لم يمتلك المال وإنما امتلك الإيمان والثقة بالله.. ومن خلال الثقافة القرآنية وضع منهج حياة
رئيس مركز الدراسات والبحوث الدكتور حمران أحد رفاق الشهيد القائد يتذكر: كان بمثابة جرس إنذار للشعب اليمني وللأمة من خطورة تكالب قوى الكفر العالـــمي
اعتبر أمريكا كقشة لا تشكل أي قوة أمام الإنسان الذي يعتمد على الله.. وإسرائيل غدّة سرطانية
يحتفظ من رافق الشهيد القائد بالكثير من مآثره ومواقفه، وآرائه حول كثير من القضايا وكيف كانت توجهاته إزاء الاعتمالات التي كان يشهدها الوطن والأمتين العربية والإسلامية، على أن الثقافة القرآنية وما سعى الشهيد لتأكيده في ثقافة الناس كثيرا هو ما كان يطغى على تناولات من رافقوا السيد حسين بهدف تنقيته من لغط وتصحيح تلك الإشاعات التي تبنتها حملات دعائية استهدفت السيد واستهدفت المشروع.. من أولئك الدكتور/ عبدالرحيم الحمران -رئيس مركز الدراسات والبحوث- الذي كشف في حوار معه عدداً من الجوانب المضيئة في سيرة مؤسس “المسيرة القرآنية”، قائدة ثورة المستضعفين الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حيث قال :من خلال ثقافته القرآنية كان بمثابة جرس الإنذار للشعب اليمني وللأمة بأكملها وهو يحذرهم من خطورة ما سيأتي في المستقبل وتكالب قوى الكفر العالمي على الأمة الإسلامية واستهدافها”.
وأشار خلال الحوار معه إلى أن الشهيد القائد كان يحمل مشروعاً للأمة الإسلامية جمعا لتقف عزيزة وكريمة قادرة على الصمود والتحدي أمام الاستكبار العالمي الذي تمثله اليوم أمريكا وإسرائيل وأذنابهما في المنطقة كآل سعود ومن يدور في فلكهم من مشيخة الخليج.
وقال: لقد كان الشهيد القائد أمة لوحده ومدرسة في كل نواحي الحياة وكان لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا لكنه كان يمتلك إيمانا وثقة بالله وإرادة ووضوح رؤية للمستقبل بل كان يمتلك القدرة على كسب الناس وإقناعهم والتوضيح لهم من خلال الاستشهاد على الواقع بآيات القرآن الحكيم.
كما تطرق الدكتور الحمران إلى جوانب غاية في الأهمية في سيرة الشهيد القائد وفي حياة الأمة الإسلامية تقرؤون تفاصيلها في سطور هذا الحوار..
يتحدث بداية عن صفات ومناقب الشهيد القائد السياسية والاجتماعية وغيرها فيقول: كانت له صفات وسمات متعددة فهو يمتلك صفات القائد الذي يستطيع قيادة الأمة إلى ما فيه خيرها وعزها وصلاح أمرها، فهو القائد الذي استطاع استنهاض واقع الأمة ما جعلها تقف على قدميها أمام دول الاستكبار العالمي، وما نراه اليوم خير شاهد على ذلك وكيف وقف أبناء الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية خصوصا ممن استقوا وفهموا ثقافة الشهادة والاستشهاد وكسر أعتى عدوان على مستوى العالم سمي بالحرب الكونية حين تكالب علينا العالم، لكنه صمود أبناء الشعب ولا زالت أيديهم على الزناد ويمدون اليد الأخرى للسلام لكنه سلام بعزة وكرامة تعمل على رفع يد الوصاية والهيمنة والاستكبار، تلك اليد التي تعبث في البلدان العربية والإسلامية بأكملها تحت مسميات متعددة, الشهيد القائد كان يعتبر أمة لوحده وكان مدرسة في كل مناحي الحياة كان يحمل مشروعا متكاملا نستطيع أن نقول إنه وضع منهج حياة من خلال الثقافة القرآنية رغم أنه استشهد في الحرب الأولى لكن ذلك النور الذي ظهر من أرض مران انتشر واتسع رغم محاولتهم في الحربين الأولى والثانية حتى الحرب السادسة لكن الله أظهر هذا النور إلى حيز الوجود والمجتمع.
