الرياضة في رمضان بنكهة أهلي صنعاء

 

حسن الوريث

قبل أكثر من ستة وثلاثين عاماً بدأت في النادي الأهلي بصنعاء فكرة إقامة بطولة كرة قدم في شهر رمضان المبارك تشارك فيها فرق من الأحياء المحيطة بالنادي، ويمكن أن يكون الهدف من إقامتها هو اكتشاف المواهب إضافة إلى أمور أخرى منها التسلية ،وهذا بالتأكيد يحسب لأصحاب الفكرة الذين واجهوا صعوبات وعراقيل في البداية لكنهم واصلوا العمل إلى أن صارت فكرتهم نشاطاً رياضياً كبيراً يقام سنوياً بل إن هذا النشاط صار من العلامات البارزة والمميزة ليس للنادي فقط لكن للعاصمة صنعاء ولليمن.
مما لاشك فيه أن الرياضة في شهر رمضان المبارك في النادي الأهلي لها نكهة خاصة بهذا النشاط المتميز رغم أن الكثير من الأندية ومكاتب الشباب في المحافظات تنظم بطولات رمضانية بعضها منذ فترة طويلة وبعضها في فترة قريبة لكنها تقريباً كانت تقليداً لفكرة النادي الأهلي وهذا ليس عيباً على العكس إنه شيء جيد فالتنافس رائع لكن لا بد أن نعطي كلي ذي حق حقه ويبقى الأهلي صنعاء هو صاحب الريادة في هذا النشاط الذي تطور وأصبح يجمع نجوم الرياضة والفن والثقافة والإعلام.
كل عمل يجب أن ترافقه سلبيات وأوجه قصور وبالتالي فلا بد من عملية تقييم علمية منهجية من أجل تلافي السلبيات وتطوير العمل فعملية التقييم تقود إلى التقويم ومعالجة أي اختلالات تحدث وهنا يكمن سر من أسرار النجاح.. ومع كل الود والاحترام للنادي الأهلي إلا أن عملية تقييم النشاط الرمضاني ليست كما ينبغي ولا تتم وفقاً للمعايير والمناهج الصحيحة، وبالتالي فإن النشاط بدأ يفقد جزءاً من بريقه ونكهته وربما لأن الأمر تحول إلى البحث عن المادة فقط تراجع قليلاً، ونحن من هنا وانطلاقاً من واجبنا كإعلاميين رياضيين أولاً وكمحبين للنادي ثانياً وكأعضاء فيه ثالثاً أن نساعد إدارة النادي على اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق باستمرار النشاط وتنويعه وتحقيق الاستفادة القصوى منه في كل شيء ومنها الوصول إلى الأهداف المنشودة منه وللأمانة فإن إدارة النادي تتجاوب معنا ومع الكثير مما نطرحه، فقد سبق أن انتقدنا النادي عندما ألغى النشاط الثقافي المصاحب للنشاط الرياضي وتم إعادته بالفعل رغم انه ليس بالمستوى المطلوب لكن الأهم أن الإدارة تجاوبت مع ما طرحناه وهذا ما يشجعنا لطرح بعض الملاحظات التي نتمنى أن يتم أخذها بعين الاعتبار لتطوير النشاط وتوسيعه.
النشاط الرياضي اقتصر على كرة القدم ويمكن أن يتم إضافة بعض الألعاب الرياضية الأخرى إليه كي يكتمل ويكون لجميع الرياضيين وليس لكرة القدم فقط، كما أن نشاط كرة القدم تحول من بطولة للهواة إلى بطولة للمحترفين وابتعد قليلاً عن الهدف الحقيقي له وربما أن الإدارة تريد أن يحقق اللاعب المشارك في البطولة الرمضانية مكاسب من الشركات التي يلعب باسمها لكن في المقابل يمكن أن يتم الجمع بين الفكرتين وتوزيع الأيام بين بطولة للمحترفين وبطولة للهواة وأندية الأحياء وهذا سيزيد بريق البطولة والنشاط الرمضاني وستكون هناك فائدة من خلال اكتشاف مواهب جديدة يمكن أن تكون رافداً للنادي خاصة في بعض المراكز التي يعاني فريق النادي الكروي منها مثل حراسة المرمى التي صارت مشكلة تؤرق كل من يتولى تدريب الفريق، كما أن إقامة بطولات للفئات العمرية واستمرارها وتطويرها من الأمور التي ينبغي دراستها والتفكير فيها، وفيما يتعلق بالنشاط الثقافي أتمنى أن تعمل اللجنة المنظمة على تطويره وتوسيعه والابتعاد عن النمطية ليكون هذا النشاط متميزاً بتميز النادي.
المركز الإعلامي للنادي الأهلي فكرة بين النفوس الكبيرة والصغيرة؟..
كان النادي الأهلي في صنعاء صاحب مبادرة إنشاء أول مركز إعلامي رياضي في اليمن وبالفعل فقد بدأ المركز نشاطه وتنفيذ بعض المشاريع الإعلامية المهمة والمتميزة أهمها الرسائل القصيرة والمتخصصة في الشأن الرياضي كأول ناد في اليمن يطلق هذه الخدمة للجمهور وغيرها من الأنشطة الإعلامية، لكن كل شيء توقف وتلاشى وصار هذا المركز في خبر كان، وكم كنا نتمنى أن يستمر المركز ويتطور لأنه بلا شك من المشاريع الرائدة للنادي كالبطولة الرمضانية التي تعتبر ماركة مسجلة له وهذا المركز أيضاً كان سيكون كذلك ومازال الأمل في استمراره موجوداً ولم يمت خاصة بعد تعيين الزميل الإعلامي وأحد أعضاء المركز جمال الخولاني الذي نثق في قدرته على إقناع إدارة النادي بأهميته.
وهنا وفي الختام لا بد أن نقول إن الأفكار والمشاريع الكبيرة تدل على النفوس الكبيرة مهما تعبت الأجسام بينما النفوس الصغيرة تظل صغيرة وتطمس كل المشاريع الكبيرة وكما قال الشاعر “إذا كانت النفوس كبيرة تعبت في مرادها الأجسام” ومما لاشك فيه أن النادي الأهلي من الأندية الكبيرة ولا نتمنى أن يصدق أصحاب المشاريع والنفوس الصغيرة الذين يقفون أمام أي أفكار تطويرية ومنها المركز الإعلامي والنشاط الرمضاني .. أرجو أن تكون الرسالة وصلت..

قد يعجبك ايضا