الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ

 

د. جابر يحيى البواب

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ : فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ ، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرًا ، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا ، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، – حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا – وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ).
الاثنين الموافق 30 مارس 2020م السادس من شعبان 1441هـ وبلا وازع من الرحمة والشفقة والخوف من الله يعتدي طيران التحالف العربي على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتم القضاء على سبعين جواداً كان الخير معقودا في نواصيها وكانت لأهلها أجراً وستراً؛ ويتسببون في إعاقة ما يقارب ثلاثمائة جواد.. منظر مؤلم جدا ومخيف جدا ونحن نشاهد أشلاء الخيول متناثرة على ممرات اسطبلات جناح الفروسية في الكلية الحربية ،الموزعة على أربعة هناجر عملاقة تحيط بميدان قفز الحواجز ومضمار السباق ، فجور بشع في الخصومة طال الحيوانات وأقصى تراثاً عريقاً متمثلاً في افضل السلالات التي تمتلكها اليمن من الخيول العربية الأصيلة التي كانت تعيش بسلام في اسطبلاتها.
وتأكيدا على إصرارهم -منذ بدأوا عدوانهم الحاقد- على تدمير كل ما هو جميل ونافع للبشرية ، ودال على حضارة وأصالة الشعب اليمني قام تحالف الشر يوم الثلاثاء 30 أغسطس 2016م باستهداف مبنى واستطبلات جناح الفروسية في الكلية الحربية بصنعاء بعدد من الغارات راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى من فرسان الكلية بالإضافة إلى قتل عدد من خيول الكلية، حيث استشهد فارس المنتخب الوطني والكلية احمد الحرازي والفارس علي القفيلي والفارس عبد الله صالح علوان وجرح 12 من الفرسان هم صالح مارش ونبيل علوان وعلي الظرافي وعلي مغربي والدكتور جمال عقلان وعلي عمار واثنين من الحراسة ووليد عنبول وعبدالله المغربي ورزق علوان.
وبعد مرور اربع سنوات على هذا العدوان الشرس واستهداف خيول الكلية الحربية ، وتبريرات ناطق عاصفة الدمار والشر والحقد بأن ذلك كان بالخطأ، يعيد العدوان عدوانه مع سبق الإصرار والترصد ويستهدف جميع المباني والهناجر وميادين الفروسية ، ويتسبب في نفوق 70 جواداً من خيرة جياد جناح الفروسية في الكلية الحربية بل من خيرة خيول اليمن، وما يزيد عن 35 خيلاً تم جرحها خلال الغارات الغادرة ، والتي تسببت أيضا في استشهاد الفارس والمدرب مهدي الريمي الذي شيع جثمانه الطاهر يوم الأحد الموافق 5 أبريل بموكب جنائزي عسكري مهيب ” رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”، كما جرح الفارسان أسد شليل وخالد شليل في الغارة الجبانة.. ما حدث لن يثني فرسان الكلية الحربية الأبطال عن مواصلة واجبهم الوطني في تقديم العناية والرعاية للخيول وممارسة رياضة الآباء والأجداد على انقاض الدمار الذي حل بجناح الفروسية في الكلية ، تأكيدا على صمود وشموخ وتحدي الشعب اليمني لهذا العدوان الظالم .
“الفارس على جواده شامخ” عبارة أطلقتها بعد سمع خبر محاولة اغتيال عميد الداعمين للرياضة رجل الأعمال الأستاذ/ أمين جمعان أمين عام المجلس المحلي نائب أمين العاصمة.. خبر ترك في نفوس الجميع قيادة عليا ومسؤولين ورياضيين وشباباً ورجال أعمال سحابة حزن وألم لما حدث لهذا الرجل الذي يسير وظله ينشر الأمن والأمان والمحبة والسلام لمن حوله.. لم يدم الخبر المؤلم طويلاً فقد مَنّ الله عليه بالنجاة من هذه المحاولة البائسة الفاشلة ، وكتب الله له العافية والشفاء ، لكن هذا العمل الجبان ترك أثرا سيئاً يدل على ضعف الإيمان وحاجة الأجهزة الأمنية إلى مزيد من اليقظة والحيطة.
جواد السلامة والعافية والنجاة من فيروس كورونا لازال يصول ويجول في ربوع الوطن الحبيب بحمد ومنَّة من المولى عز وجل.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ).

قد يعجبك ايضا