تحديث المناهج سيواكب البرامج الأكاديمية وسيعزز مستوى الوظيفة التعليمية

عميد كلية التربية في جامعة صنعاء البروفيسور سعد إبراهيم العلوي لــ “الثورة “: تغيير مناهج التعليم في كلية التربية ضرورة معرفية ووطنية

هدفنا الرئيسي هو تحسين مخرجات التعليم الأساسي من خلال تخريج كوادر كفؤة

أكد الأستاذ البروفيسور سعد العلوي عميد كلية التربية أن تغيير المناهج الجديدة في كلية التربية سيكون له أثر ملموس على مستوى الكادر حيث سيمتلك قدرات نوعية معرفية وتطبيقية ستنعكس على مستوى التدريس في المدارس بما يعزز مخرجات التعليم الأساسي والثانوي.
وأوضح العلوي في لقاء أجرته معه “الثورة” أن تغيير المنهج في هذا التوقيت سيشكل نقلة نوعية على مستوى البرامج الأكاديمية بحيث يعزز مستوى الوظيفة التعليمية المنطلق من الثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، كما تطرق إلى العديد من الأهداف التي بنيت عليها مقررات التحديث للمناهج والآلية المتبعة في التطبيق والتنسيق والتي سنتعرف عليها من خلال هذا اللقاء:!
الثورة/ أمل الجندي

بداية صف لنا آلية تحديث المناهج التربوية؟ ولماذا سيتم تحديثها في هذا التوقيت؟
– تعد تحديث المناهج في الوقت الراهن ضرورة معرفية ووطنية ويمتلك من الأهمية الكبيرة ما يجعلها تنعكس على الواقع الأكاديمي والمعرفي للمناهج التربوية في كلية التربية صنعاء، كان علينا الانتظار أكثر من 27 عاما في بعض المقررات وبعضها ما يقرب من 18 عاما حتى نتمكن من الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي يتم فيها تحديث البرامج الأكاديمية في كلية التربية – صنعاء والكليات التي تتبعها، أي الفروع.
لكننا أقدمنا على هذه الخطوة لتشكل نقلة نوعية على مستوى البرامج الأكاديمية وتأثيرها الذي يعزز من مستوى الوظيفة التعليمية، كون الأمر يتعلق بمستوى الأداء الأكاديمي للأساتذة، وكذلك على مخرجات الكلية وعلى المجتمع وتغيير شخصية المجتمع ونظرته إلى مخرجات كلية التربية، بحيث تلبي احتياجات سوق العمل ومن ناحية أخرى تقدم كادراً مؤهلاً ببرامج جديدة وتطور نوعي على مستوى التأهيل والرؤية، كما قمنا بعملية التحديث والتطوير لهذه المناهج تزامناً مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس كلية التربية – جامعة صنعاء وهو مرور خمسين عاما منذُ تأسيسها.

ما الذي سينعكس على مخرجات الكلية من تغيير المناهج؟
– من الملاحظ خلال الفترة الماضية أن مخرجات الكلية كانت تتمثل في الخريجين الذين تلقوا جميعهم تعليما لا يتواكب مع المتغيرات على مستوى البرامج الحديثة في الجامعات الإقليمية والدولية، حيث سعينا لتقديم مشروع تغيير البرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية لكي يكتسب هؤلاء الخريجون محتوى نظرياً ومعرفياً جديداً وحديثاً ونوعياً، ومن هنا سعينا أيضا لتأسيس أقسام نوعية جديدة، وبالتالي انتقلنا من المرحلة التقليدية إلى المرحلة الحديثة، مثال على ذلك لقد تم فتح قسم معلم حاسوب والذي من خلاله نسعى لإخراج الخريج منه مدرساً وفي نفس الوقت مهنياً قادراً على التعامل مع الصف المدرسي ومع الأجهزة وقسم الطفولة المبكرة حيث يتأهل من خلاله مدرسو رياض الأطفال وقسم التربية الخاصة وهو ما يختص بتدريس المعاقين ذهنيا ومثل هذه الأقسام تعتبر أقساماً نوعية غير موجودة من قبل وبالتالي تكون مخرجاتها مواكبة مع المتغيرات الحديثة على المستويين الإقليمي والدولي حتى أنه تم عمل مقارنات من خلال ما هو موجود في جامعات إقليمية أو دولية حيث نقوم بجمع ثمان إلى عشر تجارب ومن ثم نقر البرنامج.

