نجيب العنسي
ونحن نعيش الذكرى الخامسة لاستشهاد المجاهد العظيم اللواء طه حسن المداني (سلام على روحه الطاهرة)، وهي ذكرى نستلهم منها معاني الإيمان الصادق الذي يصنع المعجزات، ويخلد المآثر، وهو ما وجده اليمنيون متجسدا في شخصية الشهيد طه المداني.
إننا نجد في ذكرى استشهاد أبو حسن المداني، محطة زاخرة بالدروس التي نحتاجها في هذه المرحلة الحاسمة من حياة شعبنا اليمني، فنتعلم كيف لا نستسلم للعدو مهما بلغت إمكانياته، فما دام الله قد كلفنا بالجهاد، فهو يعلم أن بمقدورنا القيام به وتحقيق النصر الذي وعدنا به.
ونتذكر ان الاتكال على الله المقترن بالعمل الجاد، لا تكون نتائجه سوى النجاح والفلاح، وهذا ما كان جليا في سيرة شهيدنا العظيم أبو حسن، الذي خاض غمار المخاطر واستطاع بإيمانه بالله وتسليمه للقيادة وبمساندة إخوانه المجاهدين، أن يشكل الخلية والنواة الأولى للجان الأمنية التي تمكنت من حفظ الأمن ومحاربة الجريمة في مرحلة كانت على المستوى الأمني من أصعب المراحل التي عاشها أبناء هذا البلد.
وكان الشهيد البطل أبو حسن المداني، مثالا للإقدام في مواجهة الأعداء، فلقنهم الدروس التي لا تنسى، وألحق بهم الجراح التي لا تندمل، برغم فارق الإمكانيات المادية، التي تلاشت أمام عظمة رصيده ورصيد رفاقه من الإيمان والثقة بالله.
رحم الله أبو حسن ورحم كل شهدائنا، ونجدد العهد بالمضي على دربهم، لا ننثني أو نحيد عنه، حتى نرى النصر الذي وعدنا الله به (وَعدَ ٱللَّهِ حَقا وَمَن أَصدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِیلاً).