فليموتوا غيظا◌ٍ!! 

رغم التركة الثقيلة التي ورثها العهد الوحدوي من الماضي التشطيري وشحة الموارد ومحدوديتها فإن ما تحقق للمحافظات الجنوبية والشرقية وسائر محافظات الجمهورية من نهضة تنموية واقتصادية خلال العقدين الماضيين قد شكل ثورة حقيقية في ميادين البناء هي الأعظم في تاريخ اليمن.
ولعل ما جرى افتتاحه ووضع حجر الأساس له من المشاريع في محافظة حضرموت خلال اليومين الماضيين قد جسد مدى حجم التغيير والتحول الذي شهدته اليمن في ظل العهد الوحدوي الذي مثل بالفعل كما أشار أبناء حضرموت أثناء اللقاء الذي جمعهم بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أمس الأول¡ عنوان الخير والعزة والكرامة والفخر والمجد والنماء للشعب اليمني بوجه عام والمحافظات الجنوبية والشرقية بوجه خاص¡ بحكم حجم الحرمان الذي عانت منه هذه المحافظات خلال سنوات النظام الشمولي الذي لم يحقق لها شيئا◌ٍ طوال 23 عاما◌ٍ¡ حيث ظلت محرومة من أبسط متطلبات الحياة الحضرية كمشاريع الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي والجامعات والمعاهد والاتصالات والمنشآت الصحية¡ التي وإن وجد البعض منها فإنه اقتصر على بعض المدن وبأعداد محدودة لا تكاد تذكر!.
ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا أن هذا العطاء الوحدوي هو ما أثار حفيظة وغيظ تلك العناصر التي عجزت وفشلت في تقديم أي شيء نافع للوطن¡ عدا الوعود والشعارات الكاذبة ودورات العنف الدامية والمجازر الجماعية¡ التي حصدت الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية.
ولذلك هم ينظرون اليوم إلى ما تحقق ويتحقق من إنجازات وتحولات تنموية في الوطن بأنه محاكمة لهم وإدانة لتاريخهم الحافل بالبشاعات والفظاعات والكالح بالسواد.
ومن الطبيعي أن يجن جنون هؤلاء كلما رأوا خير الوحدة يتدفق يوما◌ٍ بعد يوم ليعم بثماره أرجاء الوطن¡ خاصة وأنهم من هربوا إلى الوحدة فرارا◌ٍ بجلودهم ومصيرهم المحتوم إلاø أنهم وبمجرد أن أمنوا والتقطوا أنفاسهم انقلبوا عليها وارتدوا عن نهجها وأعلنوا الحرب عليها دون أن يفقه هؤلاء أن الشعب اليمني الذي قدم التضحيات الغزيرة من دماء أبنائه من أجل إعادة وحدة وطنه¡ هو أقوى شكيمة من دسائسهم ومؤامراتهم ونواياهم الخاسرة¡ وأنه كفيل بإسقاط مراهناتهم وتلقينهم الدروس التي يستحقونها وبالفعل كانت إرادة هذا الشعب هي الغالبة فقد اندحر الانفصاليون ومخططهم الارتدادي ليفروا كالثعالب إلى الخارج يجرون أذيال الهزيمة والعار شأنهم شأن كل الخونة والمتآمرين على أوطانهم.
والمثير حقا◌ٍ أن يظهر علينا من هؤلاء الذين يتسكعون اليوم على أرصفة بعض العواصم مترفين بالمال المدنس الذي قبضوه مقابل دماء الشهداء والجرحى والمعاقين من أبناء الشعب اليمني في ملحمة صيف عام 1994م محاولا◌ٍ دون خجل أو حياء تقمص دور الزعامة في مشهد هزلي يبعث على السخرية أكثر منه على الرثاء¡ دون إدراك مثل هذا الصنف البليد أن الزعامة والعمالة لا يلتقيان¡ وأن من يتجرد عن وطنيته ومبادئ شعبه ويخون وطنه لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يصبح زعيما◌ٍ أو حتى وصيا◌ٍ على نفسه وأسرته.. فالعميل يظل عميلا◌ٍ حتى وإن تدثر برداء الفضيلة كما أن الخائن يعيش خائنا◌ٍ ويموت خائنا◌ٍ ويبعث يوم النشور في عداد الخونة الذين غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة وأسكنهم دار البوار.
والأحرى بمثل هذا الصنف سيئ الصيت والسمعة والتاريخ¡ أن يبحث لنفسه عن مستنقع آسن ينتحب فيه أو ينتحر ليضع نهاية لحياته الموصومة بالخزي والذل والهوان¡ فباطن الأرض خير له وأرحم من ظهرها.. أما الزعامة فهي أسمى من أن يدعيها مرتزق أو عميل لأنها تقترن بالاستقامة والإيثار¡ وأصحاب التاريخ النضالي النظيف الذين نذروا أنفسهم وأرواحهم في سبيل أوطانهم وخدمة شعوبهم والدفاع عن القيم والمبادئ الوطنية التي يؤمنون بها كما أنها عمل دؤوب وإنكار للذات ورسالة عظيمة لا يرقى إلى حملها سوى الرجال الأوفياء والصادقين¡ الحافظين للعهد والوعد الذين يع◌ْر◌ِفون دوما◌ٍ بمواقفهم ومقاصدهم النبيلة والذين يظهرون في أشد المصائب والأزمات أكثر تماسكا◌ٍ وثباتا◌ٍ¡ وأكثر عزيمة وإصرارا◌ٍ على العبور بأوطانهم إلى بر الأمان بشجاعة نادرة لا تعرف التردد أو التخاذل أو الهروب إلى الخلف.
ومن حسن الحظ أن قيض الله لليمن زعيما◌ٍ توفرت فيه كل هذه الصفات فكان خير قائد لخير شعب¡ وخير زعيم لخير وطن¡ لتمضي مسيرة اليمن الحديث على يديه صوب المستقبل الأفضل والغد الأجمل تحرسها عناية الله وكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن رغم حقد الحاقدين وكيد الكائدين وتآمر المتآمرين¡ ومكر الماكرين.. فالمكر السيئ لا يحيق إلاø بأهله .. وليمت هؤلاء بغيظهم .

قد يعجبك ايضا