السرطان الأمريكي يغتال الرؤساء المقاومين

أنس القاضي
في عام 1964م: قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالأعمال العدوانية المسلحة ضد دولة “لاوس” المجاورة لفيتنام بهدف دعم الحكومة العميلة. شارك في ذلك العدوان الأمريكي على “لاوس” 50 ألف جندي وضابط من الجيش الأمريكي و1500 طائرة, و40 سفينة حربية, واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية السلاح الكيماوي.
كتب المفكر الروسي فلادمير لينين عام 1905م في كتابه “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية”، ما يلي:
“ان الامبريالية من الناحية الاقتصادية: الرأسمالية الاحتكارية، ولكي يكون الاحتكار كاملاً، تجيب إزالة المنافسين، لا من السوق الداخلية وحسب، بل أيضا من السوق الخارجية، من العالم أجمع. أن الاحتكارات الأمريكية هي أسمى تعبير عن اقتصاد الإمبريالية، فلأجل إزاحة المنافس، لا تكتفي بالوسائل الاقتصادية، بل تلجأ على الدوام الى الوسائل السياسية وحتى الإجرامية”.
تنتهج الولايات المتحدة الأمريكية سياسة العدوان والعمل الإجرامي كوسيلة أساسية في مواجهة حركات التحرر الوطنية التواقة إلى الاستقلال، وكذلك في مساعيها لتصفية منافسيها الدوليين، وللولايات المتحدة الأمريكية سجلّ أسود حافل بالجريمة بحق شعوب الأرض، ومن هذه الجرائم استخدام السرطان لاغتيال القيادات والرؤساء.
قال الرئيس الفنزولي هوجو شافيز قبل رحيلة: “من الصعب جدا تفسير لماذا أصيب الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وخليفته الرئيسة ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر، بالسرطان في نفس الوقت تقريبا”.
وقال تشافيز أن الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو حذره ذات مرة قائلا : “شافيز خذ حذرك. هؤلاء الناس لديهم تكنولوجيا متطورة. أنت مهمل جدا. خذ الحذر مما تأكله، وما يُقدم إليك من طعام. إبرة صغيرة يزرقونك بها بما لا تدري”.
ولم يكن بعلم الرئيس شافيز بأنه سيصبح ضمن مجموعة زعماء أمريكا اللاتينية الذين أصيبوا بالسرطان فجأة.
في أغسطس 2010م، اكتشف الرئيس الباراغوايي فرناندو لوغو أن لديه ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية. تعافى رئيس بارغوايفرناردوا لوغو ولكن أطيح به في انقلاب نظمته وكالة المخابرات المركزية. وفي العام 2009م، خضع الرئيس البوليفي “ايفو موراليس” لعملية جراحية، قام بها فريق طبي كوبي، لاستئصال ورم سرطاني اكتشف في أنفه.
دبرت الولايات المتحدة الأمريكية كل عمليات التسميم السرطانية، لقلب الأنظمة الوطنية في أمريكا اللاتينية، والسيطرة عليها.
بعد وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في مارس عام 2013م إثر إصابته بسرطان الحوض، قال الرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو، أن تشافيز قد اغتيل من خلال استخدام سلاح للسرطان تم تطويره من قبل الولايات المتحدة.
ومنذ صعود مادورو إلى الرئاسة في فنزولا تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، كان آخرها في مناسبة يوم الجيش الفنزولي، اتهم شافيز الولايات المتحدة بالوقوف وراءها وقد نفذت العملية الفاشلة بطائرة بدون طيران استهدف الرئيس مادورو وهو يلقي كلمة في ساحة العروض العسكرية في العاصمة الفنزولية كركاس.
تعمل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، منذ زمن طويل على تطوير أساليب سرية لاغتيال القادة السياسيين المعارضين للولايات المتحدة الأمريكية. وقد طورت الاستخبارات الأمريكية أسلحة السرطان بالتعاون مع الدكتور “ألتون أوشنر”، الرئيس السابق لجمعية مكافحة السرطان الأمريكية.
حاولت شعبة خدمات الفنية في الاستخبارات الأمريكية، برئاسة الدكتور “سيدني غوتليب” استخدام السم، والأدوية المسببة للسرطان، والمواد المشعة لقتل الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو. واستخدم الأمريكان ذات المواد المُسرطنة في محاولة أغتيال رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا. نجا كاسترو من عشرات من محاولات الاغتيال التي دبرتها وكالة المخابرات المركزية في حين اغتيل لومومبا عام 1961م بدعم أمريكي.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية صادقت على اتفاقية حظر استخدام الأسلحة البيولوجية وحيازتها عام 1972م. لكن قسم العمليات الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية في الجيش الأمريكي بولاية “ماريلاند” وشعبة الخدمات التقنية في وكالة الاستخبارات المركزية، واصلا صيانة وتطوير مخزونات العوامل البيولوجية المسببة للسرطان المستخدمة في العمليات الاجرامية.

قد يعجبك ايضا