رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج عبدالإله شيبان لـ”الثورة “: بعد توقف 20 عاماً مليار ريال قرض حكومي لتشغيل خطوط إنتاج بمصنع الغزل والنسيج

 

• الوصول إلى التمويل وإعادة تأهيل القوى العاملة أبرز وأهم الصعوبات أمام إعادة تشغيل أقسام المصنع
• تشغيل محلج القطن في الحديدة يمثل نجاحا طيبا ودافعا مهما لإحياء زراعة القطن في البلاد
المؤسسة متعثرة ماليا وتعمل حاليا في اتجاه خط الشراكة مع القطاع الخاص
المصنع بادر مع أزمة كورونا إلى إنتاج كمامات بمعدل 15 ألف كمامة في اليوم الواحد
إعادة تأهيل قسم الغزل كجزء من البنية التحتية التي دُمّرت بفعل القصف

أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج الأستاذ/ عبدالإله شيبان أن غياب التمويل, والحاجة إلى إحلال خطوط إنتاج ناقصة لاستيفاء القدرات التصنيعية وأهمها خط تلوين الغزول، وخط جمع وبرم وزوم أكثر من خيطين, وإعادة تأهيل البنية التحتية والعوامل اللوجستية الخاصة بالمصنع, وإنشاء قسم جديد لطباعة وصباغة الأقمشة إضافة إلى إعادة تأهيل القوى العاملة، هي أبزر التحديات التي واجهت وتواجه عملية إعادة تفعيل المصنع بصوره تواكب تطورات العصر.
شيبان تطرق إلى جملة من القضايا المتصلة بإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج وتأهيل أقسام وخطوط الإنتاج في المصنع والمؤسسة.. مؤكدا أنه تم البدء في إعادة تشغيل قسم الخياطة وأن المصنع بادر مع أزمة كورونا إلى إنتاج كمامات بمعدل 15 ألف كمامة في اليوم الواحد.. المزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
الثورة /
يحيى محمد الربيعي