هل تم إعداد المناهج وفق دراسات ميدانية وبحثية تراعي كل الجوانب والاحتياجات؟
– كلية التربية تعد بيت خبرة وبالتالي أغلب الخبراء سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة موقعهم هو كلية التربية – صنعاء، وهؤلاء لديهم خبرات حتى على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى مركز التطوير الأكاديمي واعتماد الجودة في الجامعة حيث أن هناك تنسيقاً مشتركاً بين مركز التطوير والكلية ورئاسة الجامعة، وقمنا بمراعاة كل تلك الجوانب وشكلت لجان تحضيرية قبل انعقاد الورشة التي تضم أكثر من 140 عضواً من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الاختصاصات وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات بحثية لعملية وضع القوالب الخاصة بالمناهج ومسح التجارب الإقليمية والدولية.
بالإضافة إلى إيجاد رؤية عملية لتحديد المقررات ومراعاة الخصوصية العلمية والأكاديمية وكذلك مراعاة التجارب الخارجية الإقليمية والدولية، وما هو إيجابي في تلك التجارب تم إسقاطه وما هو سلبي في المقررات الأخرى تم استبعاده، كذلك أضفنا مقررات دراسية لم تكن موجودة وأخذنا بعملية المواكبة بين ما هو تربوي وما هو أكاديمي،لكي تأخذ الكلية بعد تأهيل ذلك الطالب أكاديمياً وفي نفس الوقت تمنحه جرعة من المهارات التربوية بحيث أنه يستطيع أن يقود العملية التعليمية في المدارس الحكومية أو الأهلية.

ما تقييمكم لمخرجات التعليم الأساسي؟ وبرأيكم أين هي الإشكالية إذا كانت المخرجات ضعيفة؟
– أرى أن العملية مشتركة ما بين مخرجات الجامعة ومخرجات الثانوية حيث أن المخرجات القادمة من الثانوية ضعيفة، وهذا الضعف يرتبط بمجموعة من العوامل المختلفة، جزء منها متعلق بضعف المخرجات من الجامعة والجزء الآخر يتعلق بالبيئة التعليمية الخاصة بالمدارس الثانوية ولتوفير البيئة المناسبة والإمكانات والمعامل والمهارات، فالمناهج بحد ذاتها بحاجة إلى تغيير وتحديث ومواكبة للتطوير والتجديد وهذه هي الإشكالية بحد ذاتها.

متى سيتم إقرار هذه المناهج؟
– في العام القادم سيبدأ التدريس وفق الخطط الدراسية الجديدة وسيتم الارتباط بالخطط الدراسية القديمة، ونحن بحاجة إلى إيلاء كلية التربية اهتماماً كبيراً من ناحية المعدلات وامتحانات القبول، كما أننا بحاجة إلى تحديث المناهج الموجودة في الوزارة بحيث تتواكب مع المناهج وعملية التحديث والتطوير الموجودة في الكلية.

