أطباق الخونة
علي الأشموري
قدم الرئيس الأسبق للاتحاد السوفياتي سابقا طبقاً من ذهب للولايات المتحدة الأمريكية لتفتيت جمهورياته التي كانت تمثل سدس العالم “بالبروسترويكا والفلاسنوست” المكاشفة والبناء فبعد أكثر من سبعة عقود حرب باردة بين القطبين تسارعت “أحداث المكاشفة” فأصبح بدون عمل حتى اللحظة يجول في الاتحاد الأوروبي بين الجامعات مدرسا بأجر زهيد.. وتفكك الاتحاد إلى جمهوريات بعضها دخلت ضمن الاتحاد الأوروبي.. وسادت الفوضى ما بين الهجرة والاختراق الأمريكي “بحفنة من الدولارات للمنظومة الدفاعية فتلاشت العملة الوطنية وتقزمت أمام الدولار وجاء “بوتين” بحنكة سياسية لينقذ ما يمكن إنقاذه ولكن بعد أن أصبحت الولايات المتحدة هي المتحكم الوحيد والقطب الأوحد الذي يمتص خيرات الشعوب وثرواتها بمصطلح الحماية أو العصا الغليظة وإثارة الفوضى على كل رئيس في العالم يقف في وجه النظام الامبريالي الأمريكي وفي اليمن جاء رئيس نهب الثروات ومرتبات الموظفين وأصبح “هادي” يوقع على الفرمانات الصادرة من أسياده فقد نقل اليمن حسب قوله “سيتذكرني اليمنيون بأني نقلتهم إلى اليمن الجديد” وأصبح تحت الإقامة هو وحكومته في فنادق “الموفا” حسب تعبير أحد الأكاديميين وليس المنفى واستدعى العالم كله لتفكيك وتدمير اليمن، وهو ما لم يحدث لبلد على مستوى التاريخ القديم والمعاصر.. تحت غطاء الشرعية الرخوة التي مدت يديها ورهنت قراراتها للإمارات والسعودية وأصبح الإنسان اليمني بين مطرقة الحصار الجائر وسندان التدمير غير المبرر بمباركة “هادي” وأزلامه في حكومة “الموفا” وأصبح الجنوب محتلا.. والشمال مقاوما لأفتك أسلحة المصانع الأمريكية والأوروبية والبيولوجية.. المحرمة دوليا..
ورغما عن أنف “هادي” أصبح الاحتلال مشرعناً، وأصبحت الأراضي المنهوبة حسب رصد “جوجل” ومنشور متداول أنها محطة نفطية سعودية تعمل بكامل طاقتها في عمق الأراضي اليمنية بمحافظة الجوف فالصورة المتداولة لنهب الثروة اليمنية خارج حدود الترسيم لعام 1988م حسب صفحة الزميل محمد الخامري.
فأي شرعية نائمة في أحضان المحتل السعودي وتحت “العقال” السعودي .. فبماذا سيتذكره اليمنيون؟ وبماذا سيذكره التاريخ الأسود وهو الذي حول اليمن إلى لقمة سائغة للأمريكان والسعوديين والإماراتيين .. الأمريكي الذي استباح العالم بأسلحته ولصوصيته بمباركة الحكومة النائمة لقتل وحصار أصل العرب وتدمير مقدراتهم ونهب ثرواتهم وطمس حضارتهم الضاربه جذورها في أعماق التاريخ.
خمسة أعوام واليمن تقصف ودماء الأطفال والأرامل والشيوخ تزهق في ظل صمت دولي قاتل وعربي مبارك .. وكله من أجل النهب وتنامي الأرصدة … و”طز” في وطن الإيمان والحكمة.
صمد الشعب اليمني الجبار وتحمل المجازر المدنية التي ارتكبت بحقه خمسة أعوام بالتمام والكمال سطر الجيش واللجان الشعبية أروع ملاحم البطولات فلم تثنه القنابل العنقودية المحرمة دولياً في عطان ،ومجازر الصالة الكبرى من المدنيين وأسواق مستبأ والحديدة ونهم وصرواح والبيضاء التي راح ضحيتها الآلاف.
