كورونا يوحدنا
علي الشرجي
* لنا الله يا (كورونا) .. وحدت العالم ولم توحِّد اليمنيين لمواجهة خطرك الماحق الذي لا يفرق!!
* لنا الله يا (كورونا) لقد أقلقت مضاجع العالم وحيرت أكبر الأطباء والمراكز البحثية العلمية ،واستنفرت قدرات أعظم الإمبراطوريات الاقتصادية ..فكيف سيكون حالنا معك لو داهمتنا –لا قدر الله- ونحن في بلد منهك طيلة 5 سنوات عدوان وحرب وحصار!!
* لنا الله يا (كورونا) يتنافس أغنياء العالم أمامك في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية منك ونحن في اليمن لا نستطيع استيراد كمامة أو علبة مطهر أو معقم!!
* لا أدري هل يجوز أن أوجه لك لعنة أو تحية لأنك حققت المساواة بين الأغنياء والفقراء ، بل بدأت بجائحتك طواويس الكرة الأرضية من الصين شرقاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً وجعلت رئيس إيطاليا يعود إلى الله بقوله: (ننتظر تدخلات السماء).!!
* أيها الفيروس الخبيث إن أمرك لعجيب، لا يستطيع أن يوقفك إلا الذي خلقك.. فضحاياك في كل دقيقة ترتفع أعدادهم حول العالم ..ملايين البشر عالقون من السفر.. المليارات من الناس (خليك في البيت) ..جعلت كل شيء ميتا ..الاقتصاد ،الصناعة والتجارة والسياحة والسفر، والتعليم باستثناء عالم الطب المريض الفاشل في إيجاد الدواء الناجع.
ومن مفارقات كورونا العجيبة أن تتوسل واشنطن من موسكو المساعدة الإنسانية في مواجهة الجائحة والصومال التعيسة تقدم خدماتها المتواضعة لإيطاليا بإرسال فريق طبي.. سبحان مغير الأحوال.!!
* يسجل لك التاريخ يا (كورونا) أنك أول فيروس معد يستهدف وزراء الصحة قبل المواطنين العاديين ،وأنت وحدك يا (كورونا) من فرضت الحجر الصحي على رؤساء وملوك وزعماء أكبر دول العالم ثراءً ودهاء وجبروتاً.
اسألوا وزير الصحة البريطاني –مثلاً- لماذا أصيب بالفيروس ؟وأين ذهبت إجراءاته واحترازاته الوقائية ؟! ما باليد حيلة!!
* (كورونا) لم يأت ليقتل فقط، إنه جاء ليوقظنا من غفلتنا ..ليوخز الضمير العالمي تجاه الشعوب الفقيرة والمستضعفة والمنكوبة بويلات الصراعات والحروب والأوبئة المتفشية كالكوليرا والملاريا وحمى الضنك حتى أن بعض شعوب الدول النامية لا تزال ترزح تحت وطأة الأوبئة والأمراض التقليدية كالملاريا دون رحمة من العالم الصناعي المصدر لـ (الداء والدواء).!!
* وبعيداً عن نظرية المؤامرة ..نُشر مؤخراً عن فيروس قاتل جديد في الصين العظمى اسمه (هانتا)!!
يبدو أن هذا العام عام الفيروسات فلن يمر بـ (كورونا) فقط.. فهل يعني هذا وجوب عزل الصين عن العالم؟! بمنظور حرب السياسة والاقتصاد يعجب الولايات المتحدة هذا الأمر ويقلقها في ذات الوقت لأنه ثبت عدم مأمنها من الخطر الفيروسي الذي له أول وليس له آخر.
* ونحن في اليمن هل حان الوقت للتعاطي بجد ومسؤولية تجاه خطر “كورونا”.. فلنكن كلنا في الهم (كورونا) وليترك المتحاربون السلاح باستثناء المنافذ والحدود البرية والبحرية مع دول الجوار والدخول في هدنة نسميها هدنة (كورونا) ليتفرغ الجميع وتحشد كل الطاقات لمواجهته قبل أن يقع الفأس في الرأس.
والمطلوب تنسيق عاجل وفوري بين صنعاء وعدن وغرفة عمليات طوارئ مشتركة وكذا رفد النقاط الأمنية في المنافذ وخطوط التماس الملتهبة بنقاط صحية تقدم خدمات الفحوصات والإجراءات الوقائية.
ولنستلهم من (كورونا) واحدية الخطر وواحدية العلاج وخير وقاية ستكون في واحدية الانتماء لليمن الذي نتقاسم فيه الهم والهواء .
* هل سيوحدنا (كورونا) كما وحد العالم؟ قليل من الإحساس يا ناس!!