الثمن الكبير الذي قدمه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مقابل إخراج الفلسطينيين من سجون النظام السعودي

طيار و4 ضباط…مقابل إطلاق أكثر من 48 فلسطينياً يقبعون في سجون النظام السعودي

 

 

الثورة /

صنعاء أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته التي ألقاها أمس الخميس بمناسبة اليوم الوطني للصمود ، 26 مارس 2020/م ، استعداده للإفراج عن طيار وأربعة ضباط سعوديين كبار ، مقابل أن يقوم النظام السعودي بالإفراج عن المختطفين لديه من حركة المقاومة الإسلامية حماس. وجاءت مبادرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في سياق تأكيده على أن موقف اليمن المتضامن مع فلسطين مبدأي وثابت ولن يتغير ، معبرا عن تضامنه مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للتنكيل والاعتقالات التعسفية والمحاكمات من قبل السلطات السعودية ، ورفضه المطلق لكل أشكال التآمر التي تستهدف القضية الفلسطينية من خلال إقامة العلاقات الدبلوماسية والتواصلات بمختلف أشكالها ، مشيرا إلى أن النظام السعودي يحاكم المختطفين الفلسطينيين بتهمة دعم جهة “إرهابية” ، وهو يقصد بالإرهابيين ، المجاهدين في المقاومة الفلسطينية. ماذا الذي جرى قُبيل إعلان قائد الثورة عن المبادرة؟ تفيد معلومات حصلت عليها “الثورة”، بأن تواصلات بين صنعاء وحماس سبقت إعلان المبادرة ، إذ لم يكن الهدف منها هو تسجيل موقف سياسي وإعلامي متقدم فحسب ، بل تمثل انطلاقة جادة لإطلاق المختطفين والمعتقلين الذين زج بهم في سجون ومعتقلات السلطات السعودية بتهمة الانتماء لحماس التي يصنفها النظام السعودي كحركة إرهابية ، تدليلا على جديته في التحالف الخياني مع كيان العدو الصهيوني. وحسب المعلومات فقد قدمت اليمن عرضا مفصلا بالمبادرة وبنودها ، وأن حماس وافقت على ذلك مسبقا وقدمت أسماء المعتقلين وأوصافهم وأماكن سجنهم ، كما أضافت المعلومات أن التقديرات من الجانب اليمني تشير إلى أن النظام السعودي سيكون مضطرا لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين ، إذ تنطلق التقديرات من أن الثمن المقابل كبير ومهم بالنسبة للسعوديين ، خصوصا أن الإفراج عن الطيار و4 ضباط كبار صار مرهونا بإطلاق المعتقلين الفلسطينيين من السجون السعودية وإخلاء سبيلهم. وفي الإطار نفسه كشف القيادي في حركة حماس محمود الزهار ، أن حماس طلبت من إحدى الجهات التي لها علاقات جيدة مع صنعاء بمتابعة المبادرة ، جاء ذلك في تصريح أدلى به للميادين بعد ساعة فقط من إعلان المبادرة ، وهو الأمر الذي يؤكد وجود تواصل مسبق وأن طلب حماس من الجهة المشار إليها للمتابعة جاء إثر التواصل السابق لإعلان المبادرة وعقب إشعار صنعاء لحماس موعد إعلان المبادرة. وقد رحب القيادي في حركة حماس محمود الزهار بمبادرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وقال في اتصال مع قناة الميادين إن «مبادرة زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي أفرحت قلوب كل المجاهدين والمشظقاومين الفلسطينيين» ، وفي حديثه للميادين لفت إلى أن المبادرة بشأن المعتقلين الفلسطينيين مقدرة ومحترمة، لكنه استعبد أن يستجيب النظام السعودي للمبادرة. قد لا يتوقع الكثير استجابة النظام السعودي للمبادرة ، وذلك لما هو معروف عنه من سلوك سياسي وأمني متعجرف ، وقد تكون تقديرات الزهار مستبعدا أن يستجيب النظام السعودي للمبادرة ، مستندة إلى معرفة بالسلوكيات المختلفة للمملكة الهوجاء ، غير أنه وبالنظر إلى الثمن الكبير الذي سيحصل عليه نظام آل سعود في مقابل الإفراج عن الفلسطينيين ، خصوصا وأنه جرى تقديم المبادرة وفق صيغة لا تتيح للسعودية أي ممكنات أو مخارج لا تؤدي إلى إطلاق الفلسطينيين المعتقلين لديه ، كما أنها جعلت مصير الطيار والضباط الـ4 مرهونا بإطلاق السعودية للمعتقلين ، ولا تستبعد مصادر أن يعمل نظام آل سعود على إطلاق الفلسطينيين وفق صيغة لا يبدو شكلها كصفقة تبادل مع صنعاء ، خصوصا مع إدراكه أن الطيار والضباط الأربعة لن يروا النور إلا بإطلاق الفلسطينيين ، وأن صنعاء حددت مسبقا أسماءهم وأوصافهم وعلى معرفة تامة بأحوالهم. الثمن الكبير..