نعم إنها ملاحم أسطورية سطرها الجيش واللجان الشعبية ضد المرتزقة وأعوانهم من تحالف قوى الشر والعدوان.. وكل جريمة بحق المدنيين والبنى التحتية والأثرية التي تمثل جرائم حرب ستظل محفورة في نفوس الأجيال اليمنية ،وسيكتب التاريخ بأحرف من نور على صفحاته عنواناً لبطولات الإنسان اليمني العصي الأصيل الذي دافع وما يزال عن العرض والأرض في ظل تكالب الوحوش البشرية التي تخطت كل الأعراف والقوانين الدولية ،وبصمود الإنسان اليمني المقاوم في وجه المرتزقة وأسيادهم الذين سيلعنهم التاريخ وسقطوا في مستنقع الخيانة والارتزاق وكشف العدوان أيديولوجياتهم المزيفة التي ظلت.. يتسترون بشعاراتها.. بالإمبريالية العفنة .. مطايا لها فبعد التحرر من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثماً على صدر اليمنيين 128 عاماً …رجعوا يقدمون الاعتذار لـ”فيكتوريا”. ويرضعون من حليب الرجعية العفنة وينسفون التاريخ المشرف للمناضلين وللكفاح المسلح ضد الغزاة الذي اجترحه الاحرار في اليمن الواحد.
وبمساندة العملاء والمرتزقة لأسيادهم ضد الشعب اليمني المقاوم في كافة الجبهات والشهداء الذين ضحوا في الماضي وما زالوا يضحون بأنفسهم وفلذات أكبادهم من أجل الحرية والعزة والكرامة والخروج من التبعية المقيتة للعقال الخليجي والطاعة العمياء للمحتل الأمريكي – الصهيونية وأضاعوا كل شيء حتى معتقداتهم الدينية من أجل بريق المال المدنس ومن أجله أصبحوا مطايا يعلنهم الأحرار والتاريخ والبشرية وأسيادهم.
وبفضيحة القرن ومباركتهم لصفقة ترامب المشؤومة.. طفت على السطح الحرب “البيولوجية” فالعالم والمرتزقة أصبحوا تحت الحصار والإقامة الجبرية من فيروس “كورونا” القاتل الفتاك المميت..
ذهلت بما أعلنته وزارة الدفاع الروسية ومن على قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخراً في موسكو وحضره العديد من المسؤولين الأجانب في روسيا الاتحادية..
فعلى لسان المتحدث باسم الدفاع الروسية أكد بالأدلة والوثائق أن أمريكا انتهكت الأعراف والمواثيق الدولية بعد إعلانها رسيماً ضبط معامل بيولوجية أمريكية في كل من جورجيا وأوكرانيا تتستر تحت أنشطة مدنية وتصنع الغبار الحامل للفيروس سراً فقد خرقت أمريكا حسب الناطق الاتفاقيات والمواثيق الدولية.. وأضاف المتحدث بالبيانات والأدلة القاطعة الذي قدمها وزير الدفاع الروسي الأسبق جيورجاتسن الجورجي الأصل والمتضمنة معلومات ونتائج التحاليل البعيدة عن البعد الإنساني وإنما هي تستخدم لتدمير البشر والتحايل على بعض بنود معاهدة الحد من انتشار الأسلحة البيولوجية وتدميرها..
بل سعت واشنطن إلى تقوية ترسانتها البيولوجية وهذا مرتبط بخروقات البنتاجون في الحقل الجورجي الذي تستخدم مختبراته التي تعمل على تحضير أنواع مختلفة من الفيروسات ثم تبثه إلى المناطق المستهدفة عبر الطائرات المسيرة لأهداف سياسية واقتصادية العجيب في الأمر أنه الفتك الأمريكي بالبشر ونشر الأمراض والأوبئة ببيانات مؤكدة قامت وزارة الصحة الروسية بدراستها وتحليلها وربطها بما حدث، فأتضح أن 30 مختبراً للأسلحة البيولوجية توجد في أكثر من 30 مختبراً على الحدود الروسية الصينية..
ورغم أن المواثيق الدولية تحرم وتجرم هذه الأعمال بحق الإنسانية ..إلا أن أمريكا كانت المبادرة والداعية إلى تدمير الأسلحة البيولوجية والجرثومية “عسى رجباً ترى عجباً”.
بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية لهذا السلوك المشين واللا إنساني والمخالف للأعراف والقوانين الدولية وكشف حقائق مرعبة بحضور الملحقين العسكريين الضيوف من كافة البلدان ما هي الخطوة الروسية- الصينية القادمة؟
فالأيام ستكشف المزيد.