجر» لا يمهه إلا حلب الخليج والمقارنة واضحة بين زيارته سابقاً للسعودية والاحتفال الكبير له ولايفانكا والرقص على واحدة ونصف من قبل المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم الملك الزهايمري سلمان بن عبدالعزيز.. المفارقة هنا أن ملك الزهايمر مقعد لا يستيطع الصلاة لرب العالمين إلا على كرسي ولكن بسبب العصا الغليظة لترامب وابنته إيفانكا قام ورقص ودفع المليارات ثمن الحماية في المقابل زار الصهاينة المحتلين في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستقبله «النتن» رئيس وزراء الاحتلال بكرسي في العراء لإثبات العلاقة الحميمية بين أمريكا والكيان الصهيوني، لبس القبعة الصهيونية وصلى بجانب حائط المبكى أمام مرأى ومسمع من العالم الإسلامي.
ولأن أموال الخليج مباحة فإن الحرب الكونية على الشعب اليمني مدعومة من دول «المال» الذي يتحكم فيه الإسرائيليون حتى داخل الولايات المتحدة.. وفي وقت ليس بالبعيد بعد أن هزمت الأسلحة الأمريكية والمتعددة الجنسيات للشركات المصنعة في العالم الغربي وجيوش 17 دولة التي دفن معظمها في المستنقع اليمني، قامت السعودية بحقد «الوهابية» وتمسكها بوصية «المؤسس» بطرد اليمنيين مع الأفارقة إلى المنافذ اليمنية من أجل تصدير «الوباء» للشعب اليمني المقاوم، والخطة السعو-أمريكية بعد الفشل على الأرض أوعزت للسعودية والخليج بطرد اليمنيين والأفارقة بهدف نقل الفيروس إلى الشعب اليمني.. ورغم الإمكانات الضئيلة للشعب اليمني، أقامت اليمن محاجر صحية للتأكد من خلو الوافدين إلى الأراضي اليمنية من المرض القاتل الذي جعل الأسرة السعودية الحاكمة تهاجر وتعزل نفسها في جزيرة في البحر الأحمر.. أرأيتم حقداً مثل هذا؟.. ولأن البساط بدأ يسحب من تحت أقدامه ووصلت شعبيته إلى مستوى متدن جداً، قام المعتوه صاحب الحانات والبارات ترامب بقرار أزعج العالم من حوله حينما أعلن مؤخراً على الملأ أن أمريكا ستوقف وتسحب الدعم عن منظمة الصحة العالمية وبقية المنظمات المواجهة للفيروس والمواجهة لحصاد الأرواح الذي ارتفع منسوبه في أوروبا وتصدرت الولايات المتحدة المرتبة الأولى في أعداد الأرقام المهولة التي تعلن موتها على مدار الساعة، لست هنا في موقف الدفاع عن الصين التي أبادت الروهينجا المسلمين وفرضت القيود على الدين الإسلامي.. ولكن المضحك المبكي ما يقوم به الجمهوريون من دفاع مستميت عن «الحمل الوديع» ترامب الذي يساعد المسلمين، وهو آخر من يتحدث عن الإسلام والمسلمين، فالإرهاب السياسي وظهور الجماعات المتطرفة التي لا تفهم سوى قشور الإسلام هي صناعة أمريكية بامتياز، فما يحدث في الدول من إرهاب هو صناعة أمريكية بأموال الخليج والإسلام المحرَّف الذي يريده ترامب، فمن أين أتى الدواعش ومن الذي يمولهم؟.. أليست أمريكا.؟، ومن أين ظهرت القاعدة وأخواتها؟ أليست صناعة أمريكية؟ وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تبيح الدم المسلم وماله وعرضه؟.
اليوم الشارع الأمريكي يغلي وشعبية «المعتوه» ترامب تنحسر، فالرجل لا يستطيع أن يدير أزمات، بل يدير بارات وملاهي، وقد كشفت هذه الجائحة سوأة «ترامب» وسوء تقديره لمحاصرة الوباء القاتل.. فماذا ستعمل الدول السبع الكبرى؟ وهل تستطيع أن تقوم بمفردها بعيداً عن أمريكا بوقف الوباء؟
القرار « الترامبي» أغبى قرار لرئيس دولة، فمن أجل تمسكه بالكرسي البيضاوي يسحب المساعدات في هذا الوقت الدقيق والخطير، أم أنه يريد أن يوصل رسالة للعالم بديكتاتوريته العفنة بسحب الدعم ضد الفيروس الجائحة التي لا تفرق بين أشقر وأسود، ولكن الدول ذات الإمكانات الضعيفة أو المفقودة هي من سيدفع الثمن.. فالحياة للأفضل لن تسلم منها أمريكا وإسرائيل وتحالف العدوان على اليمن وسوريا والعراق ودول المقاومة والدول الفقيرة، وإذا كان هذا الضغط « الترامبي» من أجل إلباس الصين الفيروس وانتشاره فإن التاريخ والعلماء هم من سيحددون المتسبب ويحاسبونه سواءً كان الفيروس البيلوجي صينياً أو أمريكياً؟
أول الكلام!
التحالف العبري أعلن عن إيقاف الحرب لمدة أسبوعين قابلة للتجديد ولكن عشرات الغارات التدميرية التي شهدتها اليمن بين ليلة وضحاها تكشف الانحياز التام للتحالف من قبل مارتن غريفيث الذي قدم إحاطته إلى مجلس الأمن مؤخراً بعبارات مطاطية لا تسمن ولا تغني من جوع، -أي إيقاف «قتل وتدمير»- فالرؤية الوطنية تنص على إيقاف العدوان وفك الحصار الشامل بشكل نهائي وإنهاء الحرب وإيقاف كامل العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية وفك الحصار وصرف المرتبات وإعادة الإعمار وإنهاء التواجد الأجنبي في اليمن وإنهاء الحظر الجوي بفتح المطارات في اليمن أمام الرحلات وإعادة تشغيلها كما كانت عليه قبل عام 2015م، وهي منظومة متكاملة مدروسة ترضي كافة الأطراف، لكن مارتن غريفيث لن يصنع السلام وأصبح شؤماً بعباراته المطاطية التي تثير الحفيظة ولا تقدم الحل أو تذكر الاختراقات من طرف قوى العدوان بمصداقية، ومن يريد الحقيقة فليرجع متأنياً إلى عقلانية الرؤية الوطنية للجمهورية اليمنية، وردود المسؤولين اليمنيين بعد إحاطة «مارتن غريفيث» المطاطية أمام مجلس الأمن، حيث كان الأخ محمد عبدالسلام موفقاً في الرد على الإحاطة التي لا تضع حداً لهستيريا وعنجهية العدوان، وتفتقد الإحاطة الأممية إلى المعايير الأخلاقية ولا تضع حدوداً ومعايير للاختراقات التي زادت وتيرتها براً وجواً وزحوفاتها المستميتة، فكل ما طرحته الرؤية الوطنية جاء من منظور دراسة «لا ضرر ولا ضرار»، أي إنساني بحت .
لقد أثبتت الأحداث أن مارتن غريفيث لا ولن يستطيع الدفع بعملية السلام ما دامت السيمفونية «مطاطية» وتلاعباً بالألفاظ، فالجمهورية اليمنية في وضع حرب أمام العالم والحديث الأممي يجب أن يتصف بالحياد.. فالسلام ينبع من رحم المصداقية والصراحة.

قد يعجبك ايضا