معلوم أن المصنع توقف فترة تزيد عن 15 عاما.. وهي الفترة الكفيلة بإعطاب الآلة المتوقفة، وهو ما يعني أن إعادة تأهيلها قد يتطلب جهداً ومالاً يفوق قيمتها في معظم الحالات.. ثانيا الآلة قديمة من ناحية القدرة على مواكبة الجديد فيما يخص الجودة، وفي مضمار المنافسة السوقية على إرضاء ذوق المستهلك.. ما هو تعليقكم؟
– بالتأكيد أن هناك فارقاً كبيراً ومرتبطاً بالتكنولوجيا العالمية في مجال الصناعات النسيجية.. مصنع الغزل والنسيج توقف فعليا أو بدأ يخرج عن الخدمة تدريجيا من عام 2000م, أي أن فترة التوقف الفعلية وصلت إلى 20عاما.. التوقف كان ناتجاً عن تقادم الآلات وعدم صيانتها والاحتياج إلى إحلال بعض الآلات في المصنع، ولكن مع تناقص القدرة المالية توقف المصنع فعليا عام 2005م.. صناعة الغزل والنسيج تعد بدرجة أساسية من أوسع الصناعات في العالم وأكثرها تنوعا في المنتجات.. الجزء الذي يصنع في بلادنا أو كان يصنع وإن الله شاء الله تعالى يتم استئناف تصنيعه بعد إعادة تأهيل أقسام المصنع, وكذلك عندما نتوفق في إعادة إحلال قسم جديد للطباعة والصباغة للأقمشة كجزء محدود الاستخدام في عدد معين من المنتجات.. صناعة الغزل والنسيج- كما تلاحظون- توسعها عالميا تنتج كلما يحتاج إليه المستهلك وبمواصفات ترضيه.. المصنع لا يمتلك القدرات الكبيرة للتنوع في العملية الإنتاجية.. المتوفر والمتاح هنا هي قدرات لإنتاج نوع معين من الأقمشة والشاش الطبي وبكرات, ولا يزال قسم الغزل بحاجة إلى خطوط ناقصة لاستيفاء القدرات التصنيعية وأهمها بالتحديد خط تلوين الغزول, وخط جمع وبرم وزوم أكثر من خيطين لتلبية احتياجات السوق الاستهلاكية في بلادنا.
الصعوبات التي تواجه خطوات إعادة تأهيل أقسام المصنع، لابد أنها متعددة وقد تكون متشعبة في ذات الوقت.. لكننا سنكتفي بطلب الحديث عن أبرزها، وعن كيفية التعامل معها؟
– هناك صعوبات وتحديات كان لها دور كبير في عدم إعادة تشغيل المصنع سواء في السنوات الماضية أو حتى في الوقت الحالي.. أكبر الصعوبات التي تعترضنا هو تحدي التمويل، وصعوبة الوصول إلى التمويل.. هذه من ضمن النقاط الأساسية.. وهناك صعوبات أخرى تتركز بصورة أساسية في الحاجة إلى إعادة تأهيل القوى العاملة لتواكب فعليا القدرات الفنية للمنتج المستورد, وتوسيع خطوط الإنتاج.. لابد من تنويع خطوط الإنتاج، وإعادة تأهيل البنية التحتية والعوامل اللوجستية الخاصة بالمصنع كي يستطيع المصنع فعليا أن ينطلق بإنتاجه في الحجم والكميات وكذلك في القدرات التنافسية المبنية على جودة المنتج.
القرض الحكومي المزمع منحه للمصنع.. إلى أي مدى تتوقعون أن يسهم في دعم إعادة تأهيل المصنع وتشغيل أقسامه المختلفة؟
– هناك اتفاق بين المؤسسة العامة لصناعة العزل والنسيج ووزارة المالية بإشراف وزارة الصناعة والتجارة على أساس أن تمنح وزارة المالية قرضا للمؤسسة بقيمة مليار ريال لتتمكن من خلاله المؤسسة من استيفاء الخطوط الناقصة في قسم الغزل.. الإجراءات سارية منذ العام 2019م، ولا تزال جارية.
تقصد أنه لم يبت في القرض حتى اللحظة؟
– لا تزال الإجراءات تأخذ مجراها، وإن شاء الله يتم الحصول على القرض.
النهوض بالصناعة المحلية في مختلف المجالات وتغطية احتياج السوق المحلية منها يبدو توجها تسعى الحكومة لتحقيقه من خلال ما تقدمه من دعم للمنتجات المحلية. ما هي الآفاق المستقبلية لصناعة الغزل والنسيج ضمن آفاق استراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي؟
– السؤال في غاية الأهمية.. لأن اليمن يمتلك المادة الخام التي تمثل العمود الفقري لصناعة الغزل والنسيج, وهي القطن.. صناعة العزل والنسيج ينظر لها نظرة متعمقة كونها تعد أحد روافع الاقتصاد اليمني وبالتالي ونظرا لتوافر المواد الخام ووجود الأسواق الاستهلاكية الواسعة في كل الاتجاهات لابد من توافر القدرة التصنيعية المواكبة بدون تعقيد.. ونحن في المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج سنعمل على أن تكون هذا القدرات موجودة, وأن تكون في إطار النمو المتواصل حتى نتمكن عمليا من صناعة المنتج المحلي, وتغطية حاجة سوق الاستهلاك المحلي من القماش والشاش والملايات والستائر واحتياجات القوى العاملة والاستهلاك المنزلي والمدرسي، كما أن لدى المؤسسة طموح نحو التصدير بمشيئة الله.
محلج القطن بالحديدة، إلى أي مدى يسهم في رفد المصنع بخامة القطن الوطني؟.. وما هي آلية الحصول على المادة من المزارعين أو من المؤسسة العامة لإكثار البذور التابعة لوزارة الزراعة والري؟
– تشغيل محلج القطن في مدينة الحديدة يمثل نجاحا طيبا, والفضل في ذلك يعود لتوجهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ورعاية المجلس السياسي والحكومة التي من خلالها تم العمل على إعادة تشغيل المحلج والبدء فعليا بحلج القطن.. وصار المحلج- بحمد الله- يقدم خدمات الحلج للمزارعين والمشترين للأقطان.. إعادة تشغيل محلج القطن في مدينة الحديدة مثل بالفعل خطوة استراتيجية لإعادة إحياء زراعة القطن, وبعودة الدعم الحكومي, وإن كان على مستوى بسيط, قد طمأن المزارعين وحفزهم على إنتاج القطن.. فالمحلج وسيط من خلاله يتم تحويل القطن الخام إلى قطن شعر, كما تتوفر بذور لزراعة المواسم التالية.