وعن السعة التي ظهر بها السيد حسين في علمه ومداركه يقول الدكتور الحمران: كنت واحداً من مجموعة شخصيات أدركت عظمة هذا القائد ومنهجه وثقافته, لكني لم أكن أدرك أن حركته وثورته الثقافية السلمية بامتياز، ما كنت أدرك أنها ستأخذ هذه الأبعاد خصوصا في تلك الظروف التي مرت رغم قلة وشحة الإمكانيات إضافة إلى حقد الأعداء وضراوة الاستهداف لكن الله يجعل عزة هذه الأمة ونصرها على أيدي الصادقين المخلصين من المستضعفين.
وردّاً على تلك الأقاويل التي كانت تشيع امتلاك السيد حسين للأموال يؤكد الدكتور الحمران أن هذا كلام مناف للحقيقة والواقع، فالشهيد القائد لم يكن يمتلك من حطام الدنيا شيئا لكنه كان يمتلك إيمانا وثقة بالله وإرادة ووضوح رؤية .
أحلك الظروف وأصعب المواقف
عن الخارطة المتوقعة لانتشار الثقافة القرآنية والرؤية الاستباقية التي اختطّها الشهيد القائد.. قال: حقيقة نحن ندرك أنة ثمة عناية ورعاية إلهية غير عادية في منعطفات هذه المسيرة منذ بدايتها وحتى اليوم تتمثل على مستوى القيادة في أن يهيئ الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية حفظه الله وأيده هذا الرجل العظيم الذي يمتلك رؤية واضحة للمستقبل، فهو يعرف كيف يتعامل ويتصرف في أحلك الظروف وأصعب المواقف ويخاطب الجميع بكل هدوء وهذه نتيجة عظمة الالتحام بالقرآن الكريم.. فالسيد القائد رجل رحمة من الله سبحانه حتى في أحلك الظروف يمدّ إليهم يد السلام ويتعامل مع الأعداء بحق الأخوة والجوار ويقوم بنصحهم، حتى لا يمر عليهم مكر وخداع وألاعيب الأعداء والمؤامرات باعتبارهم مستهدفين وإن كانوا يتصورون أنهم في موقع الصدارة والاهتمام ورعاية دول الاستكبار العالمي، فيقوم بتذكيرهم بالاستفادة من الآخرين قبل أن يكونوا ضحية .. إنها الرعاية الإلهية لهذه المسيرة وقائدها ومن يحملون أرواحهم على أكفهّم من الجيش واللجان الشعبية ويسطرون أروع الملاحم والبطولات ويقولون للعالم كله: هذه مفخرة السلاح الأمريكي تحت أقدامنا رغم الفارق الكبير في العتاد والعدة لكنهم يمتلكون العزيمة والعقيدة ويطلبون العزة والنصر من صاحبها وهو الله سبحانه وتعالى.
من صفات القائد
عما يمثله شعار الصرخة الذي أطلقه الشهيد القائد يشير الدكتور حمران “تلك هي سمة من صفات القائد الذي استطاع أن يختار شعاره بتوفيق إلهي حتى في انتقاء مفرداته وألفاظه، فالشهيد كان يريد أن يخرج الناس من الصراع المذهبي والتقوقع في إطارات محددة ليجعل ساحتهم هي البلاد الإسلامية كلها إضافة إلى رحابة صدره الذي يحتضن كل البشر.. فرغم ضراوة الحرب الإعلامية النفسية التي شنت لم يتحدث السيد حتى عن المذهب لم يتحدث باسم الطائفة ولا حتى اليمن إنما تحدث باسم الإسلام ودعا الناس إلى الاجتماع على المجمع عليه وهو القرآن الكريم ليجمع كل المسلمين ثم ركز بوصلته على العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل بعيدا عن الإشكاليات الإقليمية ولم يتحدث مثلا عن استرداد عسير ونجران وجيزان لا، إنما تحدث في إطار أوسع بل وتكلم عن أمريكا باعتبارها حاضنة لإسرائيل وأنه ليس لدينا مشكلة مع الشعب الأمريكي إنما مشكلتنا مع الإدارة الأمريكية التي تحتضن الكيان الصيهوني بظلمه وإجرامه وترعاه وأصبحت جزءاً من هذا المشروع الصهيوني الذي يمارس شتى أنواع الجرائم بأبناء القضية الفلسطينية.. فأراد أن يشد الناس إلى أن الله هو اكبر من أمريكا التي تحاول الهيمنة على العالم وصاحب القوة المطلقة هو الله الذي ينبغي أن نستمد عزتنا منه فإذا ارتبطنا بالله حق الارتباط سنرى أمريكا كقشة لا تشكل أي قوة أمام الإنسان الذي يعتمد على الله.. أيضا نبه الناس إلى خطورة إسرائيل باعتبارها غدّة سرطانية في جسد الأمة يجب إزالتها.
