أرضية شباب الجيل.. انتصار للرياضيين

 

محمد النظاري

ما زلت أتذكر – رغم مرور ما يزيد على 30 سنة – ملعب شباب الجيل (الشباب سابقا) جوار السجن المركزي، الذي كنا نحجز (منذ الظهر) مساحة بجواره لنلعب بعد العصر مع فرق الحارات الأخرى.
مع مرور السنين تقلصت تلك المساحات الكبيرة، بفعل السطو عليها، والتي أصبحت فللا ومباني سكنية، ولم تتبق غير أرضية نادي شباب الجيل (بعد دمجهما) كمتنفس وحيد للرياضيين.
لهذا مثل السطو على الملعب صدمة كبيرة ليس لمنسوبي النادي فقط، بل لكل الرياضيين بمدينة الحديدة صدمة كبيرة، ومثل تحديا كبيرا للسلطة المحلية.
لم أكن متشائما بعدم عودة الملعب ، ولكني استسلمت للواقع الذي جعل المستولين على أراضي الشباب متنمرين، في ظل عدم إيلاء الجهات المختصة لهذه الحوادث الاهتمام اللازم.
عودة الملعب وازاحة آثار الاعتداء مثل بارقة أمل في طريق مظلم يعيشه عشاق الرياضة وهم يرون متنفساتهم تضيق بهم، وانتصارا للسلطة المحلية.
قد يقول البعض بأن عودة الأرضية هو إجراء كاف للمعتدي، وهو كلام غير صحيح، فالمعتدي إذا لم يأخذ جزاءه سيعتبرها محاولة ولم تنجح، ليعيدها في نفس الملعب أو ملعب آخر.
لابد من إيقاع العقاب بكل من يتلاعب بأراضي الشباب والرياضيين، وهي ملكية عامة وليست شخصية لرئيس هذا النادي وأعضاء أو غيره من الأندية.
هل يعلم ناهبو أراضي الرياضيين، بأن الرياضيين أنفسهم لا يملكون شيئا رغم أن مدينتهم من عشرات السنين تم استقطاعها لهذا أو ذاك، وليس بالمتر أو اللبنة، بل بعشرات المعادات (المعاد 3500 متر).
لم نجد أي قيادة تنتصر للشباب والرياضيين وتستقطع لهم ولو مساحة من تلك المساحات المهولة التي وزعت لآخرين.
كغيري من رياضيي أبناء مدينة الحديدة لا نملك حتى مترا واحدا فيها، فيما بعض من استتروا تحت مسمى (الرياضيين) من داخلها وخارجها يملكون فيها من هبات الدولة ما لم نتحصل عليه.
أمنياتي أن نجد قانونا صارما (ينفذ) ضد ناهبي أملاك الدولة المخصصة للأندية الرياضية.. وحتى يحصل ذلك سنبقى نكتب دوما عن أرضية اخذت هنا وأخرى نهبت هناك.
كل عام وأنتم بألف خير، بمناسبة سيد الشهور ،جعل الله دخوله سعادة وبركة على كل اليمنيين، وكفاهم شرور كورونا، من خلال التزامهم بالاحترازات التي تقوم بها الجهات المختصة.

قد يعجبك ايضا