هناك من يقول إن المناهج الجديدة تم إعدادها وفق فكري ديني معين؟ ما صحة ذلك؟
– هذا ليس صحيحاً، لم يتم إقصاء أو تهميش للآخر خاصة وأننا مجتمع متجانس اجتماعيا وفكريا وبالتالي ما تم تحديثه من هذه المناهج لم ينطلق من منظور مذهبي أو عنصري أو مناطقي بتاتاً، حيث أن أعضاء التحديث للمناهج من مختلف الاتجاهات وهم من شاركوا بعملية تحديث المناهج وتغييرها برؤية علمية وطنية تستوعب الجميع.
وكان أكبر منطلق لنا هو الثقافة القرآنية والهوية الإيمانية وهذا مهم جدا وهذا المنطلق بالذات لن نختلف عليه، وبالتالي ما تم من توصيف لمقرر الثقافة الوطنية ومقرر الصراع العربي الإسرائيلي ومقرر الثقافة الإسلامية فقد شارك فيه الجميع، وكانت هناك رؤية عقلانية وطنية، لم نواجه أي إشكالية.
كما أن التحديث لا يطال فقط المقررات الإنسانية بل تعمق الى العلوم الطبيعية والتطبيقية وفي أقسام الكيمياء والأحياء والرياضيات وتكنولوجيا التعليم.
وأيضاً أخذنا من التاريخ الإسلامي، تاريخ اليمن القديم الذي كنا نجهله ونحن بحاجة إليه، حتى تاريخ اليمن الإسلامي يعتبر مرحلة حضارية متقدمة كان فيها تجانس بين مختلف الدويلات اليمنية، حيث كان هناك نوع من التاريخ الفكري والحوارات بين علماء تعز وصنعاء وتريم وزبيد فكانوا يشكلوا حلقة واحدة وبالتالي ليس هناك إشكالية.
وحتى اللحظة التاريخية الراهنة أعدنا النظر في الثقافة المغلوطة فيما يتعلق بمنهج المقررات التربوية، الفكر المغلوط الذي يقود إلى التطرف والإرهاب وقفنا أمامه وانطلقنا من موروثنا الثقافي والفقهي والفكري اليمني الإسلامي الأصيل وعدنا إلى الإسلام المحمدي الأصيل الذي أساسه القرآن.

حدثنا عن أبرز العراقيل التي تقف عائقا أمام الكلية ومخرجاتها؟
– الحمد لله لم تواجهنا أي عراقيل في تغيير المناهج، نحن تلقينا دعماً كاملاً وتشجيعاً مباشراً وحضوراً واهتماماً من قبل رئيس جامعة صنعاء الأستاذ الدكتور القاسم عباس وكذلك الأستاذ الدكتور علي يحيى شرف الدين رئيس اللجنة العليا، حيث تم تخصيص ميزانية للكلية والورشة التي ناقشت تغيير المناهج لإنجاح المهمة التاريخية لأن آخر توصيف وتغيير في بعض المقررات تم في عام 1995م، وفي بعض البرامج كان آخر تحديث عام 2003م، بينما من المفترض أن يكون هناك تحديث للمقررات والبرامج كل عامين على الأقل، وتعتبر كلية التربية كلية سيادية تحتاج إلى تطوير برامج واهتمام خاص.

ما توقعاتكم للأثر الذي ستكون عليه مخرجات الكلية في حال تم تحديث المناهج واعتماد المنهج الجديد؟
– سيكون الأثر ملموساً على مستوى الكادر حيث سيمتلك قدرات نوعية سواء معرفية أو تطبيقية قد اكتسبها من خلال المنهج الجديد والبرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية الجديدة، وهذا بدوره سينعكس على مستوى التدريس في المدارس، وبالتالي ستستقبل المدارس كادراً نوعياً مؤهلاً يمتلك العديد من المهارات والقدرات وهذا ما سينعكس على مخرجات التعليم الأساسي والثانوي.

هل ترون أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين كلية التربية والمنهج الدراسي للتعليم الأساسي؟ ولماذا لا يتم تحديث المناهج في التعليم الأساسي وفي كلية التربية بحيث تكون دائرة وصل واحدة؟
– عملية تحديث المناهج بالنسبة للتعليم الأساسي والثانوي عملية مرتبطة بوزارة التربية والتعليم، في حين عملية تحديث المناهج الجامعية عملية تخص جامعة صنعاء، لكن يجب أن يكون هناك تكامل وترابط، ونحن في الكلية أعدنا تصحيح العلاقة بين كلية التربية وبين وزارة التربية والتعليم، هناك لقاءات ولجنة مشتركة على مستوى قطاع التدريب والتأهيل، حيث يتم تأهيل الكثير من مدرسي الوزارة لدى كلية التربية، كما أن لدينا برنامجاً يسمى التعليم أثناء الخدمة، وهذا ما نسعى إليه من خلال الشراكة الكاملة بين الوزارة والكلية.
أغلب لجان تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم هم من كادر الكلية في جميع الأقسام، لكن يجب أن تكون هناك مواكبة لعملية التغيير من قبل وزارة التربية كما هو حاصل في كلية التربية وأن ينطلقوا من رؤية وطنية جامعة ورؤية معرفية وأكاديمية حديثة.

