أنا أمّ الثورة
فؤاد عبدالقادر
تعرفون لا شك هذا الاسم آرنستوتشي الشهير بجيفارا, ذلك الطيب الأرجنتيني القائد, الذي اختار الثورة وانضم إلى ثوار كوبا, وقاتل تحت قيادة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في جبال سييرا مايسترا.
قاتل مع الثوار حتى انتهت الثورة, وشارك في أول حكومة ثورية, تبوأ منصب وزير الثقافة, أظنه تسلم منصب وزير الصناعة بعدها, زار وشارك عبدالناصر في احتفال عيد العمال.
أظن أن تبوؤ منصب وزير لمناضل نوع من الترف حتى في ظل حكومة ثورة, لم يتحمل المناضل جيفارا منصب وزير وتاقت روحه الثورية للنضال, ترك الوزارة وسافر إلى الكونغو للالتحاق بالثورة بعد مقتل المناضل الفذ باتريس لومومبا, ولظروف عانى منها ذكرها في أحد كتبه, التحق بثواى بوليفيا.
كان جيفارا يقف في أحد شوارع كوبا, هافانا, وجاءت زوجته وهي تحمل ابنه, قالت له كلمتين : أنا أم الثورة, فقال لها دون تردد : الثورة, ماذا كانت تتوقع من قائد بحجم جيفارا؟
في رسائله التي كان يكتبها رفيق كفاحه كاسترو شرح له اختياره للنضال ورفضه لمنصب الوزير, حوار طويل جريء بين القائد الأرجنتيني والزعيم الكوبي.
في البحرية الكوفية التي اشتهر بها بالنظرة المعروفة كان القائد قوياً حتى في موته : كنت أعرف من أول لحظة أنكم ستقتلونني بالرصاص, ما كان يجب أبداً أن تأخذوني حياً, أبلغوا كاسترو أن هذا الفشل لا يعني أن الثورة قد انتهت, ولكنها سوف تنتصر في مكان آخر.
أيها الملازم, صوب جيداً, واطلب من جنودك أن يحسنوا التصويب.
قال جيفارا : أنا لا يهمني أين وكيف سأموت, لكن ما يهمني أن يبقى الثوار يملأون الدنيا ضجيجاً.