غير صحيح
وعما يطرح من تبعية المشروع الثقافي القرآني للشهيد لإيران يوضح أنه لو كان هناك تبعية لكانت الأمور مختلفة حتى أمام هذا العدوان الذي يشن على أبناء الشعب اليمني.. لكن هناك استقلالية.. فالشعب اليمني لا يرضى ولا يقبل أن يكون تابعاً لأي دولة أوجهة.. لكن لماذا يرهبوننا وبمجرد وصول طائرة إلى صنعاء تحمل أدوية قامت الدنيا ولم تقعد بينما الطيران الأمريكي حينها يضرب الناس والأطفال والنساء في الأعراس والمخيمات فهم يصنعون الدمى كالفار والهارب هادي ويريدون أن لا نشكل علاقات إلا مع من يردونه هم.. نحن أحرار والشعب اليمن حر وما دفع هذه الضريبة الكبيرة إلا من أجل حريته واستقلاله وكرامته ومن أجل أن تكون علاقته مع من يرى أن في علاقته إرضاء لله ولما فيه مصلحة الشعب.. يعني إذا أردنا أن نقيم علاقة مع أي دولة نضطر إلى اخذ الإذن مسبقا من آل سعود.. هم يريدوننا هكذا!!.. هم يريدوننا هكذا لأنهم كانوا يمتلكون قرارنا السياسي والسيادي لأنهم هيمنوا على هذا البلد فترة كبيرة ويقومون بصنع حكامه ويتحكمون في ثقافته ويعملون على طمس هويته وتاريخه.. فالعدوان الغاشم لماذا يستهدف التاريخ والحضارة للشعب اليمني.. نحن نرفض التبعية لأيّ كان ونسعى بكل إمكانياتنا للخروج من تحت عباءة آل سعود فهذه هي اليد قتلت الرئيس الشهيد الحمدي ولا يجوز استمرارها.
استشراف المستقبل
حول رؤية الشهيد القائد فيما يتعلق بما يسمى مكافحة الإرهاب ودور أمريكا وإسرائيل في المنطقة يقول الدكتور حمران: القائد كان يمتلك رؤية وقدرة غير عادية على استشراف المستقبل واستقرائه من خلال ملازمته للقرآن الكريم باعتبار القرآن يكشف كثيراً من الحقائق وأوجد قواعد وثوابت كسنن إلهية تكفّل الله بحفظها فالذي يستقرئ الواقع من خلال القرآن الكريم يفهم الوضع الحالي ويفهم المستقبل والقاعدة هي صناعة أمريكية بامتياز.. فالآن نسمع الأمريكان أنفسهم يقولون إن أحداث 11 سبتمبر مصطنعة وإنها نفذت من داخل أمريكا وإن اللوبي الصهيوني كان وراء تنفيذ ذلك ونحن ندرك أن أسرة آل سعود كان لها دور كبير في تلك الأحداث وسنرى في المستقبل حينما تبدأ تجف خزينة آل سعود كما قال احد المرشحين الأمريكيين للرئاسة “السعودية بقرة حلوب متى ما جف ضرعها ذبحناها”.. فالشهيد القائد تحدث عن الإرهاب وكشف من وراءه وما الذي يريدونه منه والواقع يكشف بأن اللوبي الصهيوني مع النظام السعودي وبريطانيا هم من أتى بالقاعدة وداعش وهم من أتى بمنبع وفقّاسة هذه المسميات المتعددة عبر الفكر الوهابي ومنفذه محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود للسيطرة على الأماكن المقدسة كمكة والمدنية باعتبارها عزة وكرامة الأمة فسلبوا جوهر الإسلام وكشف ما يسمى بالإرهاب الذي يشوه صورة الإسلام وينفذ في داخل الأمة الإسلامية وأتوا لنا بإسلام أمريكي جديد يتناسب مع مخططاتهم وأهدافهم لاستعمار الشعوب والأمثلة كثيرة على الواقع.