ماذا عن دراسة الماجستير في كلية التربية، وما الإجراءات التي تتبعونها؟
– الكلية لديها أكثر من سبعة برامج دكتوراه وستة برامج ماجستير، وتعتبر أكبر كلية على مستوى الجامعة في حقل الدراسات العليا على مستوى برامج الماجستير والدكتوراه، وحاليا تحتضن الكلية ما يقارب 500 طالب وطالبة في برامج الدكتوراه والماجستير، وبالتالي سنقوم بعملية موازية لما حصل في تطوير البرامج الأكاديمية للبكالوريوس.
ونحن نستعد حاليا لمرحلة قادمة بعملية مواكبة وتغيير وتطوير لبرامج الدراسات العليا على مستوى الماجستير والدبلوم التربوي والدكتوراه.

هناك بعض التعقيدات لدى المتقدمين من خريجي الثانوية العامة بخصوص اختيار قسم اللغة الانجليزية، هل لديكم خطة جديدة لإزالة تلك التعقيدات؟
– صحيح، فالإقبال على قسم الإنجليزي كبير جدا، وبالتالي يخضع المتقدمون لامتحان المفاضلة، لأن المخرجات التي تأتينا من الثانوية العامة ضعيفة لا تواكب المقررات الدراسية، وأنصح أن يخضع هؤلاء الطلاب إلى دورات تقوية مختلفة لمقررات اللغة الإنجليزية حتى يستطيعوا مواكبة المنهج.

مدى التعاون بين الكلية ووزارة التربية والتعليم؟
– هناك اتفاقية بين الوزارة والكلية ونحن بصدد تأهيل معلمين أثناء الخدمة لمدة أربع سنوات، حيث نقوم بإعادة تأهيلهم وإكسابهم المهارات ليتخرجوا بدرجة بكالوريوس تربية-تخصص تعليم أثناء الخدمة.
والجانب الآخر من الارتباط هو إشراك كادر الكلية في لجان تطوير المناهج الموجودة في الوزارة، ونسعى إلى شراكة كاملة مستقبلا كونها تربطنا قضية واحدة هي التربية والتعليم.

هل بالإمكان أن تعطونا إحصائية عن عدد خريجي الكلية كل عام؟
– يتخرج من الكلية سنوياً ما بين 1000_ 1200 خريج، وهذا العام يتم تخريج 1140 طالباً وطالبة من كل التخصصات والأقسام، حيث لدينا 15 قسماً جزء منها خدمي وجزء أكاديمي يبلغ عدد الطلاب 4600 طالب وطالبة للأربعة المستويات.
ماذا عن ارتباط كلية التربية جامعة صنعاء مع كليات التربية المختلفة في محافظات صنعاء وعمران وغيرها من المحافظات؟
– طبعا كليات التربية مشتركة وهي في حالة تكامل، الفارق أن كلية التربية الأم تضم كادراً كبيراً ونوعياً ومؤهلاً وفي نفس الوقت أغلب الأنشطة المعرفية والأكاديمية التي تقيمها كلية التربية صنعاء تستوعب الكادر الموجود في كليات الفروع” المحويت، خولان، أرحب” وذلك بهدف توحيد المناهج والبرامج والمقررات.

كلمة أخيرة؟
– أتقدم بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة، وللقيادة السياسية، وكذلك أشكر الأستاذ الدكتور علي يحيى شرف الدين نائب وزير التعليم العالي رئيس اللجنة العليا للتحديث والتطوير، وأيضا الدكتور القاسم محمد عباس رئيس جامعة صنعاء على كل ما يقدمونه من جهود ودعم وإسناد للكلية لإحداث نقلة نوعية على مستوى البرامج والمناهج وأيضا على مستوى الكادر التدريسي، والشكر الجزيل لصحيفة “الثورة” والقائمين عليها على الاهتمام بكلية التربية التي تعتبر أهم كلية سيادية في الجامعة.

قد يعجبك ايضا