طيار و4 ضباط برتب كبير. فَمَنْ هُمْ! تبدأ قصة الطيار السعودي في الـ 15 من فبراير الماضي ٢٠٢٠م ، حيث تمكنت الدفاعات الجوية لقواتنا المسلحة من إسقاط طائرة حربية نوع تورنيدو تابعة للقوات الجوية السعودية في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف ، والطائرة تورنيدو مقاتلة متعددة المهام تستعمل كمطاردة وقاذفة وهي من إنتاج أوروبي بريطاني مشترك ، وبالنظر لمواصفاتها ، عُدت العملية من أهم العمليات التي نفذتها الدفاعات الجوية وحققت بها إنجازا هاما في سياق معركة الجو المحتدمة مع طيران العدوان ، غير أن إلقاء القبض على الطيار ومساعده إنجاز مضاف للعملية نفسها وقد يكون هو الإنجاز الأهم. وقد تحطمت الطائرة في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف شرق صنعاء ، حيث تمكن الطيار ومساعده من القفز المظلي قبيل ارتطام الطائرة بالأرض ، وسقطا في منطقة مأهولة بالسكان ، وحاول الطيران السعودي البحث عنهما ، وشن عدداً من الغارات على منازل قريبة من المكان ، بهدف قتلهما بعد عجزه عن العثور عليهما ، وعثر على الطيار ومساعده اللذين قذفت بهما المقاعد من قُمرة المقاتلة ، على بعد 6 إلى 7 كلم، من المنطقة التي سقطت فيها الطائرة ، وقد تم العثور عليهما في منطقة الظلفان الواقعة جنوب غرب مديرية المصلوب، وقد حاول الطيران السعودي عقب سقوط الطائرة بلحظات تنفيذ عملية بحث وإنقاذ في موقع سقوط الطائرة ، وشن غارات على المنازل القريبة من المكان بهدف التغطية على هروب الطيارين لكنه فشل في ذلك ، قبل أن يعاود قصف المكان الذي اختبأ فيه الطيار ومساعده محاولا قتلهما والتخلص منهما. وظهر أحد الطيارين على صورة في وسائل التواصل الاجتماعي مصابا إصابة بالغة في فكه السفلي الذي ظهر ممزقا ، إذ تؤكد الصورة أن أنبوب الأكسجين الموجود في خوذة الطيار قد مزق منطقة الفك السفلي من وجهه ، بينما لم يظهر الآخر وهو قائد الطائرة في صورة أخرى ، لكن المصادر أكدت أنه في صحة جيدة وأنه لم يصب. استماتة الطيران السعودي وقتذاك في البحث عن الطيارين وبعد عجزه عن تحقيق ذلك ، حاول قتلهما، كان يشير إلى أن الصيد الذي وقع في أيدي الجيش واللجان الشعبية ثمين جدا ، ويعد ورقة رابحة ووازنة ، أمر يعكسه إصرار الطيران السعودي على تصفية الطيارين وقتلهم بعد عجزه عن إنقاذهم. أما الضباط الأربعة الذي أشار إليهم السيد عبدالملك الحوثي في كلمته ، فَهُمْ من أهم الجنرالات السعوديين الذين وقعوا في الأسر بيد قوات الجيش واللجان الشعبية ، حيث يحتفظ الجيش اليمني بالمئات من الضباط والجنود السعوديين ممن وقعوا أسرى خلال معارك الحدود ، وفي معركة الجوف الأخيرة ، غير أن المعلومات تؤكد بأن عدداً من الضباط بُرتَب عالية وقعوا أسرى بيد الجيش واللجان الشعبية ، منهم الأربعة الضباط الذين أشار لهم السيد القائد في حديثه عن استعداده لإطلاقهم مقابل الفلسطينيين المعتقلين في سجون النظام السعودي. وحسب آخر إحصائية حصلت عليها “الثورة” فإن 48 شخصا عدد المسجونين ظلما من الفلسطينيين في سجون النظام السعودي جلهم من المقيمين في الأراضي السعودية.

قد يعجبك ايضا