الرهان الخاسر !!
عبدالله الأحمدي
خمس سنوات من الرهان الأمريكي الخاسر على المرتزقة والجماعات الإرهابية المجلوبة من كل بقاع الأرض، وعلى تحالف الأدوات ( السعودية والإمارات وغيرهما..) ، كل هؤلاء عجزوا أن يكسروا إرادة الشعب اليمني الذي يتصدى للعدوان، وعجزوا أن يذلوا إنسان اليمن الذي يقف وراء جيشه ولجانه وأحراره.
العدوان على اليمن أمريكي غربي بامتياز، وما دول الأدوات إلا خزينة تمويل وواجهة خاسئة أمام العالم ، والأمور واضحة لمن لديه قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولا يحتاج الأمر كثير بحث عن حقيقة العدوان والمؤامرة، فالأطفال في بطون أمهاتهم أصبحوا يعرفون مصدر العدوان.
بعد أن عجز الإرهابيون والمرتزقة جاءت دول الأدوات ، وبعد أن عجز هؤلاء جميعا في تحقيق أي نصر لأسيادهم المستعمرين جاءت بوارج أمريكا وجنودها ومعها جنود المستعمر القديم ( بريطانيا ) ليعتدوا على اليمن بشكل مباشر بعد أن كان عدوانهم من وراء حجاب.
لقد انكشف المستور وظهر كل القبح، وانكشفت الأطماع الاستعمارية للعدو الأمريكي/ السعودي، فبعد أكثر من خمس سنوات من القتل والدمار والحصار، ها هي أمريكا ترسل جيوشها لاحتلال منابع النفط في الجنوب وقد بدأت بمحافظة شبوة، وتدفق جنودها إلى هناك، بينما رست بارجتان حربيتان في ميناء بلحاف على سواحل شبوة.
ومن هناك سوف يرسل المحتل الأمريكي جنوده إلى بقية المحافظات النفطية.
هناك توجه أمريكي غربي لاحتلال منابع النفط في الجنوب وبناء قواعد أمريكية بريطانية في كل من شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وجزر أخرى ، وزيارة المسؤولة الأمريكية إلى المهرة في بداية مارس يصب في هذا الاتجاه.
العدوان كان تمريناً أولياً لإضعاف قدرات اليمنيين وتشتيتهم، ومن ثم الانقضاض على بلادهم في حالة غفلة وضعف.
العدوان على اليمن والتخطيط لاحتلال مناطقه النفطية والحيوية ليس ابن اليوم ، بل تم التمهيد له منذ أيام حكم الخائن عفاش الذي أتاح للطيران الأمريكي استباحة الأجواء اليمنية، كما عقد مع الأمريكان صفقات تدمير أسلحة الدفاعات الجوية تمهيداً للعدوان وسلامة لطيران العدوان بمروره دون اعتراض لضرب الأهداف اليمنية.
قلنا منذ بداية العدوان: إن المسألة هي عدوان مُبيّت، وأطماع استعمارية وإقليمية، لكن من باعوا أنفسهم للريال والدينار اتخذوها هزؤاً ولعباً، وذهبوا يصفقون للعدوان، بل ويقاتلون في صفوفه ضد شعبهم.
اليوم يعض بعضهم أصابعهم ندماً ويحاولون أن يتنصلوا من مواقفهم السابقة، ولكن بعد فوات الأوان.
كل الحروب في الدنيا دوافعها اقتصادية، لكنها تُغلَّف بمواقف دينية، أو وطنية، أو قومية، والحرب على اليمن لا تخرج عن هذا المبدأ، فالأطماع السعو/ أمريكية في ثروات اليمن ليست ابنة اليوم، بل عمرها طويل، فمقتل الرئيس الحمدي كان بسبب التوجه لاستخراج النفط، وبالذات في محافظة الجوف.
يؤكد الخبراء أن المنطقة الممتدة من الجوف حتى المهرة مروراً بمارب وشبوة وحضرموت تنام على بحيرات من النفط والغاز، والحرب الآن تدور حول هذه المحافظات وهي حرب اقصادية بامتياز.
على اليمنيين أن يتناسوا صراعاتهم، أو على الأقل يؤجلوها ويلتفتوا لمصير بلادهم، فالوضع يحتم على كل الشرفاء والحريصين على وحدة البلاد واستقلالها أن يوجهوا بنادقهم باتجاه العدوان والاحتلال فالوضع خطير، فالبلد ذاهبة إلى التقسيم والتجزئة إن لم يُهزَم المشروع العدواني.
العدوان يجمع المرتزقة والإرهابيين إلى مناطق النفط في مارب وشبوة وحضرموت. أما في المهرة فالقوات السعودية تقوم بمهمة قمع مواطني المهرة وضربهم بالطيران المروحي الأباتشي وتستميت السعودية في احتلال المهرة وأجزاء من حضرموت لضمها إلى المملكة.
إن جرس الإنذار يدق محذرا من الجيوش الاستعمارية الغازية، فيجب الاستماع لهذا الإنذار.
لقد كنا نقرأ ونسمع عن الأطماع الأمريكية والاستعمارية، ولم نكن نأخذ الأمر بالجدية.
لقد كان الشهيد حسين بدر الدين الحوثي يحذر من خطر عدوان أمريكي صهيوني على اليمن، وكان الآخرون لا يأبهون ويتخذون الأمر سخريا!
اليوم والأمس القريب نشاهد كل ما حذر منه الشهيد حسين بدر الدين الحوثي واقعاً مُشاهداً فهل من مُدَّكِر؟!