بالنسبة لدور مؤسسة إكثار البذور فمهمتها الأساسية هي عملية الإكثار والتنمية للبذور بشكل عام وبذور القطن جزء من كل, وبالتالي ليست بائعا للقطن.. أما بالنسبة للمؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج, فهي متعثرة ماليا في الوقت الحالي.. وليس لديها أي قدرة على شراء منتج المزارعين من القطن بصورة مباشرة, وإن كانت تعتمد في العملية التصنيعية على القطن بدرجة أساسية مع إضافة مادة “البولستر”.. المؤسسة تعمل حاليا في اتجاه خط الشراكة مع القطاع الخاص بحيث يتولى القطاع الخاص شراء القطن كمنتج خام من المزارعين والقيام بحلجه وإيصاله إلى المصنع الذي بدوره يقوم بالعملية التصنيعية والإنتاجية ويتقاسم الطرفان فائض النشاط حتى تتمكن المؤسسة من بناء مركز مالي تستطيع من خلاله شراء الأقطان من المزارعين إلى حسابها بصورة مباشرة.
كما هو معلن، تم تشغيل قسمي الخياطة والغزل ويجري العمل حالياً على تشغيل قسم النسيج.. هل من تفاصيل يمكن الإفصاح عنها عن تلك المراحل؟
– تم البدء في إعادة تشغيل قسم الخياطة مع بداية العام الماضي 2019م، بتأهيل خط واحد من المكائن التي كانت متوفرة لدى المصنع القديم من خلال الصيانة وتوفير قطع غيار اللازمة لذلك.. كما تم تأهيل بنية تحتية متواضعة لاستئناف هذه المكائن عملية التشغيل.. وقد أنتج هذا القسم بدلات عمال لوزارة الأشغال, وبدلات عمال مصنع اسمنت عمران إضافة إلى مستلزمات صحية لبعض المستشفيات.
بالنسبة لقسم الغزل فقد تمت عملية إعادة التأهيل بدءاً من البنية التحتية التي دمرت بفعل القصف الهمجي الذي طال القسم من تحالف العدوان في يوليو 2015م.. وبعد أن تمت إعادة بناء وتجهيز ما دُمّرَ من تلك البنية اتجهنا إلى عملية التنظيف والصيانة والتشغيل حتى أصبح القسم في هيئة الاستعداد.. أما قسم النسيج فبمشيئة الله هناك خطة مشتركة لإعادة تأهيله بتمويل من القطاع الخاص على أن يخصم التمويل من حصة المؤسسة في فائض النشاط.
إنتاج الكمامات الطبية ضمن استراتيجية دعم الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة لمواجهة كورونا.. هل يمكن إطلاع الرأي العام عن حجم الانجاز، وعن الجدوى الاقتصادية المتوقع تحقيقها من المشروع سواء من الناحية الربحية أو المساهمة المجتمعية؟
– مصنع الغزل والنسيج من أول وهلة أدرك أن جائحة وباء فيروس كورونا تغزو العالم.. بادر بالاستعداد في المساهمة في معركة التصدي لهذا الغزو من خلال إنتاج كمامات صحية وفق الإمكانات المتاحة من مكائن الخياطة واليد العاملة أسوة بدول كثيرة تقوم بهذه العملية, وبعد إجراءات تمكن المصنع فعليا البدء في الإنتاج عبر تنسيق طيب للغاية مع الهيئة العليا للأدوية ممثلة برئيس الهيئة الذي ةولى دعم ومساندة المؤسسة في العملية الإنتاجية وتم اختيار المادة الخام التي تصنع منها الكمامات الصحية بمواصفات وضعها الأخوة في الهيئة, وتم التشغيل تحت إشرافهم وكذلك تم تجهيز بيئة العمل تحت إشرافهم ليكون العمل متوافقا مع المستوى الصحي المطلوب في مثل هذه الحالات.. وقد بدأ الإنتاج متواضعا وينمو يوما بعد يوم.. نغطي الآن احتياجات بعض الجهات من الكمامات.. بدأنا بخط إنتاج واحدة، وجاري العمل على تشغيل الخط الثاني والثالث بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 15000كمامة في اليوم الواحد بعد أن تحصلت المؤسسة على دعم ومساندة بعض الشركات منها يمن موبايل وإم.تي.إن. ووزارة الاتصالات..أما بالنسبة للجدوى الاقتصادية, فإن المؤسسة لا تهدف في المرحلة الحالية إلى تحقيق الربحية بقدر ما تركز على العودة إلى السوق وإن بالتكلفة.
الكادر.. كيف يتم التعامل معه على مستوى الخدمة والخبرة للقدماء، وما هي الميزات التي تمنحها المؤسسة للكادر الجديد؟
– لا يوجد كادر جديد بمعنى الكادر الموظف المثبت رسميا.. فالمؤسسة لديها 1300 عامل وعاملة من سنوات طوال.. المصنع سيحتاج إلى جزء من هذه القوى العاملة عند بدء تشغيل قسمي النسيج والغزل.. حاليا.. العوامل اللوجستية والأدوات الخدمية التي يتم التشغيل من خلالها كلهم موظفون ثابتون في المصنع.. المصنع يركز في الفترة الحالية وفيما يخص العمالة الجديدة على استقطاب النساء العاملات في الخياطة وتوفير فرص عمل بالقطعة وبما يغطي 3 ورديات.. ورديتان للعنصر النسائي تعمل نهارا, ووردية ليلية للعنصر الرجالي, وكل وردية تستوعب 350 عنصراً.. وبهذه العملية تكون المؤسسة قد وفرت حوالي 700 فرصة عمل جديدة.. المصنع ومن خلال تعامله بسياسة دفع الأجور بالقطعة وليس بالأجر اليومي يكون قد انصف المبدع والمحسن والمنتج بالكميات الأكبر.. نتعامل بنفس سياسة السوق في تحديد الأجور حتى لا يكون هناك خلط.
هل هناك خطة لتثبيت المبدعين؟
– النقطة في غاية الأهمية.. وظهرت لنا من خلال فترة العمل في العام والنصف حيث وجدنا أن الجزء الكبير من القوى العاملة عندما يأتي للعمل يكون مفتقرا للخبرة.. وبالتالي فالمصنع سيكون حريصا كل الحرص على استيعاب الكفاءات التي بنت قدراتها ومهاراتها على عاتق المصنع.

قد يعجبك ايضا